شن ألف جندي أميركي وعراقي عملية عسكرية كبيرة ضد عناصر "القاعدة في بلاد الرافدين" في مدينة سامراء إحدى مدن محافظة صلاح الدين. وأوضح الجيش الأميركي في بيان أن"حوالي ألف جندي من قوات الجيش والشرطة العراقية تساندهم قوات أميركية من الفرقة المظلية، شنوا عملية عسكرية في سامراء بقيادة اللواء رشيد فليح لاجتثاث عناصر شبكة القاعدة الارهابية الناشطة فيها"، لافتاً إلى أن"أكثر من 2500 جندي وشرطي عراقي قدموا الى مدينة سامراء بعد التفجير الذي استهدف منارتي الإماميين العسكريين"في 13 حزيران يونيو الماضي. وكان شهود في سامراء أفادوا أن الشرطة أعلنت عبر مكبرات الصوت فرض حظر تجول حتى إشعار آخر. وتعرض مرقد سامراء إلى عملية تفجير منتصف حزيران يونيو الماضي، هي الثانية من نوعها في غضون 16 شهراً، أسفرت عن انهيار المئذنتين، في حين أدت عملية التفجير الاولى في 22 شباط فبراير عام 2006 الى اندلاع موجة من اعمال العنف الطائفي أودت بحياة آلاف العراقيين. وأوضحت قيادة الجيش العراقي في سامراء في بيان أن نتائج عمليات اليومين الماضيين أسفرت عن اعتقال 48 ارهابياً بينهم ثمانية من جنسيات عربية، وأدت الى تفكيك وتفجير 28عبوة كانت مزروعة في أزقة المدينة. وتجري هذه العمليات في ظل حظر تجول فرضته قوات عراقية - أميركية منذ ثلاثة أيام وجهت خلالها نداءات عبر مكبرات الصوت من مآذن المساجد تحذر المواطنين من مغادرة منازلهم وإلا تعرضوا الى إطلاق نار. وأكد محافظ صلاح الدين حمد حمود القيسي بدء عمليات عسكرية موسعة في مدينة سامراء منذ يوم الثلثاء الماضي تستهدف"تنظيف المدينة من جيوب الارهاب المتبقية فيها". وقال ل"الحياة"إن هذه العمليات"هي المرحلة الثانية من سلسلة هجمات"اجهاضية"تشنها قيادة عمليات سامراء منذ أسابيع، ونجحت خلالها في تطهير مراكز مهمة لتنظيم"القاعدة"الارهابي ومجموعاته التي كانت تسيطر على سامراء، وفر عدد أكبر منهم باتجاه بلدات وقرى نائية مثل الاسحاقي والضلوعية والنباعي والمعتصم وأخرى تابعة لمحافظة ديالى وصحراء الانبار". وأوضح أن"قوات عراقية وأميركية تتولى منذ يومين تطهير أحياء الجبير من فلول القاعدة وأتباعها". ونفى القيسي سيطرة هذه الجماعات على الطرق الرئيسة من سامراء واليها، مشيراً إلى"أنهم يبحثون الآن عن فرصة للخلاص من قبضة الحكومة بعدما تحالفت العشائر ضدهم". وذكر مصدر في قيادة قوات سامراء أن"العمليات التي يقودها اللواء الركن رشيد فليح قائد ألوية مغاوير الداخلية السابق تشمل عموم مدينة سامراء المقدسة بهدف تطهيرها من العناصر الارهابية"، لافتاً الى أنها"أغلقت جميع مداخل المدينة ومخارجها، فيما نشرت أعداداً كبيرة من القناصين بمعية القوات الأميركية التي سيطرت على منافذ فتحها الارهابيون في ساتر ترابي يحيط بالمدينة". وتابع أن"قطعات من الفرقة الرابعة للجيش العراقي والشرطة الوطنية تشارك في العمليات، إضافة إلى لواء سامراء". وأكدت المصادر أن"الطيران الأميركي يشارك في العمليات عبر المروحيات في شكل واسع"، لافتة إلى أن"العمليات التي بدأت في الساعة التاسعة ليلاً ستستمر حتى تطهير المدينة". وتابع أن"هذه العمليات تشكل جزءاً من عملية أوسع تهدف إلى تأمين المدينة والطريق إليها، وتحريرها من ضغط الارهابيين الذين يتحصنون في مناطق الاسحاقي والنباعي والمعتصم والضلوعية". كما أشارت المصادر ذاتها الى اعتقال 15 مطلوباً وابطال ست عبوات كانت معدة للتفجير في حال هجوم قوات الأمن العراقية حتى صباح أمس. وحمل الشيخ فارس البدري أحد شيوخ عشائر البوبدري في سامراء الحكومة مسؤلية تدهور الاوضاع الامنية فيها. وأوضح ل"الحياة"أن"قوات الأمن الحكومية الموجودة هنا لم تنجح حتى الآن في مد جسور الثقة مع الاهالي ولاسباب بينها تصرفاتهم الاستفزازية في الشارع وتنفيذهم عمليات دهم عشوائية ضد المدنيين وبطريقة يشعر السكان فيها بأنها انتقامية". وتابع:"مثلاً، قيام عدد كبير من قوات الامن بترديد شعارات طائفية وكلمات نابية وسب وشتم ضد أهالي سامراء، وهم يلطمون أثناء مرورهم بالشوارع وهم في شاحنات عسكرية تقلهم من مكان الى آخر". واتهم البدري"بعض هذه القوات بحرق محلات تجارية من دون أي مبرر"، عازياً"هذه الأعمال غير المسؤولة إلى استقدام عناصر امنية من خارج مدينة سامراء ومحافظة صلاح الدين". ولفت إلى"استغلال القاعدة وحلفائها كل هذه الامور وغيرها لتأليب الاهالي ضد الحكومة من خلال اطلاق حملة دعائية مفادها أن الحكومة تعتزم تهجير الاهالي السنة في سامراء، واستبدالهم بشيعة من الجنوب لضمان ولائها على غرار حملة التعريب التي شنها النظام السابق ضد الاكراد". واضاف أن"بين الدعايات الاخرى"ترويج اشاعات بأن الحكومة ستعهد الى"جيش المهدي"مهمة حماية العتبات العسكرية بدلاً من أهالي المدينة. وكشف البدري أن"هناك نية لدى القوات الاميركية، بتشكيل مجلس للانقاذ شبيه بمجلس الانبار من العشائر وتسليحه في مواجهة القاعدة تحديداً". وفي شمال بعقوبة، أعلن مصدر أمني عراقي مقتل 13 شرطياً واصابة 13 آخرين بينهم مدنيون في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف حاجزاً للشرطة في بلدة هبهب، وفقاً للمقدم خليل ابراهيم. وفي كركوك، عثرت الشرطة على جثث خمسة أشقاء جميعهم من العمال باليومية كانوا خُطفوا قبل يوم قرب منطقة الرشاد 40 كيلومتراً جنوب غربي المدينة، وعُثر على شقيق سادس في السادسة أو السابعة من العمر في منطقة قريبة من دون أن يلحقه أذى. وفي تكريت، أعلن الجيش الاميركي أن جنوده اكتشفوا يوم 31 تموز يوليو الماضي مقبرة جماعية قرب قرية المحبابية في محافظة ديالى تحوي 17 جثة بينها جثث لنساء وأطفال ومسنين، ويعتقد بأنهم جميعاً من السنة. وألقى سكان المسؤولية على مقاتلي"القاعدة في بلاد الرافدين". وأعلن الجيش العراقي أن جنوده قتلوا 11 مسلحاً واعتقلوا 35 آخرين في مناطق متفرقة من العراق خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية. وفي بلدة جبيلة 65 كيلومتراً جنوببغداد، قُتل ثلاثة أشخاص وأُصيب اثنان آخران في اشتباكات بين عشيرة ومسلحين. وأفادت الشرطة ان عبوة مزروعة على جانب طريق استهدفت دورية تابعة للجيش أُرسلت للتعامل مع الحادث، ما أدى الى جرح جنديين. وفي منطقة بلد، أكدت مصادر طبية أن ست قذائف"مورتر"قتلت فتاة وأصابت خمسة أطفال آخرين. وأشارت الشرطة إلى أن ثلاث قذائف"مورتر"قتلت ثلاثة أشخاص في منطقة سكنية في بيجي شمال بغداد. وأعلن الجيش الاميركي الخميس مقتل ثلاثة من جنوده واصابة 13 آخرين في هجومين منفصلين في العراق. وأوضح بيان للجيش أن الهجوم وقع الثلثاء الماضي، ووصفه بأنه"اطلاق نار غير مباشر"لكنه لم يحدد مكانه. وفي هجوم منفصل آخر، أفاد بيان للجيش أن"جندياً أميركياً قُتل وأُصيب اثنان آخران اثر انفجار عبوة برتل لوجستي قرب محافظة البصرةجنوبالعراق". وبمقتل هؤلاء الجنود الثلاثة يرتفع عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ غزوه في آذار مارس عام 2003، الى 3656، بحسب تعداد لوكالة"فرانس برس"، استناداً الى ارقام وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون.