في وقت فر آلاف الصوماليين من منازلهم في مقديشو مع اتساع رقعة المعارك بين المتمردين والقوات الحكومية المدعومة بقوات إثيوبية وسقوط مزيد من القتلى والجرحى، أكدت السلطات الصومالية أن تنظيم "القاعدة" عيّن قائداً عسكرياًَ سابقاً في "المحاكم الإسلامية" المهزومة "ممثلاً له" في العاصمة الصومالية. وأعلن نائب وزير الدفاع الصومالي صلاد علي جيلي خلال مؤتمر صحافي أمس أن القائد العسكري ل"المحاكم"آدم حاشي عيرو الذي تدرب في معسكر تابع ل"القاعدة"في أفغانستان، يقود التمرد المتصاعد ضد الحكومة في مقديشو. وقال إن"استخباراتنا اكتشفت أن فلول ما يسمى المحاكم الإسلامية اختارت آدم حاشي عيرو مسؤولاً عن خلية القاعدة في الصومال". وتتهم الحكومة الصومالية وواشنطن عيرو، وهو في منتصف الثلاثينات، بالارتباط ب"القاعدة". غير أن منتقدين يعتقدون أن الحكومة تتهم خصومها السياسيين بالارتباط بالإرهاب للحصول على دعم أميركي. ويعتبر عيرو من أبرز قياديي تيار الشباب في"المحاكم"التي كانت تسيطر على معظم جنوبالصومال حتى نهاية العام الماضي حين طردتها القوات الحكومية والإثيوبية. وربط تحقيق تابع للأمم المتحدة عيرو بمقتل 16 غربياً، بينهم الصحافية البريطانية كيت بايتون، كما يتهمه محققون بالتخطيط لخطف طائرة ركاب إثيوبية. وجاءت هذه الاتهامات في وقت شهدت مقديشو موجة نزوح هائلة فراراً من المعارك العنيفة التي استمرت لليوم الثاني على التوالي بين الإسلاميين والقوات الحكومية والإثيوبية. وقُتل أمس ما لا يقل عن ستة أشخاص في القتال وجُرح نحو أربعة آخرين، كما اتسعت ساحة القتال إلى مناطق هادئة نسبية في شمال العاصمة. وكانت محاولة فاشلة لدهم معاقل الإسلاميين في جنوب مقديشو انتهت أول من أمس بمقتل نحو عشرة جنود إثيوبيين وصوماليين سحل المتمردون جثثهم في شوارع المدينة قبل أن يضرموا النار فيها وينهال عليها سكان غاضبون رجماً بالحجارة وضرباً بالعصي، ما أعاد إلى الأذهان مشاهد سحل جنود أميركيين أسقطت مروحيتهم في مقديشو عام 1993، وهي المشاهد التي أدت إلى انسحاب قوة دولية لحفظ السلام. وأطلق المتمردون صباح أمس قذائف المورتر والهاون على مراكز القوات الحكومية والإثيوبية التي ردت بالمدفعية الثقيلة والأسلحة الرشاشة. وأحصى شهود أربع جثث في مناطق متفرقة من مقديشو، كما أكد مصدر طبي أن مستشفاه استقبل 6 جرحى. وانتشر مئات الجنود لدعم القوات التي تقاتل المتمردين. وقال الزعيم العشائري فتحي محمد آدم إن القتال في شمال العاصمة كان عنيفاً. وفي جنوبالمدينة، هاجم مسلحون مركز قيادة القوات الإثيوبية في المقر السابق لوزارة الدفاع. ونفى زعيم"المحاكم"الشيخ حسن ضاهر عويس تورط مجموعته في القتال. لكنه قال إن المتمردين وأهالي مقديشو"محقون"في مقاومة القوات الحكومية وحلفائها الإثيوبيين. وأضاف في تصريحات ل"بي. بي. سي."أنه يعيش مع قياديين إسلاميين آخرين في منطقة آمنة في الصومال رفض تحديدها. وأكد أنه يعتبر قوات حفظ السلام الأفريقية التي انتشرت في العاصمة"عدواً". وفي المقابل، تعهد وزير الداخلية محمد محمود غوليد أن تعيد الحكومة الأمن إلى العاصمة خلال أسبوع، على رغم المقاومة العنيفة التي تلقاها. وقال إن"الحكومة ستهزم هذه العناصر التي تعادي سلام الشعب الصومالي، وسننجز المهمة في غضون أسبوع". واشار مصدر إلى أن هجمات الحكومة أمس ركزت على معاقل عشيرة"حبر غدير"التي تعد أكبر داعم لفلول الإسلاميين.