كثف الديموقراطيون ضغوطهم على البيت الأبيض لإجبار الرئيس جورج بوش على تغيير مساره في العراق بعدما أقر مجلس الشيوخ أمس مشروع قرار بشأن تمويل الحرب يتضمن بنداً ملزماً لسحب القوات الاميركية من العراق بحلول 31 آذار مارس 2008. وعلى رغم تأكيد بوش تعهده باستخدام بالفيتو على مشروع القرار، الا ان الديموقراطيين يضغطون على الرئيس للجلوس مع المشرعين للتوصل الى ارضية مشتركة. ووافق مجلس الشيوخ أمس على مشروع قانون لتمويل الحرب في العراق بمبلغ 121.7 بليون دولار مرتبط بجدول زمني لانسحاب القوات الاميركية في غضون عام على رغم تهديد بوش باستخدام حقه في النقض، الأمر الذي دفع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الى دعوة بوش ل"التريث في تهديده"وذكّرته ب"وجود كونغرس جديد في المدينة"يسيطر عليه الديموقراطيون. ودعت بيلوسي الرئيس الأميركي الى ان"نجلس معا ونفعل ما هو خير للشعب الاميركي ومعالجة الحرب في العراق حتى ننهيها ونعيد قواتنا الى بلادها بأمان وفي اسرع وقت". واضافت"ان الخسائر التي تخلفها هذه الحرب من قتلى وجرحى، وآثارها علينا وعلى قوة امننا، وآثارها المالية علينا وعلى سمعتنا في العالم كبيرة جدا". واقر مجلس النواب الاسبوع الماضي مسودة قانون للإنفاق الطارئ بقيمة 124 بليون دولار وحدد مهلة نهائية لخروج القوات من العراق بحلول 31 آب اغسطس 2008. وحصل الديموقراطيون على دفع جديد الثلثاء عندما رفض مجلس الشيوخ بغالبية 50 الى 48 صوتا محاولة الجمهوريين الفصل بين تحديد مهلة نهائية للانسحاب من العراق وقانون الانفاق. وكانت بيلوسي وزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ هاري ريد وجها رسالة الى بوش الاربعاء حذراه فيها من ان اصراره على استخدام الفيتو على مشروع القرار"سيؤخر تمويل القوات بلا داع". واضافا"السيد الرئيس، لقد حان وقت الجلوس والعمل معا باسم الشعب الاميركي وقواتنا". وتابعا"نحن مستعدون للعمل معك، لكن تهديداتكم باستخدام الفيتو على مشروع القرار الذي لم يقدم لك بعد يشير الى انك قد لا تكون مستعدا للعمل معنا ... ونأمل ان لا يكون الامر كذلك". ويفرض قرار مجلس الشيوخ بنداً ملزماً بالبدء بسحب القوات خلال 120 يوماً بعد تمرير القرار بهدف سحب القوات كافة، ما عدا قوة رمزية، من العراق بحلول 31 آذار مارس 2008. الا ان بوش قال ان ذلك من شأنه ان يخدم الاعداء. واضاف"ان تبعات فرض مثل هذا التاريخ المحدد والعشوائي للانسحاب ستكون كارثية". وتابع"بعض الديموقراطيين يعتقدون انهم بتأخيرهم تمويل قواتنا سيجبروني على قبول فرض قيود على قادتنا العسكريين والتي اعتقد انها ستجعل من الانسحاب والهزيمة امرا اكثر ترجيحا. وهذا لن يحدث". وكان بإمكان اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين تعطيل تصويت الثلثاء باستخدام اساليب التعطيل البرلمانية كما فعلوا في تصويت سابق هذا الشهر على قرار غير ملزم ينتقد خطة الرئيس بوش بإرسال مزيد من القوات الى العراق. غير ان زعيم الاقلية ميتش ماكونيل قال انه قرر ان من الافضل تمرير القرار ثم السماح للرئيس بالتصويت بالفيتو عليه، مضيفا ان هدفه هو"الانتهاء من هذه العملية بالسرعة الممكنة". وتم تمرير مشروعي القرار حول السحب المبكر للقوات في مجلسي النواب والشيوخ بغالبية ضئيلة، الا ان الديموقراطيين اقروا بأنه من غير المرجح الحصول على اغلبية الثلثين للتغلب على الفيتو الرئاسي. ودعت النائبة الجمهورية جوان ايمرسون الرئيس بوش"الذي لن يقبل جدولا زمنيا محددا لسحب القوات من العراق، الى الحديث مع الديموقراطيين بشأن حل وسط"، كما رأى النائب الجمهوري جيف فليك انه"سيتعين على الرئيس ان يتخذ موقفا ما في المنتصف"بشأن قبول شروط جديدة للحرب. أما النائب الديموقراطي جون مورثا، الذي دعا في 2005 الى انهاء الحرب ، فقال ان قادة الجيش ابلغوه بأن اول حزيران يونيو هو الموعد الحقيقي لتقديم الاموال للجيش، ما يمنح الكونغرس والبيت الأبيض فترة شهرين للمساومة على شروط يمكن الحاقها بالاموال مع احتمال استخدام الرئيس حق النقض مرتين. على صعيد آخر، اعلن الجنرال الأميركي لانس سميث ان الجيش الاميركي قد يمدد فترة انتشار بعض الوحدات في العراق ويسرع في نشر وحدات اخرى اذا كانت التعزيزات ضرورية حتى مطلع العام المقبل. واعتبر في تصريح صحافي الأربعاء انه سيكون"من الصعب جدا"ابقاء القوات الاميركية في العراق بمن فيهم الجنود الاضافيون حتى مطلع العام 2008، كما قال قادة اميركيون في العراق، اذا لم تتخذ هذه التدابير. واضاف الجنرال سميث، قائد القوات الاميركية في نورفولك فيرجينيا، شرق"اذا ما تخطينا فصل الصيف، اعتقد انه يتعين علينا البحث في تمديد"انتشار بعض الوحدات في العراق.