أفادت صحيفة "انديبندنت" اللندنية أمس، بأن بريطانياوالولاياتالمتحدة "تورطتا" في صفقة سمحت بفوز الرئيس الباكستاني برويز مشرف بولاية رئاسية ثانية لمدة خمس سنوات، بعدما تعهد البلدان ضمان عودة آمنة لرئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو إلى باكستان، تمهيداً لتقاسمها السلطة معه. وأوضحت الصحيفة إن ديبلوماسيين بريطانيين وأميركيين التقوا زعماء حزب"حركة قوامي المتحدة"الموالي للرئيس مشرف والذي يعارض بوتو منذ فترة طويلة، وطلبوا منهم ضبط النفس لدى عودة رئيسة الوزراء السابقة إلى كراتشي في 18 الشهر الجاري. و"حصلوا على تعهد منهم بأن يبقوا أنصارهم بعيداً من الشوارع، علماً ان البريطانيين تولوا الدور القيادي في المفاوضات، لأن مقر قيادة الحركة في لندن". وأشارت الصحيفة إلى ان سيارة ليموزين مضادة للرصاص ستُشحن جواً إلى باكستان كي تستخدمها رئيسة الوزراء السابقة التي تسعى الى الفوز بولاية ثالثة كرئيسة للوزراء، لدى وصولها الى كراتشي. ونقلت"انديبندنت"عن فاروق ستّار العضو البارز في"حركة قوامي المتحدة"أن حزبه تحدث مع مسؤولين بريطانيين، فيما أكد ديبلوماسي بريطاني أن بلاده والاتحاد الأوروبي دعتا كل الأحزاب السياسية في باكستان إلى ممارسة ضبط النفس لدى عودة بوتو. في غضون ذلك، قتل أربعة جنود وجرح أربعة آخرون بينهم الناطق باسم مشرف اللواء المتقاعد رشيد قرشي في تحطم مروحية رافقت الرئيس مشرف في رحلته الى مظفر آباد عاصمة كشمير الباكستانية حيث شارك في ذكرى الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة الجبلية، وأسفر عن سقوط حوالى 73 ألف شخص في الثامن من تشرين الأول أكتوبر 2005. وأعلن الناطق باسم الجيش اللواء وحيد ارشاد ان المروحية التي انضمت الى قافلة المروحيات التي رافقت الرئيس تعرضت الى عطل فني،"ما تسبب في سقوطها واحتراقها"، موضحاً ان قرشي أصيب بجروح غير خطرة، فيما حطت مروحية مشرف بسلام في مظفر آباد. وكشف ان المروحية التي تحطمت بالكامل روسية الصنع من طراز"ام آي-17"، مشيراً الى سقوطها في وادي نهر جيلوم،"علماً ان قائدها نجا من الحادث". على صعيد آخر، عين مشرف رئيس الاستخبارات السابق اشفاق كياني نائباً لقائد الجيش، تمهيداً لتوليه قيادة الجيش، في خطوة مهمة لاستعادة الحكم المدني في البلاد. ووعد مشرف، الحليف القوي للولايات المتحدة في"الحرب على الإرهاب"، بالتنحي عن قيادة الجيش إذا فاز بولاية رئاسية ثانية، وهو ما حصل السبت الماضي من دون اعتماد النتيجة رسمياً في انتظار إعلان المحكمة العليا قانونية الانتخابات. وأقام كياني علاقات جيدة مع الولاياتالمتحدة وسط الحملة العسكرية التي تشنها باكستان لإخراج عناصر تنظيم"القاعدة"وحركة"طالبان"من منطقة القبائل المحاذية للحدود مع أفغانستان. كما ترأس الوفد الحكومي في محادثات تقاسم السلطة مع بوتو التي أدت الى اتفاق مصالحة الأسبوع الماضي.