كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية امس ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيُعيَن رسمياً غدا مبعوثاً خاصاً للجنة الرباعية الدولية الخاص بالشرق الاوسط، وذلك خلال الاجتماع الذي سيعقده ممثلو اللجنة الاتحاد الاوروبي وروسيا والولاياتالمتحدة والامم المتحدة في القدسالمحتلة، والذي يسبق بيوم واحد تنحي بلير من مهماته بعد عشر سنوات في رئاسة الحكومة. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على المفاوضات ان"تعيين بلير تمت الموافقة عليه بنسبة 150 في المئة"، مضيفا ان"اجتماع القدس يفترض ان يتخذ قرارات في شأن الامور اللوجستية الادارية التي تتعلق بالصلاحيات التي سيتمتع بها بلير في هذا المنصب، واتخاذ آخر الترتيبات ونشر هذا الاعلان". واضافت ان الولاياتالمتحدة والامم المتحدة ساندتا بقوة هذا التعيين، لكن اطرافا أخرى عارضته. وذكرت الصحيفة ان غوردون براون الذي سيصبح رئيسا للوزراء خلفا لبلير"مستاء جدا"من هذا التعيين. واوضحت انه كان يرغب في ان يشجع المصالحة بين الفلسطينيين والاسرائيليين عند توليه السلطة عبر وسائل اقتصادية، ويعتبر ان تعيين بلير سيعرقل هذه المشاريع. كما ان مصادر وزارة الخارجية البريطانية لم ترحب بإمكان تعيين بلير، خصوصا انه لم يتم التشاور معها. وتم بحث تعيين بلير بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والرئيس فلاديمير بوتين وقررت موسكو عدم معارضة ذلك. وقالت الصحيفة ان الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا عارض ايضا هذا التعيين خشية ان يعرقل ذلك جهوده الخاصة في المنطقة. من جانبه، التزم بلير الصمت ورفض التعليق على انباء تعيينه. وكانت تكهنات اثيرت في لندن بأن جوناثان باول، رئيس اركان مكتب بلير في"داوننغ ستريت"سيصبح مساعدا لبلير في منصبه الجديد الذي سيركز على بناء المؤسسات الفلسطينية وسلامة الحكم تمهيدا لقيام الدولة الفلسطينية، لكنه لا يتضمن القيام بمفاوضات ديبلوماسية بين اسرائيل والفلسطينيين. وليس واضحا اذا كان بلير سيتلقى راتبا مقابل هذه المهمة، وكذلك الامر بالنسبة الى تمويل عمليات توفير الأمن. في غضون ذلك، توجه مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ويلش الى المنطقة أمس في جولة تشمل اسرائيل والأراضي الفلسطينية ومصر، ويحضر خلالها اجتماعات اللجنة الرباعية في القدسالمحتلة اليوم والتي ستبحث في الأفق السياسي ودعم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وأكدت مصادر رسمية ل"الحياة"أن الرئيس جورج بوش سيلقي خطابا يؤكد التزامه حل الدولتين والاستراتيجية للعمل نحو هذا الهدف في المركز الاسلامي في العاصمة الأميركية غدا. ووصل ويلش الى تل أبيب أمس حيث كان من المقرر أن يجتمع مع مسؤولين اسرائيليين ودفعهم باتجاه تقديم تنازلات لتقوية عباس بعد الأحداث الأخيرة في قطاع غزة. وسيشارك ويلش في الوفد الأميركي الذي ترأسه وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في اجتماعات الرباعية الدولية اليوم، والتي من المتوقع أن يصدر عنها حسب تقارير اعلامية بريطانية، اعلان تعيين رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مبعوثا للجنة لتحريك عملية السلام ومساعدة الفلسطينيين. وأكدت مصادر أميركية ل"الحياة"أن ضبط الحدود المصرية - الفلسطينية سيكون على طاولة المحادثات التي سيجريها ويلش في القاهرة آخر الأسبوع، وسط استياء مصري من انتقادات واشنطن لجهودها في ضبط الحركة على المعبر. وتلقى هذه المسألة اهتماما خاصا بعد الأحداث الأخيرة في غزة، والقلق الأميركي من تسلل عناصر في تنظيم"القاعدة"الى غزة بعد سيطرة"حماس"والفوضى الأمنية هناك.