أعلن رئيس وزراء إقليم السند في باكستان محمد محترم أمس، تخلي منصور موغال عن رئاسة فريق التحقيق في التفجيرين اللذين استهدفا رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في كراتشي الأسبوع الماضي، بعد ساعات على عودتها الى البلاد، بسبب اتهام بوتو إياه بالتورط بتعذيب زوجها لدى توقيفه في كراتشي العام 1999. وأكد محترم انه لا يشكك في كفاءة موغال،"لكنه انسحب لتجنيب التحقيق اتهامات التواطؤ"، خصوصاً ان بوتو لم تتردد في اتهام مسؤولين حكوميين وأمنيين بوضع مخطط اغتيالها، ودعت جهات خارجية الى المشاركة في التحقيق. في غضون ذلك، طالبت منظمة"هيومن رايتس ووتش"إسلام آباد بوقف محاولات"ترهيب"المحكمة العليا أثناء عقدها جلسات للنظر في الطعون التي قدمت ضد إعادة انتخاب الرئيس برويز مشرف، بعدما خاضها من دون تخليه عن منصب قائد الجيش. وشددت المنظمة على ضرورة ان يعلن مشرف انه سيقبل بقرار المحكمة، علماً ان وزراء في حكومته حذروا أخيراً من فرض الأحكام العرفية وتعليق الدستور وإقالة القضاة، إذا عارضت المحكمة فوز مشرف بالانتخابات التي أجريت في السادس من الشهر الجاري. ميدانياً، أرسل الجيش الباكستاني أكثر من ألفين من القوات شبه النظامية إلى إقليم سوات القبلي شمال شرقي، في محاولة لإنهاء سيطرة جماعات دينية مسلحة على مناطق واسعة من الإقليم وبلدات مالاكند ومهمند وباجور المجاورة، وفرضها إدارات متشددة شبيهة بنظام حركة"طالبان"الأفغانية التي تؤيدها هذه الجماعات. وحلقت مروحيات الجيش في أجواء الإقليم، فيما لزم السكان منازلهم في ما يشبه حظر تجول غير رسمي. وأشار الناطق باسم الجيش اللواء وحيد ارشاد إلى أن القوات الحكومية والاستخبارات تملك معلومات عن وجود معسكرات تدريب للمسلحين القبليين في الإقليم تابعة للملا فضل الله الذي يترأس حركة"تطبيق الشريعة المحمدية"والمطلوب في باكستان، في وقت زاد استهداف قوات الأمن في مناطق القبائل، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوفها خلال الأسابيع الأخيرة. وتطالب حركة"تطبيق الشريعة المحمدية"ذات النفوذ الواسع في سوات بتطبيق الشريعة الإسلامية، وأعلنت عزمها إغلاق محلات بيع الأشرطة الموسيقية، كما بثت مواعظ دينية عبر موجات إذاعية خاصة غير مرخصة عملت الحكومة على وقفها للحد من تزايد وانتشار الأفكار المتطرفة. وأنشأت الحركة جناحاً مسلحاً مناوئاً منذ ان فرضت الحكومة الإقامة الجبرية على قائدها الملا صوفي محمد اثر عودته قبل سنوات الى باكستان من أفغانستان، حيث اسر الى جانب مئات من مقاتلي الحركة الذين توجهوا الى ولايتي كونار ونورستان الأفغانيتين المجاورتين لإقليم سوات للمشاركة في قتال القوات الأجنبية. وطلب زعيم "طالبان"الملا محمد عمر من مقاتلي الحركة"المحمدية"في حينه مغادرة أفغانستان خشية تغلغل عملاء للاستخبارات الباكستانية في صفوفهم لمعرفة مواقع"طالبان".