سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"بوليساريو" تؤكد حقها في "الكفاح المسلح" في بداية مؤتمرها في تيفاريتي وتظاهرة لمعارضي قيادتها . الرباط تطالب الأمم المتحدة بالتدخل لمواجهة "خرق وقف النار" في الصحراء
تحولت بلدتان صغيرتان شرق الجدار الأمني وجنوبه في الصحراء الغربية إلى ساحة تجاذب بين جبهة"بوليساريو"وتيار"خط الشهيد"المنشق عنها. وفيما كانت"بوليساريو"تبدأ بعقد مؤتمرها الثاني عشر في تيفاريتي التي تبعد حوالي 30 كلم شرق الجدار وحوالي 70 كلم عن مدينة السمارة، كان منتسبون الى"خط الشهيد"يتظاهرون في منطقتي مجيك ومتريس شمال شرقي موريتانيا في المنطقة العازلة جنوب الصحراء. وقال زعيم"بوليساريو"في افتتاح المؤتمر امس ان الكفاح المسلح"حق مشروع للصحراويين"وان القرارات الدولية"تشرع كفاحنا للدفاع عن حقوقنا بكافة الوسائل، بالمقاومة السلمية والكفاح المسلح". وجدد المغرب رفضه تنظيم مؤتمر"بوليساريو"، وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري ان الهدف من المؤتمر"التشويش على الجولة الثالثة من مفاوضات مانهاست". وحض الأممالمتحدة على التدخل العاجل لمواجهة"خرق وقف النار"المبرم العام 1991، كما وجهت الرباط رسالة الى الاتحاد الأوروبي أكدت من خلالها ان"بوليساريو"تهدف"بوضوح الى نسف الدينامية الايجابية"التي أحدثتها بادرة المغرب لجهة منح اقليم الصحراء حكماً ذاتياً موسعاً. وأضافت الرسالة ان المغرب"يأسف لكون بوليساريو تلجأ مرة أخرى الى تجاهل القانون الدولي الانساني عبر استخدام السكان المدنيين في منطقة تحمل مخاطر كبيرة". الى ذلك، نقل شهود ان منتسبين الى قبائل الرقيبات وأولاد دليم وشبانا صحراويين نظموا تظاهرات حاشدة في منطقة متريس شمال شرقي موريتانيا في نقاط الحدود الفاصلة بين موريتانيا والصحراء رفعوا خلالها الاعلام واليافطات التي تندد بما وصفوه"غياب الديموقراطية"داخل"بوليساريو"، واتهموا رفاقاً لهم - قبل انشقاقهم وتأسيسهم تيار"خط الشهيد"- ب"احتكار الامتيازات"، في إشارة إلى ما يوصف بأنه"هيمنة"من"رقيبات الشرق"على مراكز القرار. كما انتقد المتظاهرون مواقف المغرب والجزائر إزاء قضية الصحراء، داعين الى"إنهاء المآسي الانسانية وجمع شتات الأسر الصحراوية". ونقل شهود أن السلطات الموريتانية شددت الرقابة في مدينة الزويرات، وانتشرت قوات الأمن وحلّقت مروحيات للحؤول دون حدوث مواجهة بين الفصائل الصحراوية المتناحرة. وتعتبر هذه المرة الأولى التي ينزل فيها تيار"خط الشهيد"إلى الميدان، كونه اختار يوم بدء مؤتمر"بوليساريو"لإعلان وجوده وحشد مناصريه. وقال قيادي صحراوي ل"الحياة"عبر الهاتف إن مناصري هذا التيار موجودون حتى داخل مخيمات تندوف، واتهم"بوليساريو"بأنها"همّشت مشاركتهم"في مؤتمر تيفارتي، فيما يسود حال ترقب ازاء الموقف الذي سيبلوره المؤتمر الحالي للجبهة بين دعاة معاودة حمل السلاح والمعتدلين الذين يراهنون على التوجه السلمي، بخاصة أن هذا الموقف وتداعيات عقد المؤتمر في المنطقة العازلة سيؤثران في مسار مفاوضات مانهاست في 7 الشهر المقبل. إلى ذلك، يعقد المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية اجتماعاً مطلع الأسبوع المقبل في مدينة السمارة العاصمة الروحية للمحافظات الصحراوية. وصرح أعضاء في المجلس بأن التطورات الأخيرة التي طاولت انتهاك وقف النار ستكون ضمن أبرز المحاور التي يناقشها المجلس، بخاصة على صعيد تداعياتها على الجولة المقبلة من المفاوضات. ويرأس المجلس الصحراوي خلي هنا ولد الرشيد الذي شارك في جولتي مانهاست، ما اعتُبر تطوراً لناحية اشتراك الصحراويين الموالين للمغرب في المفاوضات. ورأت أوساط صحراوية في اختيار السمارة مرقد الشيخ أحمد الرقيبي والتي تنتسب إليها كبرى القبائل الصحراوية، دلالة رمزية الى"المصالحة"بين اطراف النزاع في وقت يرتفع فيه قرع طبول الحرب. ودانت قيادة حزب الاستقلال بزعامة رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي المؤتمر، لكنها دعت الجزائر إلى"الكف عن معاكسة المغرب"والانخراط في دعم جهود التسوية السلمية.