قال شهود إن عشرات الجثث كانت ملقاة في شوارع مقديشو أمس الجمعة بعدما حاولت القوات الاثيوبية مدعومة بالدبابات والمدفعية سحق متمردين يقودهم إسلاميون. وقال سكان ووسائل إعلام صومالية إن أكثر من 50 شخصاً قتلوا و100 جرحوا في العاصمة منذ الخميس منهم ثمانية مدنيين قتلوا الجمعة عندما سقطت قذيفة مورتر اثيوبية على سوق البكارة في مقديشو مما أدى الى تناثر أشلاء القتلى في المنطقة. وشوهدت جثث 12 شخصاً بينهم امرأتان في ضاحية توصف بأنها معقل للمسلحين في شمال المدينة حيث قام مسلحون بسحل جثث جنود اثيوبيين في الشوارع أول من أمس. وقال محمد عبدالله وهو من سكان منطقة سقا هولاها ل"رويترز"هاتفياً:"بعض جثث القتلى تعرّف عليها أقارب الضحايا. لكن جثثاً أخرى ما زالت ملقاة هنا". وذكرت وكالة"أسوشييتد برس"ان القتال في العاصمة الصومالية هو من بين أعنف المواجهات منذ نيسان ابريل الماضي عندما خلّفت المعارك بين القوات الحكومية الصومالية المدعومة بالقوات الاثيوبية وبين المتمردين الذين يقودهم الاسلاميون مئات القتلى. ودفع الجيش الاثيوبي في الايام الماضية بمزيد من القوات إلى العاصمة الصومالية. ونقلت اذاعة"شابيلي"المحلية المستقلة عن سكان اتهامهم القوات الاثيوبية بقصف بعض المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في المدينة بلا تمييز. وذكرت أنه عثر على 43 جثة على الأقل أمس الجمعة في مناطق تعرضت لهجمات عنيفة الخميس. وقال الناطق باسم الرئاسة الصومالية حسين محمد محمود انه لن يكون هناك تساهل في التعامل مع المتمردين. وأضاف:"هدف المتمردين ان يصوّروا القتال بأنه حرب بين الاثيوبيين والشعب الصومالي. الأمر ليس كذلك أبداً. القتال بين القوات الحكومية المدعومة من أصدقائها الاثيوبيين من جهة، وبين كارهي السلام، من جهة ثانية. وأي شخص يؤذي القوات الاثيوبية او الصومالية سيعامل معاملة الخونة". واستبعد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس ارسال قوات حفظ سلام من الاممالمتحدة إلى الصومال، قائلاً إن هذا الأمر غير واقعي وغير قابل للتنفيذ، في خطوة يرجح أن تثير الفزع لدى الحكومة الانتقالية الصومالية. وقال بان إن غياب الأمن حال دون ارسال فريق فني لتقويم الموقف. وتطالب الحكومة الصومالية منذ فترة طويلة بإرسال قوات من الأممالمتحدة لمساعدتها في بسط سيطرتها على البلد الذي يقع في القرن الافريقي. والحكومة الحالية هي المحاولة الرابعة عشرة لفرض الحكم المركزي في الصومال الذي يعيش فوضى منذ عام 1991 بعد اطاحة الديكتاتور محمد سياد بري. وطردت القوات الحكومية تدعمها قوات إثيوبية الإسلاميين من العاصمة في بداية هذا العام، غير انها تواجه منذ ذلك الحين تمرداً استخدمت فيه تكتيكات على غرار ما يحدث في العراق مثل تفجير قنابل تزرع على جوانب الطرق والاغتيالات. وقال مسؤولو إغاثة إن مئات آلاف السكان غادروا مقديشو هذا العام هرباً من العنف الذي جعل نقل امدادات الاغاثة مهمة مستحيلة. وتقول الاممالمتحدة ان نحو 1.5 مليون صومالي يحتاجون إلى مساعدات عاجلة. وفي وقت سابق من العام الحالي وافق الاتحاد الافريقي على نشر ثمانية آلاف جندي يحلون محل القوات الاثيوبية، لكن لم يصل حتى الآن سوى 1600 جندي اوغندي. ومن المقرر نشر عدد مماثل من قوات بوروندي في وقت لاحق هذا الشهر بعدما تأجل نشرهم مرات عدة. وحض بان كي مون الخميس دول الاتحاد الافريقي التي تعهدت بالمشاركة في القوة الحالية، على ارسال هؤلاء الجنود في اسرع وقت ممكن. غير أن استخلاصه أن من غير الواقعي ارسال قوات من الأممالمتحدة أثار غضب قبيلة الهوية المهيمنة في مقديشو التي يشعر كثير من أفرادها بالاستياء ازاء وجود قوات عدوتهم القديمة اثيوبيا. وقال محمد حسن أحد شيوخ قبيلة الهوية ل"رويترز":"نتّهم منظمات حقوق الإنسان والأممالمتحدة بالصمت إزاء المذابح التي يرتكبها الاثيوبيون". وقال:"نحن غير راضين عن قرارهم بعدم إرسال قوات إلى الصومال في وقت بلدنا في أمسّ الحاجة إلى ذلك".