اختتم المجلس القبلي جركا الأفغاني - الباكستاني أعماله أمس، بعد أربعة أيام من المشاورات، بإعلان مشترك أكد ضرورة عمل البلدين على مكافحة الإرهاب والعنف، وعدم السماح لأي جماعة باستخدام أراضي الدولة الأخرى، مع توجيه دعوة جديدة للحوار مع الجماعات المسلحة في أفغانستان مثل حركة"طالبان"والحزب الإسلامي الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق قلب الدين حكمتيار والذي وصف ال"جركا"بأنه"بلا فائدة". راجع ص 8 واعترف الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي حضر الجلسة الختامية للمجلس استجابة لضغوط أميركية وغربية، بمساندة عناصر باكستانية"طالبان"، متعهداً وضع حد لذلك، فيما نفى توفير حكومته أي دعم للمتمردين أو تغاضيها عن وجود أي من قادتهم في باكستان. وأكد مشرف ان بلاده تتشارك مع أفغانستان في مكافحة الإرهاب، داعياً إلى تعاون مكثف بينهما، كما انتقد محاولات"طلبنة"المجتمع الباكستاني خصوصاً في مناطق القبائل، مطالباً بعزل مسلحي هذه المناطق وأولئك في أفغانستان عن بقية المجتمع في محاولة لاستئصالهم والقضاء عليهم. في المقابل، ربط ممثلو القبائل الباكستانية للمرة الأولى بين تردي الأوضاع الأمنية في باكستان وبين وجود القوات الأجنبية في أفغانستان. ودعا وزير الأوقاف إعجاز الحق إلى إعادة النظر في العلاقات الأميركية - الباكستانية وبقاء إسلام آباد في التحالف الدولي ل"الحرب على الإرهاب". وظهرت في اجتماعات ال"جركا"مطالبات من الزعيم الأفغاني إسحاق جيلاني والبروفيسور رسول أمين مدير معهد الدراسات الأفغانية، بإشراك"طالبان"في تقرير المستقبل السياسي لأفغانستان، وتقليل الدور الرسمي للحكومتين الأفغانية والباكستانية في العلاقات بين الشعبين نظراً الى الخلافات العميقة بين القيادتين السياسيتين في البلدين. على صعيد قضية الرهائن الكوريين الجنوبيين ال21 الذين تحتجزهم"طالبان"منذ 19 تموز يوليو الماضي، عقدت جولة ثالثة من المفاوضات المباشرة بين مندوبي الحركة ووفد كوري رسمي في ولاية غزني وسط أفغانستان، من دون ان ترشح معلومات عن نتائجها، فيما أعلنت الحركة أنها ستفرج"قريباً"عن سيدتين مريضتين من بين الرهائن، بعدما أكدت أول من أمس ان إطلاقهما سيشكل بادرة"غير مشروطة"بعد الاجتماعين الأولين مع المفاوضين الكوريين. وترفض كابول حتى الآن إطلاق ناشطين من"طالبان"، في مقابل الإفراج عن الرهائن، خشية تشجيع حصول عمليات خطف جديدة.