أخيراً أعلنت دولنا العربية عن برامجها النووية السلمية، الأمر الذي ادخل الفرحة الى قلوبنا بهذه الثورة وهذا التطور في وطننا العربي على رغم أنه جاء متأخراً، علها تحمي هذا الوطن من الكوارث... فلماذا لا يسعى العرب الى تطوير برامجهم الحربية والعسكرية؟ فها هي الولاياتالمتحدة راعية السلام والسلم في العالم - كما تزعم - تمتلك عدداً كبيراً من الرؤوس النووية، وها هي إسرائيل تمتلك عدداً لا بأس به من الرؤوس، وهي تُشكل الخطر الأكبر على بلادنا العربية، فلماذا لا تكون هناك في المُقابل برامج نووية عربية لحماية الوطن العربي من المُحتل الغاصب؟ * على رغم إعلان مصر أن برامجها النووية ستكون"سلمية"، إلا أن إسرائيل سرعان ما أبدت مخاوفها وقلقها الكبير جراء الإعلان عن برنامج نووي عربي، مُعتبرةً انه سيناريو كارثة رهيبة، بحسب تصريح وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان. لقد أصبح الحُلم العربي النووي محط انشغال الدوائر الغربية، فعلى رغم توجس العالم الغربي إزاء كُل تحرك من دولة في العالم نحو الخيار النووي، إلا أن الخُبراء الغربيين لا يُخفون أملهم في ألا يُترك الحبل على الغارب للدُول العربية لتكون حُرة تختار شُركاءها في إنجاز مفاعلاتها النووية، كأن تتعاون مثلاً مع إيران أو باكستان، أو حتى رُوسيا والصين وهُما قوتان نوويتان منذ عقود، فيما يعتقد الاتحاد الأوروبي أن مسؤولية التعاون الأوروبي - العربي في المجال النووي تقع أساساً على باريس، بالنظر إلى التاريخ الطويل الذي يربط بين فرنسا والعالم العربي، إضافة إلى أن الديبلوماسية الفرنسية حافظت على مواقف حيادية وايجابية مع قضايا العرب، على عكس بريطانيا التي يعتقد العرب بأنها منحازة إلى أميركا في نظرتها الى دول المشرق. على الدول العربية أن توحد جهودها وخبراتها النووية وتتعاون في ما بينها في هذا المجال، والأهم علينا أن ندرك ان ليس المُهم أن نمتلك الطاقة النووية أو الذرية، بل الأهم من ذلك كله هو بناء الإنسان القادر على صُنع هذه الأشياء وامتلاك الطاقة النووية. غسان مصطفى الشامي - بريد إلكتروني