مقديشو - أ ب، أ ف ب - قُتل ثمانية أشخاص على الأقل، بينهم أربعة مدنيين، في شمال مقديشو في معارك بين القوات الحكومية في الصومال والمتمردين تدخل فيها للمرة الأولى جنود قوة الاتحاد الأفريقي، وفقاً لشرطي وشهود. واندلعت هذه المعارك الجديدة اثر هجوم شنته القوات الحكومية معزز بدبابات قوة الاتحاد الأفريقي على حي عبدياسيس في العاصمة الصومالية. وقال المسؤول في الشرطة عبدالله دوال: «نتقدم في اتجاه مواقعهم الأخيرة في شمال مقديشو وثمة جثث لعدد من مقاتليهم في الشوارع هذا الصباح (الأحد)». وأضاف: «خسرنا جنديين في المعركة هذا الصباح». وأفاد شهود لوكالة «فرانس برس» أن أربعة مدنيين ومقاتلاً لقوا حتفهم، وأن دبابات قوة الاتحاد الأفريقي تدخلت في المواجهات. وأكد الشاهد عبد والي حسن «انتشال جثث أربعة مدنيين ومقاتل من قرب منزلي، قُتلوا في المعارك في وقت مبكر صباحاً». وأوضح محمد هاشي غوراي من سكان حي عبدياسيس أنه شاهد دبابتين للقوة الأفريقية تشاركان في المعارك. وقال إن «الدبابتين أطلقتا قذائف على المتمردين وكانتا تتقدمان نحو معاقل الإسلاميين» المتطرفين. وأُصيب أيضاً سبعة مدنيين بسقوط قذيفة هاون في سوق بكارة، وفقاً لشاهد ثالث هو فيصل علي. وكان عشرة اشخاص على الأقل قتلوا السبت الماضي معظمهم مقاتلون في مواجهات بين المتمردين والقوات الحكومية في شمال مقديشو. وقال الناطق باسم الاتحاد الأفريقي باهوكو باريغي إن قوة حفظ السلام تدخلت مباشرة في القتال نتيجة تهديد مباشر لمواقعها فيما تقدم المتمردون باتجاه شمال العاصمة الصومالية. وأضاف أن «جنودناً كانوا في خطر داهم، فكان علينا القيام بعمل محدود»، مشدداً على أن «ذلك لا يعني أننا نشارك في شكل كامل في القتال». يذكر أن جنود حفظ السلام البالغ عديدهم 4300 يدافعون عن أنفسهم لدى تعرضهم الى هجوم لكنهم يحاولون عموماً تجنب المشاركة في القتال للحفاظ على حيادهم، وخصوصاً أن مهمتهم محصورة بالدفاع عن مرفأ العاصمة ومطارها ومبان حكومية رئيسية. وقال عبد الفتاح شاوي نائب عمدة مقديشو إن القوة الأفريقية اضطرت الى التدخل بعد وصول المتمردين الى نقطة على بعد كيلومتر واحد فقط من القصر الرئاسي. وأضاف شاوي: «خسرنا ثلاثة جنود في معركة اليوم، فيما ترك الجانب الآخر عدداً أكبر من الجثث وراءه، ولا أعلم عددها. ما زال جنودنا يلاحقونهم (المتمردين) في الشوارع وعبر المناطق السكنية». وقال صلاد علي جلح أحد قادة القوات الحكومية إن قتالاً عنيفاً يدور فيما يتقدم المتمردون نحو المدينة فجراً، لكن المتمردين «ذابوا» في شوارع مقديشو عندما شن الجنود الحكوميون والقوة الأفريقية هجوماً معاكساً. ويشن الإسلاميون المتطرفون المنتمون الى ميليشيا «الشباب» و«الحزب الإسلامي» هجوماً منذ السابع من ايار (مايو) الماضي على حكومة الرئيس الصومالي شريف شيخ احمد الذي انتخب في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي. وتجدد القتال في العاصمة الصومالية منذ انتهت مهلة استسلام حددها الإسلاميون لقوات الحكومة يوم الجمعة الماضي. يذكر أن المتمردين المتشددين كثفوا جهودهم للسيطرة على مقديشو منذ عودة أحد كبار قادتهم في نيسان (أبريل) الماضي، ما وحد صفوفهم في اطار تحالف واسع. ويقاتل عدد من الجماعات الإسلامية الحكومة الصومالية المدعومة من الأممالمتحدة منذ خلع حكومة «المحاكم» الإسلامية قبل سنتين ونصف السنة بمساعدة القوات الإثيوبية. وكان المجتمع الدولي أمل بأن يساعد وصول الإسلامي شريف شيخ أحمد الى الرئاسة مطلع هذا العام وتطبيقه الشريعة الإسلامية، في تقليص التمرد وأعمال العنف، لكن المتشددين الإسلاميين واصلوا القتال ضد الحكومة بدعم من مئات المقاتلين الأجانب وبتسليح ودعم من اريتريا. يذكر أن الصومال لم يحظ بحكومة فعلية منذ 18 سنة.