تضاربت الأنباء امس عن مصير رهينتين المانيين تحتجزهما حركة "طالبان" الافغانية. ففي حين اعلنت الحركة الاسلامية انها "اعدمتهما" من دون ان تقدم أدلة على ذلك، اكدت وزارة الخارجية الالمانية ان أحدهما توفي نتيجة أزمة قلبية اثناء احتجازه ولم يقتل على ايدي خاطفيه فيما لا يزال الثاني حيا. وكان الناطق باسم"طالبان"قاري محمد يوسف اعلن اعدام الرهينتين الالمانيين ومرافقيهما الافغانيين الخمسة الذين خطفتهم في ولاية غزني جنوب الاربعاء الماضي، وقال إن"الحكومة الألمانية لم ترد ايجاباً على مطلب الحركة سحب قواتها من أفغانستان، ما أجبرنا على التصرف بسرعة حفاظاً على كلمتنا ووعدنا بإخراج القوات الأجنبية". وطالب يوسف كابول وبرلين بتقديم طلب رسمي للحركة لتسلّم جثتي الرهينتين و"الا سندفنهما في مكان نحدده بأنفسنا"، داعياًً أسر القتلى الأفغان الخمسة الى تسلّم جثثهم"من دون أي مقابل"، علماً أن أحد الضحايا هو شقيق عارف نورضائي مساعد رئيس البرلمان الأفغاني. وعلى رغم تأكيد"طالبان"فإن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير اكد ان احد الالمانيين لا يزال حياً في حين توفي الثاني خلال احتجازه ولم يقتل على ايدي خاطفيه. وكانت مصادر ألمانية شككت بتصريحات يوسف ب"اعتبار أن صلته بالخاطفين غير مباشرة". لكن أوساطاً إعلامية مقربة من وزارة الداخلية الافغانية رجحت تنفيذ الحركة عملية الإعدام"خصوصاً أنها بدأت تعتمد استراتيجية عدم إطالة مدة احتجاز رهائن لديها بعد مقتل قائدها العسكري الملا داد الله". من جهة ثانية، هدد الناطق باسم طالبان بقتل الكوريين الجنوبيين ال23 المحتجزين لديها، في حال عدم إفراج كابول عن عدد مماثل من ناشطيها. ويصل وفد كوري جنوبي إلى كابول في الساعات المقبلة لإجراء محادثات تهدف الى تحرير الرعايا المحتجزين وبينهم 18 امرأة، علماً أن"طالبان"اشترطت انسحاب الجنود الكوريين العاملين في مجال إعادة الإعمار والذين قررت الحكومة إعادتهم فعلياً في نهاية السنة لتحرير المخطوفين. وقال الدكتور عظمت حيات مدير معهد الدراسات الإقليمية في جامعة بيشاورالباكستانية، إن"طالبان تريد أن تنهي موضوع الكوريين بسرعة لأنها لا ترغب في الاحتفاظ برهائن نساء". على صعيد آخر، أبدى الرئيس الأميركي جورج بوش قلقه من النتائج التي توصل اليها تقرير للاستخبارات عن اتخاذ تنظيم"القاعدة"مناطق القبائل الباكستانية المحاذية للحدود مع أفغانستان"ملاذاً آمناً"له. وعرض بوش في كلمته الأسبوعية مساعدة الرئيس برويز مشرف، مشيداً ب"التزام الأخير بمحاربة متشددي طالبان والقاعدة، بعدما أدرك اخفاق الهدنة التي توصل اليها مع زعماء القبائل في أيلول سبتمبر الماضي"، مشيراً الى أن مشرف يتخذ خطوات فاعلة لتصحيح الوضع. وتضغط واشنطن على حكومة إسلام آباد كي تبذل جهوداً اضافية لقمع نشاطات"القاعدة"في المنطقة الحدودية. ولم تستبعد مشاركة قواتها في توجيه ضربات، على رغم تمسّك باكستان بتنفيذ قواتها وحدها مهمات مواجهة المتطرفين على أراضيها.