عادت قضية الرهائن الكوريين الجنوبيين لدى "طالبان" الى التأزم امس، بعدما هددت بمباشرة تصفيتهم اعتباراً من ظهر اليوم الاثنين، ما لم تبدأ كابول في اطلاق معتقلي الحركة في السجون الافغانية. وجاء تهديد الحركة رداً على مطالبة كابول بإطلاق كل النساء بين الرهائن ال22، من دون شروط، قبل استئناف المفاوضات مع الخاطفين، فيما دان الرئيس الافغاني حميد كارزاي خطف الكوريين من دون ان يشير الى امكان اطلاق سجناء ل"طالبان". ونقل ناطق باسم كارزاي عنه قوله ان"احتجاز الرهائن والاساءة الى الضيوف الاجانب خصوصاً النساء، أعمال تنافي الثقافة الاسلامية والافغانية، وارتكاب هذه الاعمال المشينة على أرضنا، يمثل ازدراء تاماً لقيمنا الاسلامية والافغانية." وأبدت سيول تفهمها لتردد كابول في التجاوب مع مطالب الخاطفين. وقال بايك جونغ تشون كبير مستشاري الامن القومي الكوريين بعد لقائه كارزاي:"نعي جيداً الثقافة الافغانية والصعوبات التي تواجه الحكومة والشعب الافغانيين في حربهم ضد الارهاب وسنحترم قرارهم لإنهاء أزمة الرهائن." وهدد يوسف احمدي الناطق باسم"طالبان"بقتل عدد من الرهائن"اذا لم تعر حكومتا افغانستان وكوريا الجنوبية اهتماماً كافياً لمسألة إطلاق السجناء"الذين قدمت الحركة لائحة بأسمائهم ويبلغ عددهم ثمانية. وقال احمدي ان الحركة متأكدة من ان هؤلاء معتقلون في سجن بولي تشرخي شرق كابول، في حين نفت الحكومة معرفتها بأماكن وجودهم، وطالبت بإطلاق 16 كورية جنوبية قبل التفاوض مع"طالبان". وفي محاولة لايجاد مخرج للازمة، عرضت السلطات المحلية في غزني الافراج عن أربعة معتقلين ل"طالبان"في سجن الولاية، في مقابل تعهد شيوخ القبائل بألا ينضم المفرج عنهم إلى الحركة مجدداً، لكن شيوخ القبائل رفضوا تقديم ضمانات في هذا الشأن. ونفت السلطات في غزني وجود اي نية لدى الحكومة لتحرير الرهائن بالقوة، فيما اشارت تقارير الى ان الكوريين محتجزون في في ثلاثة أماكن مختلفة في الولاية، ما يسهل قتل عدد منهم في حال قيام القوات الافغانية او عناصر التحالف بعملية عسكرية ضد الخاطفين. وكانت الحركة اعدمت احد الكوريين يوم الاربعاء الماضي. وفي روما أ ف ب، دان البابا بنديكت السادس عشر خطف الرهائن الكوريين. وقال في عظته في كاستيل غاندولفو امس:"هذا نداء من اجل الرهائن الكوريين"، مبدياً رفض الكنيسة ل"الممارسات التي تلجأ اليها المجموعات المسلحة في شكل متزايد والتي تستغل الابرياء"لدعم مطالبها. واعتبر البابا ان"هذه الممارسات تشكل انتهاكات خطرة للكرامة الانسانية وتتعارض مع ابسط مبادئ الحضارة والقانون وتستخف بالشريعة الالهية بشكل كبير". ودعا المسؤولين عن هذه"الاعمال الاجرامية"الى"الافراج عن ضحاياهم سالمين". ويذكر ان الرهائن الكوريين يتبعون كنيسة انجيلية في بلادهم.