ففي قاعة الدفنة بفندق شيراتون الدوحة صعدت إلى المسرح ﺃولا الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو عماد عاشور؛ ومن ثم اعتلى المسرح الفنان القطري فهد الكبيسي ليعبر بصوته عن وقوفه مع ﺃطفال غزة وقد لبس كوفية فلسطينية تعبر عن موقف موحد لكل الفنانين؛ ومن ثم قدم الفنان التونسي لطفي بوشناق الذي حلق بالحضور في سماء المجد والنخوة والشهامة؛ ليقدم موّالا وﺃغنية يعبر فيهما عن فقدان الأمل بسلام عادل مع إسرائيل التي طغت وتجبرت وعاثت فسادا وقتلا وتدميرا في إخواننا العزّل ﺃبناء غزة الصامدة؛ وليقدم بعده الفنان المصري محمد الحلو الذي ﺃعاد حس وحضور الفنان الكبير عبدالحليم حافظ من خلال ﺃغنيتين من ﺃغاني الراحل وهما (ﺃحلف بسماها وبترابها) و(فدائي) اللتان سبق ﺃن غناهما العندليﺐ الأسمر في ستينيات القرن الماضي وسجلتا حينها موقفا فنيا وشعبيا نبيلا في وجه التحدي الصهيوني ومجدتا الفدائيين الذين قدموا ﺃرواحهم لتراب العرب؛ ليأتي دور الفنان العراقي ماجد المهندس الذي غنى بعد غياب ﺃغنية جديدة وهي (فلسطيني)، من كلمات رفيق دربه فائق حسن ومن ﺃلحان المهندس نفسه؛ ومن ثم غنى موّاله الشهير (يا غزة لاتبكين)، وﺃبكى الآلاف ممن شاهدوا السهرة التي بثت على الهواء مباشرة عبر تلفزيون قطر و(الجزيرة مباشر) والفضائية السورية والعدالة الكويتية وقنوات ﺃخرى عربية؛ ومن ثم يدعو ماجد المهندس صديقه الفنان الكويتي عبداﷲ الرويشد الذي حفز الجميع بصوته وﺃدائه القوي ليغني ﺃغنية جديدة اسمها عرس الشهيد، من ﺃلحان الفنان القطري عبدالعزيز ناصر وهو صاحﺐ لحن (واقف على بابكم) الشهير؛ ومن ثم يفاجئ عبداﷲ الرويشد الجمهور بأغنية (اﷲ ﺃكبر) التي طالبه مَن حضر في الصالة بإعادتها مرة ﺃخرى ليغنيها ﺃمام إلحاحهم؛ ومن ثم يقدم الفنان السوري صفوان بهلوان الذي اشتهر بأداء ﺃغاني الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، وقد غنى صفوان ﺃغنية ﺃخي جاوز الظالمون المدى؛ لتذكرنا بتلك الفترة التي كانت الأغنية تعيش عصرها الذهبي مع قوة العرب ودفاعهم عن شرفهم ومجدهم. وقد حضر السهرة الغنائية الفنان دريد لحام والفنان عبدالحسين عبدالرضا وهما رائدا الكوميديا العربية، وقد شارك المطربون الجمهور في الجلوس، بينما كان زملاؤهم يغنون ﺃغانيهم وحضر جمع إعلامي وجماهيري، وقد بدا على غالبيتهم التأثر مما يحدث في غزة المحاصرة. يذكرﺃن المذيعة التلفزيونية لينا زهر الدين قد قدمت برنامجا حواريا سبق الحفل الغنائي، واستضافت بعض من ضيوف المهرجان التضامني. ﺃما في الليلة الثانية وفي مسرح قطر الوطني، فشارك خمسة من شعراء العرب الكبار في تقديم موقف شعري رائع، بدﺃه الشاعر الفلسطيني سميح القاسم وهو شاعر المقاومة، وقدم قصيدته الشهيرة (تقدموا تقدموا)، وبدا عليه التأثر ﺃثناء الأداء، وكأنه يقود مظاهرة شعبية. من جهته، لم يبخل الشاعر السوري عمر الفرا على جمهور مسرح قطر الوطني بقصائده الوطنية المحفزة، وزمجر بصوته المليء بالعزة والكرامة؛ ليقدم عددا من قصائده التي رفضت ظلم بني صهيون ورددت مفرداته البدوية الشهيرة؛ لتعلن وقوفها الكبير مع الجرح الفلسطيني، قدم بعد ذلك المذيع ﺃحمد الشيخ الشاعر العراقي عباس جيجيان ليستلم زمام الشعر بأسلوبه المميز وطريقة ﺃدائه المسرحية الخاصة؛ ليؤجج العواطف ويلامس الضمائر بأربع قصائد قدمها لأبطال غزة الصامدين المجاهدين الذين يتحملون الظلم والقهر والعدوان من قبل الإسرائيليين؛ ومن ثم تقدم إلى المنصة الشاعر السعودي صالح الشادي الذي لم يتأخر هو الآخر في تقديم رسائله الملغومة إلى الشعوب والقيادات العربية التي تقاعست عن نصرة إخوانهم في غزة وكان صوته ونبرته العالية ينبئان عن قهر عظيم وحزن نبيل وصرخة قوية في وجه الطغيان. وﺃخيرا كان الشاعر المصري الشهير ﺃحمد فؤاد نجم في الموعد المنتظر حينما ﺃكمل المزيج الأدبي بقصائده المباشرة الواضحة الزجلية الشهيرة؛ ليعبر عن ضمير ا لشا ر عين ا لمصر ي والعربي اللذين رفضا كل ﺃشكال الذل والحصار والعدوان من قبل دولة بني صهيون، وشاركته ابنته الفنانة الشابة زينﺐ في ﺃداء تلك القصائد المغناة. وقاد محمد المرزوقي فريق العمل المكون من عبدالرحمن المفتاح وحمد عبدالرضا وﺃحمد كاهورا وخالد النعمة وتيسير عبداﷲ وعبدالعزيز بومحمود ومحمد البنا، إلى إخراج ليلتين فنية وشعرية مميزتين عبرتا عن موقف واضح وﺃوصلتا رسالتين فنية وشعرية شعبية مباشرتين بإشراف من عبدالرحمن العبيدان المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون القطرية.