كشفت زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس المفاجئة الى مدينة كركوك ومنها الى بغداد امس عمق الصراع الذي يجري حول المدينة الغنية بالنفط وينظر اليها على انها"قنبلة موقوتة"معرضة للانفجار في أية لحظة. ويتوقع ان تبحث رايس مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والقادة الآخرين سبل الخروج من المأزق السياسي الراهن والتوصل الى مصالحة مع الاقلية السنية ومع الاكراد. وكانت رايس استهلت زيارتها الى العراق أمس بزيارة كركوك شمال العراق لدعم جهود الاممالمتحدة لتخفيف التوتر بين سكان المدينة من العرب والاكراد والتركمان في مواجهة مطالب الاكراد بضم المدينة الى اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي. وعقدت فور وصولها اجتماعاً مع ممثلي الاكراد والعرب السنة والعرب الشيعة والمسيحيين والتركمان تركز حول الازمة المتفاقمة في المدينة والمادة 140 المتعلقة بكركوك. وقالت رايس:"اتطلع في ان ابحث معكم في مساهمة فرق اعادة الاعمار المحلية في الازدهار وايجاد فرص العمل والمصالحة الوطنية". ورغم ان الدستور يتناول في مادته 140 كيفية التعامل مع المدينة بترحيل الوافدين واعادة المرحلين واجراء احصاء تمهيداً لتنظيم استفتاء سكاني لتقرير مصيرها الا ان خلافات الاطراف العراقية حول المادة 140 دفع الى تمديد العمل بها ستة اشهر مقبلة. وقال نائب رئيس مجلس محافظة كركوك تحسين كهية ل"الحياة"ان"رايس شددت على ضرورة عودة جميع المكونات الاثنية الممثلة للمدينة الى مجلس المحافظة، واعتبرت ان اسلوب الحوار هو السبيل الامثل لحل الخلافات مهما تبلغ صعوباتها"كما ثمنت انهاء ممثلي العرب في المدينة مقاطعتهم لمجلس المحافظة الاسبوع الماضي ودعت التركمان الى اتخاذ قرار مماثل في اقرب وقت. واضافت:"ان الولاياتالمتحدة شريك جيد لكم وننوي البقاء شركاء لكم لفترة طويلة". واكدت رايس على"اهمية المجالس المحلية لمستقبل العراق، عراق ديموقراطي لجميع العراقيين بكل اطيافهم". واشار كهية، وهو احد اعضاء لجنة تطبيع الاوضاع في المدينة، الى ان رايس رحبت بتمديد عمل لجنة تطبيق المادة 140 حتى حزيران يونيو المقبل بعد ان كان مقرراً الانتهاء من عملها نهاية السنة الجارية. وقال ممثل المجموعة العربية في كركوك محمد خليل الجبوري ل"الحياة"إن"المسؤولة الاميركية عقدت فور وصولها المدينة اجتماعا مغلقا ضم العديد من المسؤولين والتيارات والاحزاب السياسية التركمانية والكردية في المحافظة". وكشف ان"زيارة رايس التي لم يتم الاعلان عنها لأسباب امنية تهدف الى تليين موقف الاكراد الداعي الى اجراء استفتاء لتحديد مستقبل كركوك وحض ممثلي التركمان على العودة الى المشاركة في العملية السياسية التي اعلنوا مقاطعتهم لها منذ عام ودعم جهود المصالحة التي يقوم بها موفد الأممالمتحدة الجديد في العراق ستيفان دي مستورا في كركوك". وفي مطلع الشهر الجاري توصلت الاحزاب العربية والكردية في كركوك الى اتفاق ينهي العرب السنة بموجبه مقاطعة المجالس المحلية مقابل الحصول على حصة اكبر من المشاركة في السلطة. الا ان التركمان رفضوا الانضمام الى الاتفاق وواصلوا مقاطعة المجلس المؤلف من 41 عضوا. وتأتي زيارة رايس للعراق، وهي الثامنة منذ الغزو الاميركي عام 2003، لتسليط الضوء على التقدم الذي تحقق في الآونة الاخيرة في خفض اعمال العنف ولدعم جهود المصالحة. وقال ديفيد ساترفيلد، المنسق في وزارة الخارجية بشأن العراق والذي يرافق رايس في زيارتها:"ان التقدم السياسي هو ما نفتقده هنا في العراق وهو ضروري تماماً على المدى الطويل"واضاف ان"رايس ستشيد بتطور دور الاممالمتحدة في العراق سيما في محاولة حل المسألة الاصعب بشأن وضع كركوك"كما اشار الى ان الوزيرة ستذهب الى بغداد لتؤكد الحاجة الى المصالحة السياسية". ويتوقع ان تبحث رايس مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سبل الخروج من المأزق السياسي الراهن والتوصل الى مصالحة مع الاقلية السنية ومع الاكراد.