سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البشير في طرابلس للقاء متمردي دارفور ... 37 قتيلا في تجدد المعارك بين قبيلتين ... ومحاكمة المتهمين بذبح صحافي تبدأ اليوم . دارفور : الاتحاد الأفريقي يؤكد "حشوداً ضخمة" ل "الجنجاويد"
ذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن الرئيس عمر البشير توجه أمس إلى ليبيا، لحضور اجتماع مع متمردي دارفور، يشارك فيه الزعيم الليبي معمر القذافي والرئيس الاريتري اسياس افورقي. ويرافق البشير وفد يضم مساعده نافع علي نافع ومستشاره مجذوب الخليفة ووزير الخارجية لام أكول. ونقلت الوكالة ا ف ب عن أحد مستشاري الرئيس قوله إن"اللقاء يعتبر تمهيداً لمرحلة جديدة من الحوار بين الحكومة والحركات المسلحة، تُعقد في وقت لاحق في العاصمة الاريترية أسمرا". ولم توضح هوية الحركات المتمردة المشاركة في الاجتماع. لكنها ذكرت أنه يعقد برعاية القذافي وأفورقي وموفدي الأممالمتحدة يان الياسون والاتحاد الأفريقي سالم احمد سالم. غير أن متحدثين باسم المنظمتين في الخرطوم قالا إن الياسون وسالم لم تتم دعوتهما إلى الاجتماع، وانهما غير موجودين في ليبيا. وجاءت الزيارة في وقت قُتل 37 شخصاً وأصيب العشرات إثر تجدد الاشتباكات بين قبيلتي الترجم والرزيقات في جنوب دارفور، في وقت تفقد القائم بالأعمال في السفارة الأميركية في الخرطوم كاميرون هيوم الإقليم وأجرى مشاورات مع كبير مساعدي الرئيس رئيس السلطة الانتقالية في دارفور مني أركو مناوي لاحتواء الأوضاع المتدهورة. وتزامن ذلك مع أنباء عن حشد ميليشيا الجنجاويد قواتها إلى الشمال من الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور. ونقلت وكالة"رويترز"عن مصدر في الاتحاد الأفريقي طلب عدم نشر اسمه:"إنهم يحتشدون... لديهم مركبات مزودة رشاشات آلية، وهم من الجنجاويد. لا يمكننا تحديد نياتهم". وامتنع المصدر عن ذكر عدد القوات المحتشدة، لكنه وصفها بأنها"ضخمة"وتضم شاحنات صغيرة وجمالاً وخيلاً. وأضاف ان طائرة هليكوبتر تابعة للاتحاد الأفريقي تراقب القوات وابلغت الحكومة السودانية بذلك. وقال ناطق باسم"حركة تحرير السودان"الجناح المتمرد سابقاً الذي وقع اتفاق أبوجا للسلام مع الحكومة العام الماضي إن قوة منفصلة من الجنجاويد تهاجم قرى في مناطق أخرى من دارفور منذ يومين، مما أسفر عن مقتل ستة مدنيين. وأوضح ان الجنجاويد كثّفوا نشاطهم في بلدة الداعين التي تبعد نحو 450 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من الجنينة، ونهبوا الغذاء وأحرقوا منازل. وأفاد تقرير لبعثة الأممالمتحدة في السودان الاثنين أن"ميليشيا مسلحة كانت تحتشد بأعداد كبيرة على مدى الأيام الخمسة الماضية في منطقة أبو سروج وسيلية على مسافة نحو 50 كيلومتراً من الجنينة والسبب وراء حشد هذه القوات لم يعرف بعد". ومعلومات المصدر في الاتحاد الأفريقي أمس تؤكد على ما يبدو تقرير الأممالمتحدة. في غضون ذلك، قال محافظ منطقة كأس في جنوب دارفور الشيخ أحمد بابكر في تصريح صحافي إن منطقة نيقا شهدت صراعاً دامياً بين قبيلتي الترجم والرزيقات راح ضحيته 37 من القبيلتين من بينهم 21 من الرزيقات و16 من الترجم. وعزا أسباب تجدد الصراع إلى اتهام الترجم للرزيقات بسرقة مواشيهم، مؤكداً أن السلطات احتوت المواجهات وتبذل مساع لاجراء صلح بين القبيلتين. وزار حاكم ولاية جنوب دارفور الحاج عطا المنان المنطقة واجتمع إلى قيادات القبيلتين لوقف المواجهات، وقال الشيخ إن جلسات مؤتمر الصلح بين القبيلتين الذي يواصل أعماله فى منطقة زعيفة، لم تتأثر وسارت سيرها الطبيعي بغرض الوصول إلى حل جذري للمشكلة التي راح ضحيتها في وقت سابق ما يفوق 80 فرداً من القبيلتين. في غضون ذلك، التقى طاقم السفارة الأميركية في الخرطوم برئاسة القائم بالأعمال كاميرون هيوم، أمس، كبير مساعدي الرئيس مني أركو مناوي، في مقر قيادته العسكرية في منطقة مهاجرية، 60 كليومتراً شمال شرقي نيالا ثاني كبرى مدن الإقليم. وناقش الطرفان الأوضاع الأمنية والانسانية في دارفور، وخطوات تنفيذ اتفاق أبوجا والوضع السياسي الراهن. وكان الديبلوماسي الأميركي وصل إلى مهاجرية على متن مروحية تابعة للاتحاد الافريقي، ويزور ولايات دارفور الثلاث لاجراء محادثات مع حكام الولايات والمنظمات الانسانية العاملة فى الاقليم، الى جانب بعثة الاتحاد الافريقي. إلى ذلك، اتهمت المعارضة الرئاسة باجراء تعديل على قانون الاحزاب بعد مصادقة البرلمان عليه يقيد الأحزاب الكبيرة، واعتبرت ذلك تزويراً وهددت باللجوء إلى المحكمة الدستورية. وقال نواب الحزب الاتحادي الديموقراطي الذي يتزعمه محمد عثمان الميرغني في مؤتمر صحافي أمس ان تعديلاً جرى على القانون في مادة كانت تدعو الأحزاب الكبيرة التاريخية الأمة والاتحادي والشيوعي إلى ايداع وثائقها لدى الهيئة المكلّفة تسجيل الأحزاب بعد تسوية سياسية مع الحزب الحاكم، لكن التعديل الذي جرى صار يلزمها بتسجيل نفسها لدى مجلس الأحزاب بعد استيفاء الشروط التي حددها القانون، وفي حال لم تفعل ذلك لن يسمح لها بممارسة نشاطها أو المنافسة في الانتخابات. وقال رئيس لجنة السلام في البرلمان علي أحمد السيد انهم سيلجأون إلى المحكمة الدستورية وتنظيم حملة مناهضة للقانون الجديد للأحزاب، ودعا القوى السياسية الى اجتماع اليوم للتشاور في شأن الخطوات المقبلة. من جهة اخرى، تبدأ اليوم الأربعاء أولى جلسات محاكمة المتهمين في اغتيال رئيس تحرير"الوفاق"محمد طه محمد أحمد، برئاسة قاضي المحكمة العامة أسامة عثمان محمد، في جلسات علنية ومفتوحة، في الخرطوم بحري ثالث مدن العاصمة السودانية، التي خُطف الراحل منها في أيلول سبتمبر الماضي قبل أن يُعثر عليه مذبوحاً وجثته في العراء في جنوبالخرطوم، في حدث غير مسبوق هز البلاد. وسيمثل أمام المحكمة المتهمون البالغ عددهم 19 شخصاً بجانب هيئة الاتهام والدفاع. وسيحدد القاضي خلال الجلسة خطوات سير المحاكمة، بعيداً عن الجوانب التي يمكن أن تخل بتحقيق العدالة. وقرر أن تستمر الجلسات يومياً حتى في أيام العطلات.