كشفت السلطات الباكستانية أمس، أن الاعتداء الذي استهدف ساحة مطار العاصمة إسلام أباد وأسفر عن مقتل مسلح باكستاني واثنين من رجال الشرطة، نفذه ثلاثة أشخاص دخل أحدهم المطار وتبادل إطلاق النار مع قوات الأمن التي أوقفته قبل أن يدخل قاعة كبار الزوار، ما جعله يفجر قنبلة يدوية كانت في حوزته. وأشار وزير الداخلية أفتاب شيرباوپ إلى إمكان ضلوع"طالبان الباكستانية"التي تضم مقاتلين في منطقة وزيرستان القبلية بالهجوم،"خصوصاً أن المسلح القتيل ينتمي إلى قومية البشتون ويمكث في المناطق القبلية المحاذية للحدود مع أفغانستان". واعتبر الهجوم على مطار إسلام أباد الثاني في العاصمة خلال أقل من أسبوعين، بعدما تعرض فندق ماريوت إلى هجوم انتحاري قبل استضافتهپحفلة أقيمت في اليوم الوطني الهندي. وتوقعت مصادر ديبلوماسية ومحللون ازدياد تدهور الوضع الأمني في العاصمة إسلام أباد وعدد من المناطق،"ما يعطي الحكومة مبرراً لفرض حال الطوارئ في البلاد وتعليق الدستور". هجمات وفي أفغانستان، تعرضت العاصمة كابول للمرة الأولى منذ شهور لهجوم بإطلاق صاروخ سقط قرب المطار الدولي، من دون أن يتسبب في أي أضرار. واعتقلت قوات التحالف الدولي التي تقودها الولاياتالمتحدة أفغانيين من تنظيم"القاعدة"في ولاية ننغرهار شرق المحاذية للحدود مع باكستان، بعدما لاحقت ناشطاً وصفته بأنه معروف بنقل مراسلات لمسؤولين كبار في تنظيم"القاعدة". وأوضحت أن أحد المشتبه بهم لقي حتفه خلال محاولته الهرب. وفي ولاية هيرات غرب قتل ثلاثة من رجال الشرطة وجرح رابع خلال محاولة تفكيك لغم، ولقي حارسا أمن مصرعهما وجرح ثلاثة آخرون في انفجار قنبلة جرى التحكم بها من بعد لدى مرور سيارتهم في مدينة قندهار جنوب. وقال الحاكم الإقليمي حاجي سيف الله إن سيارات تابعة لشركة"يو اس بي آي"للأمن الأميركية تولت حماية قافلة لوجستية لقوات الحلف الأطلسي حين وقع الانفجار. في غضون ذلك، فر اكثر من ألف قروي من بلدة قلعة موسى في ولاية هلمند جنوب في ظل استعداد مقاتلي حركة"طالبان"لمقاومة جهود قوات حلف الأطلسي لطردهم، بعدما استولوا عليها الأسبوع الماضي. وقال أحد السكان إن عدداً كبيراً من مقاتلي"طالبان"عززوا وجودهم في البلدة بأسلحة ثقيلة، فيما سمعت طائرات تجسس تابعة لحلف الأطلسي لدى تحليقها في الجو. تعزيزات ألمانية على صعيد آخر، قررت الحكومة الألمانية إرسال ست طائرات من طراز"تورنادو"إلى أفغانستان وتخصيص 005 جندي لخدمتها من أجل مساندة قوات حلف الأطلسي في المعارك التي تخوضها ضد"طالبان"خصوصاً في جنوب البلاد، علماً أن ألمانيا تساهم حالياً ب 0072 جندي من أصل 43 ألفاً. واتخذت الحكومة الألمانية قرارها في جلسة عقدتها اثر ضغوط كبيرة مارستها قيادة حلف الأطلسي والولاياتالمتحدة وبريطانيا عليها لنقل جزء كبير من قواتها العاملة شمال البلاد إلى الجنوب والشرق للمشاركة في القتال الجاري منذ أشهر. وتسعى قيادة قوات"آيساف"إلى استباق تحضيرات"طالبان"لشن هجومها الربيعي الواسع المنتظر بهجوم مضاد يعطل نشاطات الحركة. وحددت برلين مهمة المقاتلات التي ستحل بدلاً من طائرات بريطانية مماثلة ب"استكشاف مواقع طالبان وحلفائها وتصويرها، تمهيداً لإرسالها إلى القيادة العسكرية للحلف من اجل قصفها". وقال مصدر حكومي إن عمل الطائرات العسكرية سيبدأ أواسط نيسان أبريل المقبل، بعد موافقة البرلمان الاتحادي على المهمة الجديدة مطلع الشهر المقبل. وفي إيطاليا، أكد رئيس الوزراء رومانو برودي أن القوات الإيطالية ستبقى في كابول في إطار القوة الدولية، ورفض برودي أي مقارنة مع انسحاب القوات الإيطالية من العراق السنة الماضية، مذكراً بأن"علم حلف شمال الأطلسي مرفوع في أفغانستان برعاية الأممالمتحدة". وأكد برودي انه فوجئ برسالة وجهها سفراء ست دول ونشرتها صحف إيطالية، دعت روما إلى إبقاء قواتها في أفغانستان، بعدما فشلت الحكومة الخميس الماضي في الحصول على غالبية في تصويت في مجلس الشيوخ على مسألة توسيع القاعدة العسكرية الأميركية في فيسنزي شمال. واعتبرت صحف إيطالية أن وصف وزارة الخارجية الأميركية الاثنين الماضي مبادرة الدول الست بأنها"محمودة وتتوافق مع رؤية وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس حول ضرورة مواصلة جهود السلام في أفغانستان،"لم يؤد إلا إلى زيادة الانزعاج".