قال مسؤولون كبار في حركة الصدر ان كتلة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تدرس تحركها المقبل بعد الانسحاب من الحكومة، لكن الميليشيا لن تحمل السلاح حتى بعد موجة التفجيرات في مناطق شيعية في بغداد. وقال المسؤول في حركة الصدر عبد المهدي المطيري أمس ان "الحركة تلقت مطالب متزايدة من المواطنين الشيعة العاديين للعودة الى الشارع بقوة، بعد يوم من التفجيرات". وأنحى مسؤولون اميركيون وعراقيون بالمسؤولية في هذه الهجمات على اسلاميين سنة ومهاجمين من تنظيم"القاعدة". وقال المطيري ان العراقيين"لن يصبروا أكثر من هذا وهناك ضغوط من الشعب لتوفير الامن لكن لا يمكن التحرك من دون موافقة الحكومة". وتصريحات المطيري ومسؤولين آخرين في حركة الصدر اشارة إلى ان رجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة ما زالت تؤيد الخطة الأمنية التي بدأت منذ شهرين في بغداد، ويرى كثيرون انها محاولة اخيرة لمنع الانزلاق الى حرب أهلية طائفية شاملة. وعندما سحب مقتدى الصدر ستة وزراء من حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي الاثنين ثارت تساؤلات إذا كان الصدر سيواصل السيطرة على ميليشياته. وأمر الوزراء بالانسحاب بسبب رفض المالكي تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية. وتزعم الصدر تمردين ضد القوات الاميركية عام 2004، لكنه انضم الى العمل السياسي عندما شكلت حكومة المالكي قبل عام. وتؤكد واشنطن ان"جيش المهدي"أكبر تهديد للسلام في العراق. وشارك في هجمات انتقامية ضد السنة وسط تصاعد أعمال العنف الطائفية. وقال النائب عن التيار الصدري بهاء الاعرجي ان"الحركة التي احتفظت بمقاعدها البرلمانية ستبقى في العملية السياسية". وامتنع عن الدخول في تفاصيل الخطوات التالية، لكنه اشار الى انها"ستقوم بدور المعارضة". وقال ان الحركة"ستركز على مراقبة الدولة من البرلمان حيث تتمتع بكتلة كبيرة". ويعتقد بعض المحللين بأن الصدر سحب وزراءه لينأى بنفسه عن الحكومة. والحملة الامنية، خصوصاً اذا فشل الهجوم أو اذا استمرت الهجمات التي تستهدف الشيعة. وقال سياسي سني بارز طلب عدم نشر اسمه ان السنة يخشون من ان يكون"جيش المهدي"ينتظر اليوم الذي تبدأ فيه القوات الاميركية الانسحاب. وأوضح انه"في الاسابيع الاخيرة اعترف بأننا سمعنا صوت الاعتدال من الحركة لكننا نخشى من انهم ينتظرون مرور العاصفة الاميركية ثم يعاودون الظهور للاستفادة من ضعف القوات العراقية بمجرد مغادرة الجنود الاميركيين". ونفى المطيري عزم حركة الصدر على التمرد مرة اخرى. وقال:"من الصعب بالنسبة إلينا العودة الى المقاومة المسلحة والمحتل تمكن من استنفاد طاقتنا بالتفجيرات والارهاب حتى سئم الجميع إراقة الدماء". واعتقل الجيش الاميركي مئات من انصار الصدر في الاشهر الاخيرة بينهم بعض اقرب مساعديه. واكد ان الصدر في ايران فيما يوحي بأنه ربما كان يختبئ لتجنب الحملة الامنية. ويقول مساعدوه انه في العراق. ولم يشاهد في اي مناسبة علنية منذ شهور. وقال مسؤول كبير آخر في حركة الصدر ان الحركة قد تنفصل عن"الائتلاف"الشيعي الحاكم اذا لم تتخذ احزاب شيعية اخرى في الكتلة موقفا واضحا من جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية. وأضاف:"في المستقبل سنتحالف مع الذين يعتقدون بأن الاحتلال هو أصل مشاكلنا والذين يرغبون في الاسراع برحيله".