غادر الموفد الخاص للامم المتحدة ابراهيم غمبري رانغون أمس، بعدما التقى زعيم المجموعة العسكرية الحاكمة في بورما ثان شوي، والمعارضة اونغ سان سو تشي. وقال مسؤول في الأممالمتحدة إن غمبري"غادر"بورما التي وصلها السبت قادماً من سنغافورة. وأعلن مسؤول في وزارة الاعلام البورمية ان ثان شوي استقبل غمبري في العاصمة الجديدة نايبيداو. وكلفت الاممالمتحدة غمبري زيارة بورما، بعدما قمعت السلطات العسكرية البورمية بعنف حركة احتجاجية شعبية ضد النظام قادها رهبان بوذيون. في سيدني، صرح وزير الخارجية الأسترالي الكسندر داونر، أن اكثر من ثلاثين شخصاً قتلوا في التظاهرات في بورما، وهي حصيلة اكبر بكثير من الارقام الرسمية التي أوردها النظام البورمي، والتي أقرت ب13 قتيلاً وعشرات الجرحى. في غضون ذلك، قال مسؤولان بورمي ودولي، إن الف شخص على الأقل اعتقلوا الاسبوع الماضي، اثناء عملية قمع التظاهرات المناهضة للسلطات العسكرية في بورما، اقتيدوا الى الحرم الجامعي في رانغون حيث ما زالوا محتجزين. وأوضح مسؤول بورمي طلب عدم كشف هويته، أن 1700 شخص، بينهم 500 راهب بوذي، اعتقلوا في مقر المعهد التقني الحكومي في رانغون. واضاف ان بين المعتقلين 200 امرأة ورهباناً من الاطفال لا يزيد عمر أحدهم عن عشر سنوات. ولفت المسؤول إلى احتجاز الرهبان في مستودع بلا نوافذ، حيث اجبروا على التعري. وقال ان كثيرين من الرهبان رفضوا تناول الطعام الذي قدمته قوات الامن. وفي بانكوك، اعرب مدير برنامج الغذاء العالمي لآسيا توني بانبوري، عن قلقه من معلومات أشارت الى نقل معتقلين الى موقع آخر. وقال بانبوري ان الاممالمتحدة تلقت تأكيداً عن اعتقال الف شخص في المعهد التقني برانغون في مقار وصفها بأنها عبارة عن اكواخ عسكرية. إلى ذلك، قال العضو في البرلمان الاوروبي، غلين فورد، ان اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الاوروبي وجنوب شرقي آسيا لن يشمل بورما، وان المفاوضات من أجل التوصل الى اتفاق قد تستغرق سنوات. جاء كلام غلين خلال زيارة للجنة التجارة الدولية بالبرلمان إلى سنغافورة أمس. وفي نيويورك، اتهم وزير الخارجية البورمي يو نيان وين الاثنين"انتهازيين سياسيين"مدعومين من"بلدان قوية"بالوقوف وراء عمليات القمع التي تعرض لها المتظاهرون. وقال في خطاب امام الجمعية العمومية للامم المتحدة، ان"الوضع ما كان ليتدهور لو لم يستغل انتهازيون سياسيون الاحتجاج الاولي لمجموعة صغيرة من الناشطين على ارتفاع اسعار المحروقات". واضاف ان هؤلاء"الانتهازيين ... المدعومين من بلدان قوية"استفادوا ايضاً من التظاهرات"التي نظمتها مجموعة صغيرة من رجال الدين البوذيين كانت تطالب باعتذار عن سوء معاملة الرهبان من جانب السلطات المحلية". واكد ان"قوات الامن مارست اقصى درجات ضبط النفس، ولم تتدخل طوال شهر تقريباً. لكن عندما دبت الفوضى في صفوف الجماهير وانطلقت الاستفزازات، اضطرت الى اعلان حظر التجول". وأوضح:"عندما تجاهل المتظاهرون تحذيراتها، اضطرت الى التحرك لإعادة الهدوء. والهدوء يعود الآن الى بورما". اتهامات واتهم الوزير البورمي البلدان الغربية، من دون ان يسميها، بالوقوف وراء الاضطرابات في بلاده. وقال:"نحن قلقون جداً من الاستنتاج ان الميل الاستعماري الجديد كشف من جديد عن وجهه القبيح في السنوات الاخيرة". واتهم هذه البلدان"بإطلاق حملة اعلامية تضليلية تتعلق بانتهاك حقوق الانسان"، و"بفرض عقوبات تنسف الاقتصاد وتفقر الشعب"، و"دعم الفوضى مالياً". في طوكيو، حض كبير الناطقين باسم الحكومة اليابانية الحكومة البورمية على اعادة كاميرا الفيديو التي فقدت بعد أن قتل جنود بورميون الصحافي الياباني كينجي ناجاي اثناء الاحتجاجات. وشهدت دول عدة في القارة الاسيوية تظاهرات ومسيرات احتجاج في شوارعها للتعبير عن الدعم الكامل للمحتجين المطالبين بالديموقراطية في بورما. كما شهدت لندن وبرلين تظاهرات مماثلة.