تعثّرت المفاوضات في شأن إطلاق الرهائن الكوريين الجنوبيين في أفغانستان أمس، في ظل رفض كابول التجاوب مع شروط"طالبان"الإفراج عن عدد من معتقليها في السجون الأفغانية، فيما شددت الحركة على هذا الطلب، رافضة الاكتفاء بوعود سيول سحب جنودها المشاركين في قوات التحالف في أفغانستان بحلول نهاية السنة. تزامن ذلك مع مخاوف على سلامة الأجانب على الأراضي الأفغانية، بعد تهديد القائد العسكري في"طالبان"الملا منصور دادالله بخطف اكبر عدد ممكن من الرهائن، لمبادلتهم بعناصر من الحركة معتقلين. وتوعد دادالله الذي قتلت قوات التحالف شقيقه أواخر أيار مايو الماضي، ب"استخدام الأطفال الأفغان لإعدام الرهائن"الأجانب. راجع ص 8 وأضاف القائد العسكري للحركة في جنوبأفغانستان والذي تولى هذه المهمة بعد مقتل شقيقه:"نريد تدريب الأطفال ليحاربوا المحتلين والكفار والجواسيس وكي يكتسبوا الشجاعة"لطرد المحتل. وكشف في مقابلة بثتها القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني، انه يجري اتصالات واسعة بزعيم تنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن، وقال انه ليست هناك بين الجانبين"حسابات منفصلة بالنسبة إلى الأسلحة أو المال أو أي أمر آخر. هدفنا واحد، نحن نساعدهم وهم يساعدوننا". وأكدت"طالبان"ان 22 من الرهائن الكوريين الجنوبيين ما زالوا أحياء، غداة العثور على جثة قائد فريقهم القس باي هينغ كيي 42 سنة في منطقة قريبة من مكان احتجازهم في غزني. ووصفت سيول إعدام القس بأنه"غير إنساني"، فيما قرر الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون إرسال مستشاره الخاص للشؤون السياسية والأمنية جونغ تشون إلى أفغانستان لقيادة المفاوضات مع"طالبان"التي مددت المهلة لإعدام رهائنها الى ظهر اليوم الجمعة. وأبلغ مساعد وزير الداخلية الأفغاني منير محمد منغل"الحياة"في اتصال هاتفي, ان التدخل العسكري لتحرير الرهائن مستبعد، نظراً إلى خطره على حياة الرهائن. لكنه رأى ان على"طالبان"خفض سقف مطالبها، لأن"ما يمكن أن توافق عليه الحكومة المركزية قد لا يتعدى الإعلان عن جدول زمني لسحب القوات الكورية أو تعجيل سحبها"بعدما كان ذلك مقرراً نهاية كانون الأول ديسمبر المقبل. وقال منغل ان الحكومة الأفغانية متحفظة عن طلب إطلاق أي من أسرى"طالبان"، موضحاً ان ذلك يفتح الباب أمام عمليات خطف واسعة تمارسها الحركة لتأمين إطلاق جميع سجنائها. في الوقت ذاته، حض وجهاء القبائل الأفغانية في غزني، وفي مقدمهم حاكم الولاية معراج الدين باتان، مقاتلي"طالبان"على إطلاق النساء الرهائن، كون خطفهن"يخالف العادات والتقاليد الأفغانية". واتسعت عمليات الخطف لتشمل عاملين في سلك القضاء الأفغاني، اذ خطف خمسة منهم وهم في طريقهم إلى منازلهم بين ولايتي غزني وبكتيكا. وقالت مصادر أفغانية إن المخطوفين هم ثلاثة قضاة واثنان من العاملين معهم، واختفوا فيما كانوا يستقلون باصاً عائدين إلى منازلهم. من جهة أخرى، أعلن التحالف مقتل جندي بريطاني وحوالى 50 من مسلحي"طالبان"، وتدمير 16 مخبأ للحركة في"معارك عنيفة"استغرقت اكثر من 12 ساعة في ولاية هلمند جنوب. وأوضح ان عدد قتلى"طالبان"في منطقة قلعة موسى في هلمند، تجاوز 160 منذ الأحد الماضي، مشيراً الى ان طائراته شنت غارات على مواقع مقاتلي الحركة. وتزامن مقتل الجندي مع تفقد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند مواقع العسكريين البريطانيين في هلمند، بعد محادثات أجراها في كابول مع الرئيس حميد كارزاي، تناولت الوضع الأمني في أفغانستان. وانتقل ميليباند إلى إسلام آباد حيث أجرى محادثات مع كبار المسؤولين الباكستانيين. في روما، صرح وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما بأن بلاده تعتبر انه لا بد من إنهاء عملية"الحرية الدائمة"التي يقودها الأميركيون في أفغانستان لمصلحة مهمة القوة الدولية للمساعدة في إحلال السلام ايساف للحد من الخسائر في صفوف المدنيين الأفغان. لكن واشنطن سارعت إلى رفض هذه الدعوة. وأكدت مستشارة البيت الأبيض للأمن الداخلي فرانسيس تاونسند ان الولاياتالمتحدة ترغب في شن هجمات عسكرية على قواعد لتنظيم"القاعدة"في باكستان،"اذا توافرت معلومات كافية عن تلك القواعد". كذلك أعلن وكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستخبارات جيمس كلابر، ان القوات الأجنبية يتعذر عليها الى حد كبير الوصول الى الملاذ الآمن لزعيم"القاعدة"أسامة بن لادن في مناطق القبائل شمال غربي باكستان، مرجحاً عجز الجيش الأميركي أو الباكستاني عن القضاء على بن لادن قريباً.