هو صوت مهاتير محمد، الشخصية الماليزية العالمية. تجاوز هذا الرجل الأصوات، لم يكتف بقوله إن التاريخ سيكتب عن بوش وبلير إنهم قتلة أطفال، بل أشاد بالمقاومة العراقية للاحتلال الأميركي - البريطاني، وهذه أول إشادة بالمقاومة العراقية على هذا المستوى. صحيح أن الرجل تقاعد سياسياً، إلا إنه لا يزال محط أنظار الإعلام، ولوجهة نظره قيمة في الأوساط العالمية. والمقاومة العراقية تعمل في بلد القوة الثانية فيه من حيث العدد والعدة من المرتزقة، غالبيتهم من الأوروبيين والأميركيين والأستراليين يأتون تحت ستار الشركات الأمنية، وهي تعمل أيضاً على أرض مخترقة من مختلف أجهزة الاستخبارات، ينشط فيها من الإيرانيين إلى الموساد، إضافة إلى عناصر"القاعدة"، وهي عناصر إذا حاولت معرفة خريطة وصولها للأراضي العراقية يمكنك إضافة حسابات أخرى. وسط هذا التعقيد المربك والشائك تعمل المقاومة العراقية، لذلك من الطبيعي أن تتعرض للتشويه، ومثل كل محتل وغاز لا بد من أن يقوم هو ومن أتى به ومعه بكل ما من شأنه تشويه مقاومة المحتل. وعشنا أشهراً من الاعترافات بالأخطاء الأميركية والبريطانية التي جاءت من قمة الهرم، وأتذكر قبل سنة ونصف السنة مشهداً تلفزيونياً لأم أميركية قتل ابنها في العراق قامت بنصب خيمة للاحتجاج على الغزو الأميركي للعراق، تعرضت تلك السيدة للسخرية، كانت وحيدة آنذاك. وانظر إلى واقع الحال الآن هناك كيف انقلب رأساً على عقب، لقد احترقت صور الجندي الأميركي الذي يقدم حلوى للأطفال العراقيين وهو يحمل رشاشاً! فشلت بعض وسائل الإعلام في ترويج تلك الصورة، إلا أن"الإعلان"لا يزال سيد الموقف، نستمر في رؤية قنوات فضائية إخبارية لا تستطيع الفكاك من قيود الإعلان السياسي الذهبية، فلا تقوّمه بل تبثه على علاته، وتتأثر أخبارها به، وتستمر في الركض وراء من يدفع أكثر، فتكون الأبعد عن الحقيقة. وتفضل أحد الإخوة العراقيين بإرسال رابط لموقع"الرابطة العراقية"، حيث يبث أبناء الرافدين همومهم، وحسراتهم، فتجد فيه صوراً للمفقودين والمجروحين، وآراء عميقة وثرية، وهو موقع مهم لكل مهموم بالحال العراقية، وعنوانه http://www.iraqirabita.org/index.html وفيه قرأت مقالاً للدكتور هشام الراوي، يوضح فيه أن التراشق الإعلامي بين الولاياتالمتحدةوإيران حول العراق مفتعل، وهو رأي ثاقب، لأنك وسط الاتهامات الأميركية اليومية لإيران بالقيام بأعمال تخريبية في العراق، لا تستطيع فهم دعم المحتل المستمر لحكومة في العراق أعلنت بالقول والفعل أولوية مصالح إيران على مصالح العراقيين، وطالب بعض كبارها بطرد العرب من العراق، وتخلص من هذا إلى أن أميركا تضحك علينا علناً، ولا تستحي من مطالبة دول الجوار بدعم الحكومة العراقية الحالية، التي أثبتت فشلها الذريع، وفي عهدها استفحل القتل على الهوية والتهجير الطائفي. إن دول الجوار مدعوة للوقوف ضد المطالب الأميركية، فلماذا تستقبل شخصيات، ولاؤها المعلن لإيران يتقدم على ولائها لأبناء شعبها والعرب؟ [email protected]