انتهت القمة الروسية - الأوروبية في هلسنكي أمس بالتقاط صور تذكارية ، بعدما فشل المجتمعون في تجاوز الفيتو البولندي على إجراء محادثات مع موسكو لتوقيع اتفاق شراكة استراتيجية كان الروس يأملون في أن تطلق القمة المناقشات في شأنه. ولم تنجح الابتسامات العريضة التي ارتسمت على وجوه القادة أثناء التقاط الصور التذكارية على بوابة القصر الذي شهد أعمال القمة في إخفاء خيبة الفشل في تجاوز العقبة التي وضعتها بولندا. وكان قادة الاتحاد الأوروبي اجروا محادثات مكثفة لإقناع البولنديين آلت إلى الفشل قبل ساعات على بدء القمة، علماً بأن وارسو كانت أعلنت اعتراضها على إجراء محادثات مع موسكو لإعداد اتفاقية تعاون روسية - أوروبية، وعزت موقفها إلى رفض روسيا توقيع ميثاق الطاقة الأوروبي، كما اشترطت للتراجع عن موقفها الذي يحظى بقوة حق النقض فيتو لأن القرارات الأوروبية تتخذ بالإجماع ، أن ترفع موسكو الحظر المفروض على استيراد اللحوم البولندية. وكانت موسكو وجهت إشارات إيجابية إلى البولنديين عبر دعوتها إلى الحوار من اجل حل"المشكلة الفنية"وإشارتها إلى أن"المشكلة ليست موجهة ضد المنتجات البولندية، بل ضد منتجات تمر عبر بولندا". واعتبرت مصادر روسية أن"الحل الوسط"الذي خلصت إليه القمة وهو الشروع في محادثات لتمديد اتفاقية التعاون والشراكة التي ينتهي مفعولها مطلع العام المقبل يعكس عجز الجانب الأوروبي عن تبني موقف موحد حيال روسيا لا يتعلق بمواقف بعض الأعضاء الجدد"متقلبي المزاج"في الاتحاد، في إشارة إلى دول المعسكر الاشتراكي سابقاً. ويعتبر برلمانيون روس أن الاتحاد"فقد قدراً من الاستقرار واصبح أقل تحصيناً أمام عوامل التغيير المفاجئة"ويربط خبراء روس بين مواقف دول"أوروبا الجديدة"ضد روسيا بعلاقات تلك الدول الوثيقة بالولايات المتحدة. وكان جدول أعمال القمة شهد تعديلاً بعدما عرقل موقف بولندا مناقشات اتفاق الشراكة، وتركز الحوار على ملفات الطاقة والأمن الأوروبي. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية أعمال القمة أن موسكو لن توقع ميثاق الطاقة الأوروبي في شكله الحالي مشيراً إلى أهمية مواصلة المناقشات من اجل إدخال تعديلات تحقق مصالح كل الأطراف. ويشكل هذا الملف أحد ابرز المشكلات العالقة بين روسيا والاتحاد. وتعترض موسكو على بنود في الميثاق تلزمها بفتح منشآت النفط والغاز أمام أوروبا. ووافقت روسيا أمس على تحديد رسوم تفرض على الطائرات التابعة لدول الاتحاد الأوروبي التي تحلق فوق سيبيريا، في خطوة من شأنها أن تبدد تهديداً للاتحاد في شأن انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية. وبموجب اتفاق عام 2004 حول انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية، تعهدت موسكو إلغاء الرسوم بعد عام 2013 وحتى ذلك الحين ستقلصها.