استطاع رئيس فنزويلا الاشتراكي هوغو تشافيز أن يكسب في صفه عددا من أوثق حلفاء الولاياتالمتحدة في منطقة الكاريبي وامريكا الوسطى بفضل قروض نفطية ومساعدات تضاهي الجهود التي تبذلها واشنطن. قدم تشافيز مساعدات غذائية بملايين الدولارات وقروضا منخفضة الفائدة بالمليارات لشراء النفط الفنزويلي مما وضعه على قدم المساواة مع الولاياتالمتحدة كممول كبير في منطقة وصفها مسؤولون أمريكيون ذات يوم بأنها فناؤهم الخلفي. وأصبح تشافيز الذي اختلف مع البيت الابيض على كل شيء من التجارة الحرة الى مكافحة المخدرات الان من كبار المانحين حتى بالنسبة لحلفاء واشنطن الذين يرحبون بما يقدمه من مساعدات لموازنة فواتير واردات الطاقة والغذاء المتزايدة. وفي ظل توقعات بأن تظل أسعار النفط مرتفعة يقول محللون ان نفوذ تشافيز سينمو في منطقة كانت يوما ميدانا للقتال ابان الحرب الباردة وما زالت تعاني من فقر شديد. ويقول انتوني برايان كبير الباحثين في مؤسسة الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "العلاقة الاقتصادية مع فنزويلا تبدو الان محورية لاستقرار المنطقة على المدى القصير والمتوسط". وتعتمد الكثير من دول الكاريبي وامريكا الوسطى على الولاياتالمتحدة في معظم تجارتها بما في ذلك واردات الغذاء كما تستخدم زيت الوقود الباهظ الثمن في توليد الكهرباء. بينما أنشأ تشافيز هذا العام صندوقا بقيمة 450مليون دولار لمواجهة أسعار الغذاء المرتفعة في المنطقة. وينافس هذا المبلغ نحو 500مليون دولار خصصتها وكالة التنمية الدولية الامريكية لتلك الدول لعام 2008.وفي استعراض لنفوذه المتزايد أقنع تشافيز هندوراس والتي لطالما كانت حليفا للولايات المتحدة بالانضمام الى تحالف للدول اليسارية تقوده فنزويلا يسمى البديل البوليفاري للامريكتين (البا) والذي أنشئ في الاساس لمعادلة اقتراح امريكي للتجارة الحرة. اما غواتيمالا وهي ضمن مجموعة من دول امريكا الوسطى التي وقعت اتفاقا للتجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة فتتلقى الآن قروضا نفطية من فنزويلا. كما طلب رئيس كوستاريكا اوسكار ارياس وهو حليف اخر للولايات المتحدة تمويلا على الرغم من انتقاده السابق لتشافيز. وتشير تقارير اعلامية الى أنه من خلال البديل البوليفاري للامريكتين والاتفاقات ذات الصلة تنفق فنزويلا أموالها على توسعة مطار وصهريج لتخزين الوقود في الدومنيكان ومولدات للطاقة في نيكاراغوا وتستغل جاميكا هذه الاموال في مساعدة شركة للطيران. وقدمت فنزويلا قروضا بمليارات الدولارات لدول تشتري نفطها من خلال اتفاق يسمى بتروكاريبي يسمح لثماني عشرة دولة أعضاء بسداد قيمة ما يصل الى 70في المئة من وارداتها بفائدة قدرها واحد في المئة. ومنذ عام 2007قدم اتفاق بتروكاريبي الذي يبيع النفط بسعر السوق لكن بقروض منخفضة الفائدة تمويلا قيمته 1.2مليار دولار وهو ما يعادل القروض الميسرة التي قدمها بنك انتر امريكان للتنمية ومقره واشنطن خلال نفس الفترة. ومنذ عام 2001تقدم فنزويلا نفطا ووقودا لكوبا بأسعار مخفضة وتمدها الان باكثر من 90الف برميل يوميا مما يساعد الجزيرة الشيوعية على الاستمرار في ظل عقود من الحصار الاقتصادي الذي تفرضه عليها الولاياتالمتحدة والتعافي من الانهيار الاقتصادي الذي عانته في التسعينات. ويقدر جورجي بينون خبير الطاقة بجامعة ميامي أن القروض طويلة الاجل لكوبا التي تسدد على مدار 15عاما او اكثر لشراء النفط بتمويل من فنزويلا بلغت 2.9مليار دولار على الاقل. وقال رفاييل راميريز وزير النفط الفنزويلي انه لا يستطيع تأكيد أرقام التمويل لكوبا او دول اتفاق بتروكاريبي. ويشكك محللون في قدرة تشافيز على الوفاء بوعود مثل الاستثمار في مصفاة في نيكاراغوا ومصفاة جديدة في كوبا لكنهم يقولون ان دور فنزويلا المتنامي في المنطقة يجب أن يؤخذ بجدية. ويقول بينون "قد يقطع تشافيز الكثير من الوعود التي لا يستطيع الوفاء بها لكن حجم الديون المتراكمة كبير جدا... سيكون لهذا عواقب خطيرة بالنسبة لدول صغيرة مثل الدومنيكان وفنزويلا نفسها". @ (رويترز)