أبلغ متمردو دارفور المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان رغبتهم في سحب ملف الاقليم المضطرب من الاتحاد الافريقي واسناده الى المنظمة الدولية. وناشدوا مجلس الأمن"إحكام الطوق على مجرمي الحرب حتى لا يستطيعوا الإفلات من العقاب"، في وقت غادر فيه وفد من المتمردين الى طرابلس تزامناً مع وجود النائب الأول للرئيس السوداني في ليبيا للقاء الزعيم العقيد معمر القذافي. وذكر الأمين العام ل"حركة تحرير السودان"مني اركو مناوي، ان حركته"وحركة العدل والمساواة"التقتا بالمبعوث الخاص لكوفي انان في السودان يان برونك في أسمرا، حيث التقى برونك ايضاً متمردي شرق السودان والرئيس الاريتري اساياس افورقي. وقال مناوي ل"الحياة":"أبلغنا برونك بفشل الاتحاد الافريقي في مهمته في دارفور وبانحيازه التام الى الخرطوم، وكذلك استمرار الأوضاع الانسانية في التردي وأن النازحين يعيشون في سجون مغلقة تحرسها ميليشيات الجنجاويد، وأن الميليشيات في تزايد بدلاً من تحجيمها ومحاكمة عناصرها". واقترح المتمردون على برونك ان تتولى الأممالمتحدة حل الأزمة في دارفور بنفسها بدل الاتحاد"العاجز والضعيف والمشلول والمتواطئ". وعبر المتمردون عن امتعاضهم من طلب قدمه رئيس الاتحاد الافريقي الرئيس النيجيري اوليسيغون اوباسانجو ونقل فيه رغبة الاتحاد في عدم محاكمة مجرمي الحرب في لاهاي. وأكد مناوي"تجاوب"برونك مع مطالب المتمردين"على صعيده الشخصي وتأكيده بنقلها الى كوفي انان لدرسها". الى ذلك، قال مناوي:"نقدر ما يبذله الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان من جهود لانقاذ الوضع المتأزم في دارفور وعمله لحماية القانون الدولي والانسان في دارفور"، وأضاف:"هذا عمل رائع سيحفظه له التاريخ". وتوقع"قراراً ايجابياً يصب في اتجاه حل الأزمة في دارفور". واعتبر ان"أي قرار من مجلس الأمن يحمي الجناة يمثل صفعة قوية للضمير العالمي". وحذر"الدول التي تحاول حماية المجرمين من الوقوع في مصيدة التاريخ"، مشيراً الى ان"روسيا والصين دولاً كبيرة لها مصالح في المنطقة، ونحن نحترم تلك المصالح لكن يجب ألا تكون على حساب الضحايا ولانقاذ الجناة". ومضى يقول:"هذا غير معقول وغير مقبول من دول كانت ترفع شعارات الوقوف مع الكادحين والمسحوقين والمهمشين". وأشار مناوي الى باكستانوالجزائر منوهاً بأن"شعب دارفور كله مسلم إذا كان موقف اسلام ابادوالجزائر منطلقاً من دعم نظام اسلامي، فعليهما التفريق بين الاسلام السياسي والشعبي لا سيما وان الجزائر هي الأكثر معاناة من تطرف الاسلام السياسي وارهاب جماعاته التي تمارس الأفعال ذاتها التي تمارسها عصابات الجنجاويد من قتل للأطفال والنساء ومن اغتصاب". وتابع:"لا نعتقد ان الجزائر نست أو تناست دعم الخرطوم للجماعات المتطرفة التي مارست تلك الأفعال قبل ان تمارس في دارفور". في غضون ذلك، غادر أسمرا الى طرابلس وفد من متمردي دارفور بناء على طلب الزعيم الليبي معمر القذافي. وتتزامن الزيارة مع زيارة يقوم بها النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه. وكشفت مصادر المتمردين عن ضغوط يمارسها القذافي عليهم للتوصل الى اتفاق مع الخرطوم وترك المطالبة بالتدخل الدولي وتقديم المتهمين في جرائم دارفور الى محاكم"خارج السودان". الا ان حركتي التمرد أكدتا رفضهما ذلك.