فيما تتخذ الحكومة السودانية احتياطات أمنية كبيرة وسط معلومات عن إمكان نقل متمردي دارفور لعملياتهم العسكرية الى شمال البلاد لتوسيع دائرة الحرب، اتهم فصيل مني أركو مناوي في"حركة/جيش تحرير السودان"الخرطوم بشن هجمات وخرق وقف النار في شمال الإقليم المضطرب. إلا ان قبيلة عربية كبيرة اتهمت المتمردين بقتل وجرح 14 مدنياً في جنوب الإقليم. وقالت مصادر مطلعة إن"اتفاق أبوجا"الموقع بين الحكومة السودانية و"حركة تحرير السودان"- فصيل مني مناوي، تعرّض لاختبار قد يعصف بالاتفاق الهش. إذ اندلعت معارك في محلية شعيرية في جنوب دارفور قُتل فيها 8 من المدنيين وجرح 6، في أول مواجهة بين الخرطوم والمتمردين منذ التوصل الى اتفاق السلام في العاصمة النيجيرية قبل أسبوعين. واتهمت قبيلة المسيرية العربية فصيل مناوي بشن الهجمات على السكان. واشارت مصادر الى ان 300 من المسلحين كانوا يمتطون الإبل والخيول أغاروا على منطقتي نتيفة وخور ديشيكا في محلية شعيرية. إلا أن الناطق باسم فصيل مناوي محجوب حسين أشار الى حصول مواجهات أخرى في شمال الإقليم. وقال ل"الحياة"إن قوات"جيش تحرير السودان"صدت"هجوماً حكومياً فاشلاً"ليل الجمعة - السبت في منطقة دار السلام كتال سابقاً على بعد 150 كيلومتراً إلى الشرق من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. واضاف ان مهاجمي هذه المنطقة التي تقع تحت سيطرة المتمردين جاؤوا على متن 16 سيارة عسكرية ذات دفع رباعي و"تمكنت قواتنا من دحرهم والسيطرة على معداتهم وآلياتهم العسكرية". واعتبر الهجوم"انتهاكاً واضحاً لاتفاق وقف النار واتفاق سلام أبوجا"الموقع في 5 ايار مايو الجاري. وطالب الاتحاد الأفريقي"بفتح تحقيق فوري حول هذا الخرق". وحذر الحكومة السودانية من"مغبة عدم التزام تعهداتها ومسؤولياتها، لا سيما اتفاق السلام". ونقلت وكالة"رويترز"من أبوجا عن ناطق باسم فصيل مناوي ان عشرات قتلوا في هجوم كبير شنته ميليشيات تدعمها الحكومة على بلدة الشعيرية في ولاية جنوب دارفور. وقال الناطق ل"رويترز"من دارفور إنه على رغم اتفاق السلام إلا أن الهجمات مستمرة على الأرض. وأضاف الناطق الطيب خميس ان الهجوم على الشعيرية وقع أول من أمس حيث هاجمت ميليشيات الجنجاويد العديد من الأماكن في جنوب دارفور. ووقعت الحكومة وفصيل مناوي اتفاق السلام هذا الشهر تحت ضغط دولي مكثف، ولكن فصيلين آخرين شاركا في محادثات أبوجا لم يوقعا الاتفاق وقالا إنه اتفاق غير عادل. ومنذ ذلك الحين ينظم الآلاف من سكان دارفور مظاهرات غاضبة ضد الاتفاق. ولم تكن الميليشيات العربية المعروفة باسم الجنجاويد ضمن المشاركين في محادثات السلام في أبوجا. وقالت الأممالمتحدة انه في ظل قيام الخرطوم بتسليح هذه الميليشيات لقتال المتمردين وغالبيتهم من غير العرب فإن الحكومة مسؤولة عنهم. وتقر الحكومة بتسليح بعض القبائل لقتال المتمردين ولكنها تنفي أي صلة لها بميليشيات الجنجاويد وتقول انها خارجة على القانون. وتعد بلدة الشعيرية نقطة اشتعال لأعمال العنف في دارفور حيث تشتبك قبائل البدو العربية مع قادة المتمردين من غير العرب الذين يستخدمون القرى قواعد لهم في المنطقة. في غضون ذلك، ذكرت تقارير في الخرطوم ان مطار دنقلا الدولي شهد حركة طيران غير عادية في الساعات الماضية تمثلت في وصول ناقلات جند وقوات كبيرة وحركة استطلاع جوي حول المدينة. ورجح بعض المصادر ان تكون"حركة العدل والمساواة"وبعض الأطراف الأخرى الرافضة لاتفاق أبوجا من"حركة تحرير السودان"فصيل عبدالواحد نور، عقدت اجتماعات مشتركة الأسبوع الماضي للتخطيط للقيام بعمل عسكري كبير بهدف نسف اتفاق أبوجا وتوفير واقع جديد للضغط على الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي لمراجعة بنود الاتفاق الهش وتوسيع دائرة الحرب ونقلها من دارفور الى مناطق أخرى إذ تتاخم مناطق من دنقلا - في أقصى الشمال - أجزاء واسعة ومكشوفة من إقليم دارفور الصحراوي. ورحبت الحكومة السودانية أمس بعقد مجلس الأمن اجتماعاً في الخرطوم في الأسبوع الاول من تموز يوليو المقبل لمناقشة مستوى تنفيذ اتفاقيتي السلام في جنوب البلاد وغربها. وقال وزير الدولة للخارجية السماني الوسيلة للصحافيين إن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان طلب خلال اتصال هاتفي مع نائب الرئيس علي عثمان محمد عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي في الخرطوم في تموز المقبل وان حكومته ابلغت أنان ترحيبها بذلك.