تتوزع بين عواصم الوطن العربي تفاصيل عرض"إليكِ أعود"الذي يقدمه اليوم المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في قطر، على خشبة مسرح قطر الوطني في العاصمة الدوحة. وعرض"إليكِ أعود"خلاصة عمل عربي مشترك، يشرف عليه الفنان البحريني خالد الشيخ، بمشاركة عربية واسعة من موسيقيين ومسرحيين وموزعين، يعالجون فكرة الشتات الفلسطيني، عبر شخصية يافا، وتاريخها، ولحظات الصمود، والانكسار، والحلم بمستقبل أفضل. ويستند العمل، الذي يمكن وصفه بالملحمة الفنية العربية، إلى قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود حامد بعنوان"أروع العشق ما تلاه اعتذار"، لحنها الفنان خالد الشيخ، وألف موسيقاها ووزعها الفنان الأردني طارق الناصر. ويجسد العمل موضوع التهجير، تمثيلاً ورقصاً وغناء وتصويراً سينمائياً. أما أبرز المشاركين في العمل فهم: خالد الشيخ من البحرين، ولطفي بوشناق من تونس، وهالة الصباغ من سورية، وفهد الكبيسي من قطر غناء، والممثلون: فتحي عبدالوهاب من مصر، ونادرة عمران من الأردن، وعبدالرحمن أبو القاسم من سورية. ويقول الشيخ:"تمثل هذه التجربة ملامح أولية لتأسيس شراكات فنية تتبناها الجهات الرسمية في البلدان العربية". وحول قدرة مثل هذه المشاريع على تنمية التواصل بين الفنانين العرب، أوضح أن"التعاون بحاجة فقط إلى عنصر المبادرة، وما دامت هذه القابلية موجودة فالمشاريع ستأخذ طريقها إلى حيز الإنجاز". وقال مخرج العمل عامر الخفش، الذي تنقل بين بيروت وعمّان والبحرين إنه انتهى من تصوير المادة الفيلمية الخاصة بالعرض، واجتمع بمصممة الرقص دينا أبو حمدان، ومساعدها مالك عنداري، والفريق الراقص، ولاحظ كأنهم يطرزون أوجاع كل فلسطيني مشتت من خلال الحركات التعبيرية الراقصة. وأوضح حمد عبدالله عبدالرضا، المشرف على إنتاج العمل، أن مسرح قطر الوطني أصبح على أتم الاستعداد لاستقبال هذا العمل المميز، الذي يشارك فيه 160 شخصاً يؤدون مهمات مختلفة، تقنية، وفنية، وإدارية. هنا مقطع شعري من العمل: أَنا يافا/أَنا عَلَّمْتُ هذي الرِّيحَ كَيْفَ تَثورْ/ وَكَيْفَ يُقاوِمُ الشَّجَر/ فَكَيْفَ إِذاً تُعَذِّبُني، وَأَعْتَذِرُ؟ وَخَيْرٌ أَنْ تَمُرَّ بِكَ الطُّلولُ/ لِكَيْ تُحَيِّيْ.../ وَأَنْ يَلْقاكَ بَعْدَ غِيابِكَ الوَطَنُ/ إِذا أَنْساكَ طولُ الغُرْبَةِ الأَحْبابَ/ أَوْ أَضْناك عَبْرَ زَمانِك الزَّمَنُ.