يفرّق خبراء الموضة بين المرأة الأنيقة وتلك التي تتبع صرعات الموضة الى درجة تصبح أسيرتها. ويشددون على أهمية أن تحافظ المرأة في ملابسها على أسلوب خاص يتناسب مع شخصيتها كما يتماشى مع أسلوب حياتها. ويرون أن المزج بين أساليب عدة يمنح المرأة مظهراً خاصاً وجذاباً في غالب الأوقات. فينصحونها بالتنويع في الاختيارات، وتجنب ارتداء قطع بتوقيع مصمم واحد من رأسها إلى أخمص قدميها. وتبقى هذه النصيحة، في إطارها النظري، لا سيما مع توسع دور الأزياء العالمية والماركات الكبرى لتشمل تصاميمها جميع متطلبات المرأة بأدق التفاصيل. المبادرة الشخصية وفي حين يعتبر بعضهم أن هذا الأمر يحد من المبادرة الشخصية لدى المرأة ويوقعها في براثن الاتكالية ما يفقدها لمستها الخاصة على طلّتها، يصنّف آخرون هذا الوضع مثالياً مع متطلبات العصر الحالي. ويرون أن جعل طلّة المرأة مئة في المئة بتوقيع مصمم معين يزيد من خصوصيتها لا سيما إن كان اختيارها يتناسب مع شخصيتها. وتعتبر معظم دور الأزياء اليوم شاملة، وتعمل على انتاج كل ما تحتاجه المرأة بشكل خاص والأسرة بشكل عام. التعميم هذا لا ينسحب على النوعية والخصوصية لهذه الدور، فتحتفظ كل دار بلمساتها الخاصة التي يصعب تجاهلها، فضلاً عن اسماء وضعت بصمات لا تُمحَ في عالم الموضة. كوكو شانيل اسم لا يزال يتردد صداه في كواليس الأزياء مع مرور السنين. وامرأة شكّلت اسطورة لم تنته من عالم الموضة، فبقيت شخصيتها الغامضة ونظرتها الثاقبة تؤثر في الموضة الباريسية في شتى المجالات سواء الأزياء او الاكسسوارات أو العطور. غياب كوكو شانيل يكاد يكون غير ملحوظ. فمن يوم تقاطع فيه الحرفان الأولان من اسمها، ليشكلا علامة فارقة في عالم الموضة، لم يغب اسمها عن الساحة العالمية، أو عن خشبات العروض الباريسية. وفي كل موسم، يقدم المصمم كارل لاغرفيلد مجموعة جديدة تزيد من شأن دار شانيل، مع المحافظة على الكلاسيكية المعهودة التي تميزت بها الآنسة كوكو شانيل. اللونان الأبيض والأسود الى جانب بعض الألوان الحيادية مثل البيج والوردي، وبعض التطريزات القليلة الملونة، شكّلت ألوان اللوحة التي قدّمها المصمم كارل لاغرفيلد في مجموعة دار شانيل لخريف - شتاء 2006 - 2007 ألوان ليست بجديدة على المجموعات المتتالية التي تقدمها الدار، لا سيما اللونين الأساسيين اللذين يشكلان"هوية شانيل"، إذا جاز التعبير. وكما جرت العادة، قدّم لاغرفيلد مجموعته في مساحة واسعة بيضاء، بطريقة أقل احتفالية وتكلّف من المجموعة السابقة. لكنّها أظهرت الأنوثة الشديدة والرقي في المجموعة. يمكن القول ان البنطلونات غابت عن مجموعة شانيل للموسم المقبل، وإن ظهر القليل منها وجاءت فضفاضة منسابة مع جسد العارضات. وطغت التنانير والشورتات القصيرة التي انحسرت إلى ما فوق الركبة على المجموعة، ارفقها لاغرفيلد مع أحذية عالية إلى حد تكاد تغطي ما كشفته التصاميم من أرجل العارضات. ومع تنوع الأقمشة من الجلدية إلى الشفافة مروراً بالمعاطف على أنواعها وموديلات أخرى متنوعة حافظت على الروح القوية لأسلوب شانيل الذي لا يقاوم، والتي تعطي احساساً متوازناً بالدفء والأناقة، جاءت مجموعة شانيل مفعمة بالأنوثة. ادخل مصمم دار شانيل الى مجموعته الأقمشة المتداخلة الألوان فأعطت لمحة من اللون الازرق أو الموف وإن بقيت مائلة إلى السواد وفي أحيان أخرى تداخل اللونان الابيض والأسود فظهرت الأقمشة رمادية اللون. وشعّ بشكل بسيط وميض اللون الذهبي الذي طرّز بعض الأزياء التي قدّمها لاغرفيلد في المجموعة الجديدة أو أدخلها الى الأكسسوارات الكبيرة التي زيّنت المجموعة. باختصار، استمد لاغرفيلد موديلاته للموسم المقبل من أناقة"كوكو"نفسها إذ طغى على العرض اللونان الأسود والأبيض وهما المفضلان لدى"كوكو". وتخلل العرض مجموعة من الأزياء الكاروهات التي تعتبر من علامات شانيل الشهيرة. وتميزت الموديلات بالشراشيب والإكسسوارات الضخمة، التي على ما يبدو ستبقى موضة لبعض الوقت، وهو ما يظهر من الحقائب الضخمة التي عرضها لاغرفيلد في مجموعته الجديدة، وإن كانت بينها حقائب صغيرة تتناسب والسهرات الكبيرة.