أبدى رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دوفيلبان أمس، دعمه لمرشح اليمين الحاكم الى الرئاسة وزير الداخلية نيكولا ساركوزي. وخرج بذلك عن الصمت الذي التزمه على هذا الصعيد، وذلك غداة إعلان الرئيس جاك شيراك عزوفه عن ترشيح نفسه لولاية رئاسية ثالثة. وقال دوفيلبان في حديث الى إذاعة "اوروبا واحد":"اؤيد نيكولا ساركوزي للدفاع عن اسرتنا السياسية، ولانارة خيار الناخبين الفرنسيين، بأفضل ما يمكن". وأضاف دوفيلبان الذي كان يعتبر المنافس الأبرز لساركوزي على هذا الترشيح:"عملنا مع الحكومة وسنكون معاً في هذه المعركة"الرئاسية، مشيداً بإرادة ساركوزي"في تحمل قدر من الوحدة الذي يشكل جزءاً من الحملة الانتخابية ويحول المرشح الى رئيس للجمهورية". وبذلك ينضم دوفيلبان الى سواه من الشيراكيين الذين سبقوه الى تأييد حملة ساركوزي، ومنهم وزيرة الدفاع ميشال اليوماري ورئيس الحكومة السابق آلان جوبيه. لكن لهذا التأييد مغزى آخر، نظراً الى العلاقة الشائكة بين دوفيلبان"الوريث الشرعي لشيراك"، وساركوزي الذي لم يوفر أي جهد لخطف هذا الأرث. واغلق دوفيلبان من خلال موقفه، حقبة التنافس مع ساركوزي، حرصاً على ابعاد أي مسؤولية عنه في حال عدم فوز الأخير بالرئاسة، خصوصاً ان المعركة الانتخابية بدأت تتعقد مع صعود شعبية مرشح حزب"الاتحاد من أجل الديموقراطية الفرنسية"فرانسوا بايرو. وكان رئيس الحكومة أعلن مراراً، على رغم الضربات المباشرة التي وجهها إليه ساركوزي خلال أزمة عقد الوظيفة الأولى للشباب وفضيحة"كلير ستريم"، انه سيحدد موقفه من المعركة الرئاسية بعدما يكشف شيراك عن نياته. وقد يمهد دعم دوفيلبان لساركوزي، الى دعم مماثل من المحتمل ان يصدر عن شيراك الذي اكتفى أول من أمس بابلاغ الفرنسيين عزوفه عن الترشح مجدداً، من دون ان يفصح عن تأييد أي من المرشحين المتنافسين على خلافته. وتترقب أوساط ساركوزي مثل هذا التأييد من جانب رئيس الجمهورية، علماً أن ليس هناك ما يلزمه بذلك. لكن مثل هذا التأييد من شأنه ان يضفي زخماً إضافياً وشرعية كاملة على حملة ساركوزي الانتخابية، على رغم انه بناها منذ البداية حول شعار القطيعة مع السياسة التي اعتمدها شيراك على مدى 12 سنة من حكمه. وكان ساركوزي صرح لجريدة"لوجورنال دوديمانش"بأن دعم شيراك له سيكون بمثابة"حدث سياسي مهم"، لكنه أضاف سائلاً:"هل ان هذا الدعم يعني أنني أشبهه؟ كلا بالطبع". وفي انتظار الموقف الذي قد يصدر عن شيراك أو"اللاموقف"وبالتالي حجب التأييد عن ساركوزي، سيكون كلام الرئيس الفرنسي في الاسابيع المقبلة محط اهتمام السياسيين والإعلاميين وستبقى نياته محط تكهنات عدة. وفي وقت تمنى الرئيس الاميركي جورج بوش"كل الخير"لشيراك اثر اعلانه العزوف عن ولاية ثالثة، وجهت صحف أوروبية عدة انتقادات لاذعة الى الرئيس الفرنسي، منددة ب"انتهازيته"و"مواقفه المتقلبة"، فيما أثنت صحف ليبيرالية روسية على"الديناصور الاوروبي"و"مساره السياسي اللامع".