موسم بعد آخر ومجموعة تلو أخرى، يُثبت كارل لاغرفليد قدرته على المحافظة، على اسم "كوكو شانيل" COCO CHANEL عالياً في سماء عالم الأزياء. الحرفان الأولان لاسم "سيدة الأزياء"، تقاطعا هذه المرة على منصة عرض متّشحة بالأزرق الداكن، في ترميز أنيق ولبق إلى روعة عتمة الليل. ورُسمت"علامة"الدار العريقة، من نجوم كثيفة مضيئة، كمجرّة، تتألّق بين نجوم متلامعة منثورة، أثناء تقديم مجموعة الألبسة الجاهزة لموسم ربيع - صيف 2008. عقدة العنق على شكل فراشة، أو"بابيون"، كما هو متعارف عليه في عالم الأزياء، شكّلت الأيقونة الأبرز في"ليالي الصيف"، التي قدمها لاغرفيلد في كاتدرائية"القصر الكبير"الفرنسية. فنقلت أناقة التصاميم الفاخرة، haute couture، بأمانة إلى الألبسة الجاهزة اليومية. وبرزت"هوية شانيل"المتمثّلة باللونين الأبيض والأسود، في شكل لافت في المجموعة، إلى جانب بعض الألوان المحايدة، كالبيج والرمادي. وظهرت في المجموعة أيضاً نقوش بالأحمر والأزرق، طُبعت على الألبسة المختلفة. استخدم لاغرفيلد أقمشة متنوعة من الحرير إلى الشيفون والتُويدْ، والأقمشة الشفافة للقمصان. وسخّر قماش الدنيم في تحديد خطوط السترات الضيقة ومعالمها، وقد سعى المصمم إلى أن تشكّل حلة عملية تجذب المرأة العصرية، كي ترتديها مع الجينز أو التنورة القصيرة. ونجح المصمم العالمي في إثبات الشيء بضدّه، فالقماش المستخدم شعبي وزهيد الثمن، إلاّ أنه رفع من شأن التصميم وقيمة الثوب، من خلال"الوظيفة"التي أدّاها أو"الدور"الذي لعبه القماش الرخيص الثمن في إضفاء الأناقة على الأزياء الفاخرة. وتميزت المجموعة بقطع ذات أكتاف مبطنة، وأخرى بقصات مستديرة. واتسمت أزياء شانيل ? لاغرفيلد، لربيع ? صيف 2008، بالانسيابية والخفة إلى درجة ظهرت فيها أجساد العارضات، كأنها تسبح في بحر من قماش. وركّزت القصات على إبراز خصر المرأة، وتحديداً في شكل أنحف، تشديداً على معالم الأنوثة في الجسد، فمجموعة شانيل الجديدة تركت طول القطعة حراً، وأبت أن تفرضه على الموضة المقبلة. ولذا، قدّم لاغرفليد تنانير وفساتين بأطوال مختلفة. وأفرد مساحة رحبة للأكسسوارات، وأكثر من الشارات، على الملابس والحقائب وثناياها. واجتمعت الشارات التي تحمل الرمز للدار، وزهرة الكاميليا التي عُرفت بها"كوكو شانيل"، وحتى الشرائط المعقودة. واكتسبت ألبسة شانيل الجاهزة مظهراً عصرياً أنيقاً، من خلال السلاسل واللآلئ، التي انسدلت على شكل حبال من ثقوب معدنية تزيّن الألبسة. وليأتي"اللوك"مئة في المئة شانيل، قدّم لاغرفيلد مجموعة من الحقائب والأحذية، تراعي أذواق المرأة العصرية ولا تقيّد حركتها. وعرض حقيبة صغيرة منمنمة، توضع على شكل سوار حول الكاحل، وتيسّر على المرأة التي تجلس، واضعة رجلاً فوق رجل، أن تتناول من داخلها قلم أحمر الشفاه، من دون أن تنحني. وأمّا الأحذية فبلغت الذروة في التميّز والجرأة، إذ جاءت مع رباط على شكل T، وصنادل بأشرطة مكبّسة، نثرت على أحجار براقة، وجزمات إمّا مزوّدة برباطات أو عالية، تصل إلى أعلى الساق، مع كعب ودرزات مضرّبة عند الركبتين.