قاد الرئيس الكوبي بالنيابة راوول كاسترو والرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الجمعة الماضي، القمة النفطية الرابعة لدول الكاريبي التي تابعها من بعد الزعيم الكوبي فيدل كاسترو . وتهدف القمة إلى بحث مشروع"بتروكاريبي"قدمته فنزويلا في 2005, وهي اكبر قوة نفطية في أميركا اللاتينية ضمن إطار"التضامن"الإقليمي من اجل"تنمية دائمة". وأكد تشافيز أمام رؤساء دول أميركا اللاتينية، وأبرزهم الهايتي رينيه بريفال ورئيسا نيكاراغوا والدومينيكان دانيال أورتيغا وليونيل فرنانديز, ان فنزويلا"ما زالت مهددة من قبل الإمبريالية"الأميركية، وان"منطقة الكاريبي ما زالت مكاناً استراتيجياً من وجهة نظر جيوسياسية"قبل ان يهاجم بعنف"الاستعمار والرأسمال الكبير". وحمل راوول كاسترو بعنف على الولاياتالمتحدة"الدولة الأكثر تبذيراً للطاقة والأكثر تسبباً في التلوث", قبل أن يرى في القمة"خطوة حاسمة"على طريق التكامل الإقليمي. ويقضي مشروع"بتروكاريبي"بتسليم الدول ال14 الأعضاء فيه 102 ألف برميل من النفط الفنزويلي يومياً بأسعار تفضيلية, إضافة إلى 92 ألف برميل أخرى تسلم إلى كوبا بموجب اتفاق بين الدولتين. في المقابل, توفد كوبا إلى فنزويلا حوالى 35 ألف طبيب وعاملين آخرين في القطاع الطبي ومدربين رياضيين. وكشف تشافيز ان"بتروكاريبي"يكلف فنزويلا 1.166 بليون دولار, موضحا أن ديون الدول الأعضاء ستبلغ نحو 4.5 بليون دولار في 2010. واقترح تسديد هذه الديون عبر عمليات مقايضة أو خدمات ومنتجات من تلك الدول، في مقدمها منتجات غذائية وزراعية مثل السكر والموز. وتتيح مبادرة البتروكاريبي لأعضائها أن يؤخروا دفع 40 في المئة من ثمن النفط الذي يشترونه من فنزويلا لمدة 25 عاماً بفائدة ضئيلة تبلغ واحداً في المئة فقط. وكان تشافيز يخطب أمام قمة"البتروكاريبي"الإقليمية للدول المصدرة للنفط والمستوردة له، عقدت في مدينة سينفويغوس في جنوبكوبا. وتمد فنزويلا 17 دولة في مجموعة البتروكاريبي بالنفط، بأسعار تفضيلية ممولة بقروض منخفضة الفائدة. وانضمت هندوراس، التي أسست عام 2005، إلى المجموعة الجمعة. وأعرب تشافيز عن رغبته في توسيع مشروع التبادل القائم بين بلاده وكوبا ليشمل دول المجموعة. ويقول مراسل"بي بي سي"إلى القمة مايكل فوس إن إقتصادات الدول الأعضاء في البتروكاريبي، فقيرة وتجاهد من اجل تلبية أثمان النفط الباهظة. وإن المنظمة تعتبر بمثابة شريان حياة للكثير منها على رغم أن شافيز كشف أن ديونها إلى فنزويلا في ازدياد. ودشن تشافيز وكاسترو بعد ذلك مصفاة سينفويغوس, وهي مجمع هائل بني في عهد الاتحاد السوفياتي، وجُدّدَ بأموال فنزويلية. وتقع المصفاة على بعد 260 كيلومتراً جنوب شرقي هافانا، بنيت منشآتها بين 1985 و1990، وتوقفت عن العمل بعد عام من تدشينها. وانتهت المرحلة الأولى من إعادة تشغيل المصفاة في كانون الأول ديسمبر 2007 بتكلفة 166 مليون دولار موّلتها فنزويلا. وستسمح بتكرير 65 ألف برميل نفط يومياً. وأرسلت فنزويلا 550 ألف برميل حتى الآن وسترسل كمية مماثلة قبل الثامن من كانون الثانييناير المقبل. أما المرحلة الثانية التي ستتطلب استثمارات بقيمة 1.3 بليون دولار, فستسمح برفع الكمية إلى 150الف برميل يومياً خلال أربع سنوات. وترتبط المصفاة الواقعة على الساحل الكاريبي لكوبا بأنبوب يبلغ طوله 187 كيلومترا, يصلها بمرفأ مانتازاس الذي يستقبل ناقلات نفط عملاقة على ساحل المحيط الأطلسي. وتطمح كوباوفنزويلا إلى بناء مجمع بتروكيماوي كبير في سينفويغوس، يشمل مصنعاً للأسمدة وآخر للمشتقات النفطية ثم مجمعاً للغاز تزوده فنزويلا.