بينما تتضارب التقارير حول مساعي رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لتوسيع نطاق مهمته مبعوثاً جديداً للجنة الرباعية في الشرق الأوسط فإن صحيفة"ذي صنداي تايمز"ذكرت أنه سيجتمع مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قريباً لإطلاق مبادرات سلمية جديدة في المنطقة. ويدور جدل بين دول الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية حول المهمات التي سيكلف بها بلير فيما تسعى واشنطن بطلب من رئيس الوزراء السابق الى أن تمتد مهمته لتشمل القيام بدور ديبلوماسي مهم بين الفلسطينيين واسرائيل. ولكن بعض الدول الأوروبية يصر على أن تقتصر مهمة بلير على دعم الاقتصاد والمؤسسات الفلسطينية تمهيداً لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة. وذكرت الصحيفة ان بلير ورايس سيلتقيان في لشبونة هذا الاسبوع خلال اجتماع اللجنة الرباعية هناك على مستوى وزراء الخارجية. وأوضح مراسل"ذي صنداي تايمز"في تل أبيب عوزي محانيمي المعروف بصلاته بالمؤسسة الحاكمة في اسرائيل ان بلير ورايس يخططان لإطلاق سلسلة من المبادرات تهدف الى إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين واسرائيل. وتؤكد الصحيفة ان رايس ستقدم دعماً كبيراً لبلير في مهمته الجديدة. كما يتوقع أن يقوم بلير بجولة في المنطقة تشمل زيارة مصر والمملكة العربية السعودية والأردن. وسيجتمع في رام الله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض وفي اسرائيل مع رئيس الوزراء ايهود اولمرت. وعكف بلير منذ استقالته أخيراً على تعيين فريق محدود لمساعدته في مهمته الجديدة وتوفير دعم مالي من أوروبا للضفة الغربية. وقد تأكد أن نك بانير الذي كان يعمل مساعداً لمستشار بلير للشؤون الخارجية السير نايجل شاينولد سيصبح رئيس موظفي مكتب رئيس الوزراء السابق. كما سيعتمد بلير على جوناثان باول رئيس موظفي مكتبه سابقاً بحيث يصبح مستشاره غير المتفرغ. وذكرت"ذي صنداي تايمز"ان بلير سيسعى الى مساعدة محمود عباس في تعزيز مكانته في الضفة الغربية من خلال المساعدات المالية والديبلوماسية. ولكن المساعدات التي ستقدم الى حركة"حماس"في غزة ستقتصر على المساعدات الانسانية المحدودة. كذلك سيتم تهميش القيادة العسكرية ل"حماس". وتقول مصادر فلسطينية ان وصول بلير مبعوثاً للجنة الرباعية سيلقى ترحيباً من عباس الذي يعرب عن قلقه لأن محادثاته الثنائية مع اولمرت قد تتوقف بسبب ضعف رئيس الوزراء الاسرائيلي سياسياً. وستطلب القيادة الفلسطينية من بلير، وفقاً للصحيفة، ان يعمل على دفع المفاوضات في اطار مبادرة السلام العربية التي كانت قد انطلقت في عام 2002 والتي تطالب بتحقيق سلام شامل مع اسرائيل في مقابل الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967. ولكن هناك شكوكاً داخل اسرائيل حول استراتيجية اولمرت الذي سيسعى الى العمل على ادارة الأزمة مع الفلسطينيين بدلاً من اتخاذ اجراءات عملية لحلها.