أحرق أنصار رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو التي نجت من تفجيرين استهدفا موكبها الخميس الماضي، بعد ساعات على عودتها من المنفى، إطارات في مدينة كراتشي أمس، وألقوا حجارة على سيارات وأرغموا متاجر على اغلاق أبوابها، من دون ان ترد معلومات عن سقوط اصابات. تزامن ذلك مع تجميد بوتو خطتها لزيارة ضريح والدها ذو الفقار علي بوتو، في بلدة لاركانا شمال شرقي كراتشي، لأسباب أمنية توقع مسؤولون حكوميون ان تقيّد حملات حزبها في الانتخابات الاشتراعية المقررة مطلع 2008. وحققت السلطات مع أشخاص وردت اسماؤهم في لائحة قدمتها بوتو وضمت مشبوهين في التورط بمحاولة اغتيالها، وبينهم مسؤولون عسكريون كبار، كما أكدت السلطات انها بذلت قصارى جهدها لحماية رئيسة الوزراء السابقة. وطالب طارق عزيم نائب وزير الإعلام بوتو ب"وقف لعبة الاتهامات"، قائلاً إن"بوتو خرجت عن هدوئها بسبب الصدمة الكبيرة، واتهمت اشخاصاً بالتورط بالتفجيرين من دون دليل". وتعتقد السلطات بأن التفجيرين يحملان بصمات متطرفين إسلاميين موالين لتنظيم"القاعدة"وحركة"طالبان"الأفغانية يعارضون رغبة بوتو في تحديث باكستان وتعزيز سلوكها طريق الديموقراطية، علماً ان رئيسة الوزراء السابقة اتهمت جنرالات متقاعدين من أنصار الرئيس السابق الجنرال ضياء الحق الذي اعدم والدها العام 1979، بمحاولة اغتيالها، كما اتهمت مقربين من الرئيس برويز مشرف. وندد محمود الحسن عضو"حزب المجاهدين"المتشدد المرتبط بحزب"الجماعة الإسلامية"في باكستان، بسقوط ضحايا أبرياء في تفجيري كراتشي، لكنه وصف بوتو ومشرف بأنهما"عبيد"لدى الولاياتالمتحدة. واعتبر ان"تعليقات بوتو حول المتطرفين، وإعلانها انها ستسمح بعمليات أميركية لمطاردة زعيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان، تجعلها خائنة ويجب ان تقتل". في الوقت ذاته، ذكر رجل أعمال من مدينة بيشاور رفض كشف اسمه خشية اعتقاله بسبب تورطه بتمويل متطرفين، ان مئات من الانتحاريين مستعدون لتفجير انفسهم لاغتيال بوتو. وكان الزعيم القبلي بيت الله محسود نفى وقوفه خلف تفجيري كراتشي، على رغم انه هدد بتصفية بوتو سابقاً، لكنه أعلن ان 3 آلاف انتحاري مستعدون لتنفيذ هذه المهمة. ونشرت الشرطة صورة المهاجم الانتحاري الذي نفذ تفجيري كراتشي، وأعلنت انه بين 20 و25 عاما من العمر، و"يبدو أنه من سكان كراتشي". على صعيد آخر، قتل 7 أشخاص على الأقل وجرح 15 آخرون بانفجار قنبلة جرى التحكم بها من بُعد في سوق بلدة ديرا بوغتي بولاية بلوشستان جنوب غربي باكستان، التي تشهد حركة تمرد للمطالبة بتوسيع الحكم الذاتي والحصول على حصة أكبر من إيرادات الغاز. واستهدف الاعتداء نجل زعيم قبلي مؤيد للحكومة نجا من التفجير، فيما سقط ركاب كانوا ينتظرون امام موقف للباصات الصغيرة. وبلغ التوتر ذروته مع متمردي البلوش، اثر قتل الجيش زعيمهم نواب اكبر بوغتي السنة الماضية، علماً ان باكستان تشهد عمليات تفجير ينفذها مقاتلون إسلاميون موالون ل "القاعدة"و"طالبان"منذ اقتحام الجيش"المسجد الأحمر"في إسلام آباد في تموز يوليو الماضي.