شهدت وزارة الداخلية الفرنسية أمس، مراسم تسلم وتسليم بين نيكولا ساركوزي الذي قرر التخلي عن هذه الحقيبة والتفرغ لانتخابات الرئاسة التي يخوضها مرشحاً عن اليمين الحاكم، والوزير الجديد فرانسوا باروان. وسبق ذلك استقبال رئيس الحكومة دومينيك دوفيلبان كل من ساركوزي وباروان، ليعرب للوزير السابق عن شكره لعمله في وزارة الداخلية، متمنياً له"حظاً جيداً"في الحملة الرئاسية. وأكد دوفيلبان أن باروان يحظى بدعمه الكامل في وقت تبقى مكافحة العنف من بين أولويات العمل الحكومي. كذلك أصدر قصر الإليزيه بياناً، يعلن رسمياً تعيين باروان الذي تربطه علاقة وطيدة وشبه أبوية بالرئيس جاك شيراك، خلفاً لساركوزي الذي أمضى معظم السنوات الخمس الماضية وزيراً للداخلية باستثناء الفترة القصيرة التي تولى خلالها وزارة الاقتصاد والمال. وأشار البيان الى تعيين الوزير المفوض للأسرة فيليب با، وزيراً للصحة ليخلف كزافييه برتران الذي قرر بدوره الانتقال الى منصب الناطق باسم الحملة الانتخابية لساركوزي. كما انضم الى الحكومة هرفي ماريتون الذي يخلف باروان في وزارة أقاليم ما وراء البحار. وعشية تخليه عن منصبه الوزاري أبدى ساركوزي تأثره حيال هذا الاستحقاق، نظراً لتعلقه بالمهمات التي شغلها، لكنه أضاف ان النزاهة تجعله ملزماً بعدم شغل هذا المنصب لمدة أطول، والتركيز على مهمات حملته الانتخابية. وتعتبر المعارضة اليسارية، وأيضاً بعض الأوساط اليمينية ان ساركوزي تأخر كثيراً في التخلي عن منصبه الرسمي، وانه لجأ في بعض الأحيان الى تسخير إمكانات هذا المنصب في سبيل طموحه الرئاسي. وفيما أبدى ساركوزي ارتياحه للنجاح الذي حققه في وزارة الداخلية خصوصاً على صعيد خفض نسبة الأعمال المخلة بالأمن، ارتفعت أصوات معارضة عدة للتنديد بحصيلة أدائه. وقالت المرشحة الاشتراكية للرئاسة سيغولين رويال، ان حصيلة ما قام به ساركوزي ليست سوى"الفشل"، بدليل ارتفاع عدد الاعتداءات التي تستهدف الأفراد وعدم حل مشكلة الضواحي. وعبر ساركوزي في كلمة ألقاها قبيل مغادرته مقر وزارة الداخلية عن سروره البالغ لعمله مع رجال الأمن على مدى السنوات الماضية، مشيراً الى انه بات حراً في"التوجه الى الفرنسيين". وأضاف:"لا أعرف ما الذي يخبئه لي القدر".