شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن عقد التسعينات "انتهى وستدافع موسكو عن مصالحها في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي". في حين رأت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أن مصلحة أوروبا "تقتضي توقيع اتفاق شراكة مع روسيا". ونقلت وكالة الأنباء الروسية"نوفوستي"عن بوتين في اختتام لقاء القمة بين روسيا والاتحاد الأوروبي أمس قوله إن الوضع في روسيا"تغير كثيراً عما كان عليه في التسعينات إذ نمت طاقاتها الاقتصادية في شكل كبير". وشدد على أن روسيا"ستدافع في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي عن مصالحها كما يفعل الاتحاد". واعتبر أن الاتحاد الأوروبي"تغير أيضاً وازداد عدد الأعضاء فيه"، لافتاً الى أن"حل المشاكل بات أصعب مما كان عليه سابقاً"، معلناً تعاطفه مع الاتحاد الأوروبي في هذا المجال، لكنه شدد على وجوب"الدفاع عن مصالحنا في المستوى ذاته من المهنية". وفي حين رأى أن"من الصعب التوصل إلى لغة مشتركة مع الاتحاد الأوروبي"، عبر عن رضا بلاده عن"مستوى العلاقات". وقال:"عندما نتحدث عن التكافؤ نأمل في أن تؤخذ مصالح روسيا والاتحاد الأوروبي في الاعتبار أثناء الحوار". وأكد"مواصلة العمل لإيجاد الحلول الوسط التي ترضي الطرفين". وأعلن بوتين أن"الجانبين مهتمان بتطوير التعاون". وأشار الرئيس الروسي الى أن بلاده"تعتبر الحوار المباشر أفضل وسيلة لحل المشاكل مع البلدان المجاورة"، مؤكداً أن موسكو"لا ترفض توسط الأوروبيين في ذلك، وأن هناك إمكاناً لإيجاد حلول لتلك المشاكل". وفي هذا السياق، لفت إلى أن روسيا والاتحاد الأوروبي"اتفقا على تنشيط المحادثات الخاصة بإلغاء نظام تأشيرات الدخول، بعد دخول الاتفاق الخاص بتسهيل إجراءات منح التأشيرات حيز التنفيذ في الأول من حزيران يونيو المقبل". كما كشف أن الجانبين"اتفقا على تسريع العمل على برامج التعاون الحدودي بين روسيا والاتحاد الأوروبي"، معلناً التوصل إلى اتفاقات"تتضمن تشكيل لجنة جديدة للاستثمارات فضلاً عن تسهيل إجراءات التفتيش الحدودية". وأوضح بوتين أن المشاركين في قمة روسيا والاتحاد الأوروبي التي عقدت أمس في سامارا"اتفقوا على كل المسائل باستثناء عدد من المشاكل الاقتصادية مع بعض الدول"، التي وصفها ب"الحادة وتتطلب دراسة وعملاً إضافيين"، والمتصلة بما سماه"الأنانية الاقتصادية"لهذا البلد أو ذاك. وأكد في هذا الإطار"استعداد روسيا لإجراء محادثات حول المشاكل المرتبطة باللحوم البولندية"، موضحاً أن المسألة"لم تحل، فزملاؤنا وأصدقاؤنا لا يتحدثون معنا منذ أكثر من سنة، وتمثل مصالحهم المستشارة الألمانية". لكنه أكد"مواصلة العمل في هذا الاتجاه"، لافتاً الى وجود مصالح للمنتجين الروس في هذا المجال. الشراكة التجارية وأعلن الرئيس الروسي أن بلاده"تحتل بثقة المركز الثالث بين الشركاء التجاريين للاتحاد الأوروبي بعد الولاياتالمتحدة والصين"، مشيراً الى أن الاتحاد الأوروبي يعتبر"أكبر مستثمر في الاقتصاد الروسي". وشدد على أن"مستوى القمة يلعب دوراً رئيساً في تنسيق التعاون بين روسيا والاتحاد وتبني القرارات الإستراتيجية في المستقبل". وكشف أن القمة شهدت"مناقشة النتائج الأساسية لتعاون روسيا والاتحاد الأوروبي في المرحلة الماضية، وتحديد الخطوات التي يجب القيام بها في المستقبل". وعلقت مركل، التي تترأس بلادها الاتحاد الأوروبي الآن، على ما قاله الرئيس الروسي في مؤتمرهما الصحافي المشترك، فرأت أن من مصلحة الاتحاد"البدء في المفاوضات حول اتفاق الشراكة الجديدة مع روسيا". وكشفت عن تفاهم ب"وجوب أن نكون شريكين إستراتيجيين". وأملت في أن يتسنى لبعض الدول أو الدول الأوروبية عموماً"حل القضايا المستعصية في المستقبل". وأعلنت أن قادة روسيا والاتحاد الأوروبي"سيناقشون القضايا الدولية وبالتحديد قضية إيران وأفغانستان والشرق الأوسط". وأوضحت أن المسائل التي نوقشت في القمة"دلت على أن روسيا والاتحاد الأوروبي يسعيان إلى العمل المشترك في مختلف الميادين الجديدة". وأشارت إلى"قضايا غير محلولة بعد وتعوق بدء المفاوضات". ورفضت المستشارة الألمانية وجهة نظر الرئيس الروسي بأن الخلاف بين موسكو ووارسو حول الحظر الذي تفرضه روسيا على واردات اللحوم البولندية هو شأن خاص بالبلدين ويجب تسويته في هذا النطاق، معتبرة أن هذه القضية"شأن أوروبي". وشدد رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه باروسو على أن الاتحاد الأوروبي"يدعم انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية". واعتبر في المؤتمر الصحافي الذي عقد في اختتام القمة أن روسيا"الدولة الوحيدة ذات الاقتصاد الكبير التي لم تنضم إلى منظمة التجارة العالمية حتى الآن". وأشار إلى تحقيق"تقدم في مجالات التعاون الاقتصادي بين روسيا والاتحاد الأوروبي". وشدد في افتتاح القمة على أنها القمة"ستلعب دوراً مهماً في تحقيق أهداف جديدة سواء من طريق إنشاء مجالات التعاون المشتركة الأربعة أو غيرها من ميادين التعاون". وقال:"يجب ألا يؤدي الخلاف بين موسكو ووارسو الى تسميم العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي". ويعد هذا الخلاف من أكثر المواضيع التي تؤثر على العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي حيث تعرقل بولندا بسببه بدء المفاوضات حول اتفاق شراكة جديدة بين الجانبين. وتبرر روسيا هذا الحظر بأن بولندا تصدر إليها أيضاً لحوماً فاسدة من دول العالم الثالث. وكانت القمة بين روسيا والاتحاد الأوروبي بدأت أمس في مقر الرئاسة الروسي"فولوغسكي اوتيوس"في ضواحي سامارا. وكان مصدر في الوفد الروسي المشارك توقع أن تشهد القمة مناقشة قضايا عدة، منها اتفاق الشراكة والتعاون الجديد بين روسيا والاتحاد الأوروبي التي تنتهي فترتها الحالية نهاية السنة الجارية، والطاقة وقضايا دولية مثل مسألة كوسوفو والوضع في الشرق الأوسط.