أكدت إيران أمس مشاركتها في المؤتمر الدولي حول العراق الذي سيعقد في الثالث والرابع من أيار مايو المقبل في مدينة شرم الشيخ المصرية، على البحر الأحمر، بوفد يترأسه وزير خارجيتها منوشهر متقي. تزامن ذلك مع اعلان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن هناك "احتمالاً كبيراً" أن تجري ايرانوالولاياتالمتحدة محادثات ثنائية خلال اجتماع ستشارك فيه قوى كبرى في مصر هذا الأسبوع ويهدف إلى إيجاد سبل لتحقيق الاستقرار في العراق. وجاء الاعلان الايراني بعيد مشاورات بين المسؤولين العراقيين والرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، وإثر وصول رئيس مجلس الأمن القومي الايراني علي لاريجاني الى بغداد في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، وفقاً للناطق باسم الخارجية الايرانية محمد علي الحسيني. وأضاف الحسيني في مقابلة مع التلفزيون الحكومي الايراني أن لاريجاني زار بغداد لأن ايران لديها تساؤلات حول أجندة المؤتمر، مشيراً إلى"غموضها". وأعلن التلفزيون الإيراني أن الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني وصل الى بغداد ظهر أمس في زيارة تستغرق ثلاثة أيام. وأفاد التلفزيون الايراني أن لاريجاني"سيبحث مع المسؤولين الايرانيين في مسائل ذات اهتمام مشترك وما تشهده المنطقة من تطورات". وقال ناطق باسم السفارة الايرانية في بغداد إن لاريجاني سيلتقي نوري المالكي والرئيس العراقي جلال طالباني. وكان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي قال في وقت سابق من يوم أمس إن على ايران المشاركة في شرم الشيخ"بقوة وفاعلية"، لأنها اذا لم تفعل ذلك ستكون عرضة للانتقادات الأميركية، وفقاً لما نقلت عنه وكالة الأنباء الايرانية ارنا. كما قال مسؤول في الرئاسة الايرانية إن رئيس الوزراء العراقي"نوري المالكي اتصل بالرئيس محمود أحمدي نجاد وطلب منه أن تشارك ايران في المؤتمر". وأضاف أن"الرئيس الايراني وافق على هذا الطلب وأعلن مشاركة ايران ممثلة بوزير الخارجية لأنها تدعم الحكومة العراقية المنبثقة من الشعب". وتابع أن ايران متمسكة"بإحلال الأمن في العراق وباستقلاله". وكان مصدر في مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعلن مشاركة ايران في مؤتمر شرم الشيخ. وفي بغداد، قال وزير الخارجية العراقي إن مثل هذه المحادثات بين البلدين الخصمين قد لا تجري على المستوى الوزاري لكنها ستكون خطوة مهمة. وأعرب زيباري في مقابلة مع وكالة"رويترز"عن اعتقاده بأن مثل هذه المحادثات"مهمة، وستكون انفراجاً كبيراً"، لافتاً الى أن"أي خفض للتوتر سيكون له تأثير ايجابي على الوضع في العراق". وتابع في اشارة الى الخلافات الاميركية - الايرانية:"لا نريد أن يتحول العراق الى ساحة قتال لتصفية حسابات بين آخرين على حسابنا. هذا يؤذينا ويضر بنا كثيراً في الحقيقة". ورأى أن"هناك ادراكاً متزايداً في المنطقة لخطر سقوط العراق وانتشار الفوضى في المنطقة وامتداد الطائفية الى خارج حدود العراق والحرب الاهلية وانقسام العراق". وقال إن العراق يبذل أقصى ما في وسعه من أجل الافراج عن الايرانيين الخمسة الذين اعتقلتهم القوات الأميركية في مدينة أربيل الكردية في كانون الثاني يناير الماضي. وأضاف أن الاجتماع لن يقتصر على الحوار بل ستتشكل خلاله مجموعات عمل لمناقشة قضايا الامن واللاجئين العراقيين الذين أجبروا على النزوح بسبب العنف. يذكر أن بغداد تحاول بقوة منذ أسابيع ضمان مشاركة الجمهورية الاسلامية في هذا المؤتمر. وزار وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري طهران الأربعاء الماضي ليطلب من ايران المشاركة في المؤتمر"مشدداً على الدور المهم الذي تضطلع به الجمهورية الاسلامية في المنطقة"وذلك خلال لقاء مع الرئيس محمود أحمدي نجاد. وكان الرئيس الاميركي جورج بوش أكد الثلثاء الماضي أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قد تجري محادثات مع نظيرها الايراني منوشهر متقي أثناء هذا المؤتمر. ورداً على سؤال عمّا اذا كانت رايس ستجري"محادثات ثنائية"مع نظيرها الايراني، أجاب بوش أنها"قد تفعل ذلك... ربما". وتتهم واشنطنطهران باستمرار بمساعدة المسلحين الذين يقاتلون القوات الاميركية في العراق، وخصوصاً بتزويدهم بتقنية متطورة لصنع العبوات المستخدمة في استهداف الآليات الأميركية. وستشارك في المؤتمر المتوقع عقده في الثالث والرابع من أيار مايو المقبل في شرم الشيخ بمصر، الدول الخمس المجاورة للعراق الأردن والكويت والسعودية وسورية وتركيا، إضافة الى البحرين ومصر وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والأمم المتحدة. ويتوقع أن تحضره كذلك الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين وكندا والمانيا وايطاليا واليابان والاتحاد الأوروبي. وكانت ايران تحفظت في البداية عن المشاركة في المؤتمر إذ كانت ترغب خصوصاً في أن تقتصر المشاركة فيه على الدول المجاورة للعراق وأن يعقد في القاهرة وليس في شرم الشيخ.