شكل انسحاب حزب "الفضيلة" 15 مقعداً في البرلمان من كتلة الائتلاف الشيعية وإعلانه إمكان الانضمام الى جبهة جديدة "على أسس غير طائفية" ضربة قوية للائتلاف الذي يتزعمه عبدالعزيز الحكيم، احراجاً لرئيس الوزراء نوري المالكي. وتلقت الأحزاب السنية وكتلة رئيس الحكومة السابق اياد علاوي نبأ الانسحاب بالترحيب، فيما أعرب مسؤولون في"الائتلاف"عن مخاوفهم من أن تؤدي خطوة "الفضيلة" الى انشقاقات أخرى في التكتل الشيعي. على الصعيد الأمني، ارتفعت حصيلة ضحايا تفجير الحلة أول من أمس الى 117 قتيلاً، فيما قُتل أمس 15 عراقياً في هجمات جديدة على زوار كربلاء. وفجر انتحاري نفسه في مطعم في مدينة بلدروز في ديالى. واعلن الجيش الاميركي امس مقتل 5 من جنوده بانفجار عبوة شمال غربي بغداد. وأكد حزب"الفضيلة"الاسلامي الشيعي أمس انسحابه من"الائتلاف العراقي الموحد"، وهو تكتل شيعي يهيمن على الساحة السياسية في العراق منذ انتخابات عام 2005، في خطوة قال مسؤولون إنها تمثل تحدياً للحكومة. وأكد"الفضيلة"أنه مستعد للانضمام الى كتل أخرى"ما دامت لم تتشكل على أساس طائفي". وأعرب مسؤولون في"الائتلاف"عن غضبهم وعن مخاوفهم من أن يكون انسحابه جزءاً من خطة أوسع لتشكيل كتلة منافسة في البرلمان لإطاحة حكومة المالكي. وقال نديم الجابري، المسؤول الكبير في"الفضيلة"، إن كتلة الحزب البرلمانية"انسحبت من"الائتلاف"وستعمل في البرلمان ككتلة منفردة، في انتظار توفر القناعات الكاملة لدى الأحزاب والكيانات السياسية لاطلاق مشروع وطني على أساس وحدة العراق وسيادته واحترام المبادئ التي يؤمن بها الشعب". وأضاف في مؤتمر صحافي في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد"ان الخطوة الأولى على طريق انقاذ العراق من أزمته الخانقة هذه تبدأ من تفكيك هذه الكتل وعدم فسح المجال أمام تشكيل كتل على أساس طائفي او عرقي لأنه ادى الى تخندق الشعب العراقي وانقسامه على نفسه". وأكد المسؤول الكبير في"الائتلاف"بهاء الأعرجي ان"هناك تحالفات جديدة يجري تشكيلها في محاولة لإضعاف الحكومة واطاحتها". غير أنه رأى أن تلك المحاولات ستبوء بالفشل فما يبنى على نيات سيئة لن يدوم". وشكل كل من العرب السنّة والأكراد كتلاً على خلفية طائفية وعرقية لخوض انتخابات عام 2005. ومنذ ذلك الحين تزايدت الانقسامات الطائفية وعززها العنف الذي تفاقم بعد تفجير مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء قبل نحو عام. واختلف حزب"الفضيلة"منذ فترة طويلة مع الأحزاب الستة الكبرى الاخرى في التكتل الشيعي ولم يشارك في الحكومة عندما لم يمنح حقيبة النفط. وقال الاعرجي، العضو البارز في الكتلة الموالية للزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر ان"الفضيلة"أعلن انسحابه"لأنه لم يحصل على تعهدات قوية بضمه للحكومة خلال تعديل وزاري قال المالكي انه وشيك". ويتمتع"الفضيلة"بنفوذ في البصرة وانسحابه قد يجعل الكتلة العلمانية لاياد علاوي تتودد اليه بينما تحاول هي والكتلة السنّية في البرلمان تشكيل ثقل مضاد للائتلاف الشيعي. أمنياً، تواصلت الهجمات على الزوار الشيعة المتوجهين سيراً من بغداد والمدن الجنوبية رافعين المصاحف الى مدينة كربلاء، ما أدى الى مقتل 15 شخصاً، في حين ارتفعت حصيلة تفجيرات الحلة أول من أمس الى 117 قتيلاً. وفي حي السيدية جنوببغداد، أطلق قناص النار على حشد من الزوار، وردت قوة من الشرطة بإطلاق النار عليه. وقُتل سبعة من عناصر الشرطة ومدني وجُرح 25 آخرون بينهم 15 شرطياً في تفجير انتحاري على الطريق السريع قرب الحي ذاته. وأوضحت مصادر أمنية أن"انتحارياً يستقل سيارة مفخخة فجر نفسه ضد حاجز تفتيش للشرطة الوطنية يتولى حماية الطريق السريع الذي يمر في حي السيدية، ما أسفر عن مقتل سبعة من عناصر الشرطة ومدني واصابة 15 آخرين من الشرطة وعشرة من الزوار الشيعة المتوجهين الى كربلاء سيراً على الاقدام". وأعلنت مصادر طبية عراقية مقتل ثمانية زوار شيعة وإصابة 23 آخرين في مناطق متفرقة في بغداد. وقال مصدر طبي في مستشفى اليرموك إن"قوات الأمن العراقية نقلت ثماني جثث و23 جريحاً لزوار شيعة كانوا متوجهين سيراً الى كربلاء مصابين بطلقات نارية". وأشار الى"هجمات متفرقة في مناطق الدورة والمهدية والرشيد حيث المخرج الجنوبي للعاصمة باتجاه كربلاء". وأعلن عن مقتل شخص تاسع واصابة ثلاثة آخرين بهجوم بالأسلحة استهدف زواراً على الطريق السريع جنوببغداد. وقال الناطق باسم الخطة الأمنية في بغداد قاسم عطا إن"ارهابيين تكفيريين أطلقوا النار على مواكب الزوار في الدورة والمهدية والسيدية".