أكدت الحكومة الأفغانية أمس، نجاح مقاتلي"طالبان"في بسط سيطرتهم على ولايات جنوبية جديدة بينها مديريتان في ولايتي هلمند وزابل، ووصفت انسحاب القوات الحكومية من مديرية كرم سير في ولاية هلمند بأنه"تكتيكي"، علماً ان الحركة أشارت سابقاً الى انها انسحبت من كرم سير بعدما احتلتها فترة قصيرة في تموز يوليو الماضي"من اجل تجنب القصف الجوي الذي نفذه ملاح الجو الأميركي". وأشار مراقبون في العاصمة كابول تحدثت إليهم"الحياة"إلى أن حوالى نصف مساحة أفغانستان في الشرق والجنوب بات عملياً تحت سيطرة"طالبان"، من دون وجود للقوات الحكومية فيها او التزامها بالبقاء داخل المراكز. ويخشى تمرد القوات الحكومية أو إعلان انضمامها الى طالبان. تزامن ذلك مع دعوة الجنرال الأميركي جيمس جونز قائد القوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن ايساف والتابعة لحلف شمال الأطلسي ناتو الدول الأعضاء في"الناتو"الى ارسال مزيد من القوات لمواجهة"طالبان". وقال:"تفاجأ الحلف من شدة العنف في جنوبأفغانستان، ونحتاج الى بضع مئات من التعزيزات الإضافية وأيضاً المزيد من طائرات الهليكوبتر وطائرات النقل". وكان الأمين العام للحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر شدد على اهمية ارساء السلام في افغانستان،"ما يؤكد التزام الحلف تجاه افغانستان على المدى الطويل". وقال:"لن نعطي الارهابيين فرصة للفوز". وشدد الأمين العام للأطلسي على أهمية التنمية، وقال:"لا تنمية من دون أمن. لكن العكس صحيح ايضاً, لا امن دائماً من دون تنمية". وتزايدت الضغوط على الحكومة الألمانية من اجل إرسال قواتها التي تتمركز في الولاياتالجنوبية حالياً وتقدر بحوالى 2700 جندي لقتال"طالبان"في الجنوب، علماً ان وزارة الدفاع الألمانية أكدت أمس ان التركيز ما زال على شمال افغانستان"حيث تقدم قواتنا خدمات كبيرة للسكان". وأبلغ مراقبون في العاصمة كابول"الحياة"ان الوضع الأمني أفلت من يد قوات"ايساف"، ورأوا انها فقدت عنصر المبادرة، و"باتت تواجه هجمات طالبان في مناطق مختلفة، فيما تكتفي بصدها". وأشار هؤلاء الى ان حلف الأطلسي يبحث في خيارين لمواجهة"طالبان"، اولهما تأهيل أكبر عدد من القوات الحكومية الأفغانية، تمهيداً لزيادة الاعتماد عليها في العمليات العسكرية. والثاني بعث رسائل"نفسية"الى"طالبان"ومن يساندها بأن المجتمع الدولي يقف بقوة خلف حكومة الرئيس حميد كارزاي."لكن الحركة لا تأبه بمثل هذه الرسائل، خصوصاً أن القوات الحكومية ومؤسسات الحكومة الأفغانية فشلت في شكل ذريع في تقديم اي مساعدة للشعب، ما أجبره على اللجوء لطالبان وتقديم المساعدة والدعم المادي والمعنوي لها. كما ارتفعت معنويات الحركة بعد فشل عملية اقتحام الجبل التي نفذتها القوات الاميركية - البريطانية الاكثر تسلحاً وقوة في حزيران يونيو وتموز يوليو الماضيين. وكانت وزارة الدفاع البريطانية أعلنت اول من امس، مقتل ثلاثة جنود وجرح سبعة آخرين في اشتباكات مع عناصر"طالبان"في ولاية هلمند جنوب. ورفع ذلك عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا في افغانستان الى 40، منذ التدخل العسكري الغربي في البلاد في تشرين الاول اكتوبر 2001. وأعلنت سلطات الولاية ذاتها ان"طالبان"قتلت اثنين من رجال الدين الموالين للحكومة، بعدما خطفوهما من منزلهما. زيارة مشرف وفي سياق زيارة الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف لكابول، نفى بعد لقائه الرئيس كارزاي اي ضلوع لبلاده في الاضطرابات في أفغانستان. ودعا كابول الى"التخلي عن الريبة"التي تخيم على العلاقات بين إسلام آباد وكابول كي تنصرفا إلى مواجهة حركة طالبان بشكل افضل. وقال:" اؤكد أن لا الحكومة الباكستانية ولا أنا شخصياً ولا أجهزة الاستخبارات ضالعون في أي شكل في ما يجري في افغانستان". وزاد"تتهم باكستان بارتكاب كل اعتداء بإلقاء قنبلة وهجوم انتحاري. ما يزعجني هو ان عندما تظنون أن الحكومة الباكستانية او اجهزة الاستخبارات الباكستانية قامت بمثل هذا العمل, فهذا يعني في الواقع أنكم تقولون لي إنني أنا من قام به".