في ظل موجة جديدة من الاستيطان في القدسالشرقيةالمحتلة، وفي الوقت الذي رفضت فيه اسرائيل رسمياً أي هدنة مع حركة"حماس"قبل قبولها بشروط اللجنة الرباعية الدولية، كشفت مصادر في"حماس"ان الحركة وحكومتها المقالة في غزة اتخذتا قراراً يهدف الى التوصل الى تهدئة شاملة مع الدولة العبرية في قطاع غزة تشمل وقف الصواريخ والهجمات في مقابل وقف الاعتداءات الاسرائيلية ورفع الحصار المحكم عن القطاع، الأمر الذي ترفضه حركة"الجهاد الاسلامي"بشدة. راجع ص 4 وأوضحت مصادر"حماس"ل"الحياة"ان اسرائيل و"حماس"تبحثان عن طرف او أطراف ثالثة للتوسط ولتكون ضامنة لهدنة في قطاع غزة لا تشمل الضفة في هذه المرحلة. وأضافت ان الاتصالات جارية مع فصائل المقاومة للتوافق على تهدئة، وقالت:"لا توجد أي مشكلة لدى الحركة في ما يخص التهدئة في القطاع، والحركة موافقة إجمالاً على ذلك ولا توجد أي تباينات في صفوفها او في الحكومة حولها"، لكن"المعضلة الرئيسية هي كيف تقنع حماس والحكومة حركة الجهاد بقبولها، خصوصاً في ظل رفض الأخيرة أي حديث عن تهدئة في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي"، وأشارت الى عدم تفاؤلها بقدرة"حماس"على إقناع"الجهاد". وأكد قيادي في"الجهاد"ل"الحياة"ان الحوارات فشلت حتى الآن في إقناع الحركة بالموافقة على التهدئة التي اعتبر انها"مرتبطة أساساً بوقف العدوان على الضفة والقطاع، وليس القطاع وحده"، مشترطاً ان"تكون التهدئة متبادلة ومتزامنة وبسقف زمني محدد وليست هدنة طويلة الأمد". وقال:"سنراعي مصلحة الشعب الفلسطيني كله عند بحث مسألة التهدئة، ولا نقبل الفصل بين الضفة والقطاع والقدس". ويأتي قرار"حماس"وحكومتها في خصوص التهدئة في وقت أعلن فيه رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت رفضه اي هدنة مع"حماس"قبل موافقتها على شروط اللجنة الرباعية الدولية القاضية بالاعتراف باسرائيل، وبالاتفاقات الموقعة معها، ونبذ العنف، مؤكدا في اجتماع لحكومته أن الحرب الدائرة في قطاع غزة ستستمر. من جانبه، اعتبر وزير الدفاع ايهود باراك الذي سيزور القاهرة بعد غد أن المهمة المطلوب تحقيقها إسقاط"حماس"عن الحكم"لا إنقاذها من خلال اتفاق تهدئة". الا ان النائب الأول لرئيس الحكومة حاييم رامون قال للإذاعة العبرية:"في حال أوقفت حماس والجهاد عملياتهما الإرهابية، فإن إسرائيل لن تخرق وقف النار"، في وقت افادت تقارير صحافية ان الحديث يجري عن هدنة من دون إعلان متبادل لوقف النار. وكتبت صحيفة"يديعوت أحرونوت"أن رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل بات مستعداً للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة تفتح الطريق أمام الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المخطوف غلعاد شاليت"بثمن أقل بكثير"من السابق. ولم تستبعد أن تكون الاتصالات مع مصر دخلت مرحلة إعداد لائحة بأسماء الأسرى الذين تريد"حماس"اطلاقهم، في وقت احتدم الجدل في الحكومة الاسرائيلية في شأن تعديل معيار"الملطخة ايديهم بالدماء"من الأسرى لتسهيل صفقة الإفراج عن شاليت. ويتزامن موقف اسرائيل و"حماس"من الهدنة مع اعلان وزارة الاسكان الاسرائيلية امس عن اقامة 500 مسكن جديد في مستوطنة"هار حوما"جنوبالقدس، و240 وحدة سكنية أخرى في مستوطنة"معاليه ادوميم"الواقعة شرق المدينة. ولاقت الخطط الجديدة استنكارا فلسطينيا، اذ اعتبر الرئيس محمود عباس امس ان"الاستيطان يشكل العقبة الاكبر امام مفاوضات الحل النهائي"، كما اعتبر مستشاره الاعلامي نبيل عمرو انه يلقي"ظلالاً سوداً"على المفاوضات التي ستستأنف اليوم بين الجانبين، وهي مفاوضات قال رئيس الوفد الفلسطيني احمد قريع ل"الحياة"انه"لن يكون على جدولها سوى نقطة واحدة هي وقف الاستيطان".