التقى المبعوث الخاص للامم المتحدة ابراهيم غمبري قادة النظام العسكري الحاكم في ميانمار بورما، في العاصمة الجديدة نايبيداو، كما افادت مصادر ديبلوماسية امس. وقال احد المصادر ان غمبري وصل الى نايبيداو على بعد 400 كيلومتر شمال رانغون السبت و"التقى مسؤولين في النظام العسكري بمن فيهم على ما يبدو الجنرال ثان شوي". وقال محلل سياسي مقيم في رانغون:"نأمل بأن يتوصل غمبري الى تسوية يقبلها العسكريون". ولم يكشف عن برنامج زيارة غمبري ولم تسرب وسائل الاعلام الرسمية اي معلومات عن جدول لقاءاته. كذلك افاد مسؤول امني ان المبعوث الخاص للامم المتحدة التقى في رانغون امس، زعيمة المعارضة البورمية اونغ سان سو تشي، واستغرق اللقاء"ساعة وخمس عشرة دقيقة". ويعود آخر لقاء بين غمبري واونغ سان سو تشي الموضوعة قيد الاقامة الجبرية الى تشرين الثاني نوفمبر 2006. ونجح العسكر عبر ممارسات قمع عنيفة، في احتواء الانتفاضة التي قادها الرهبان البوذيون مرحلياً على الاقل، الا انها قد تكون هدنة فحسب لا سيما في ظل الغضب الشعبي الكبير السائد، كما يرى محللون وديبلوماسيون. وقال محلل بورمي مقيم في تايلاند ان"غمبري قام بالزيارة ليس فقط كممثل للامين العام للامم المتحدة بان كي مون لكن ايضاً بتفويض من اعضاء مجلس الامن". الا ان المحلل لم يعلق آمالًا كبيرة على اللقاء. وقال:"هذا يعني ان مفاوضات اخرى قد تلي. الا انه سبق لهم العسكريون ان وجهوا في الماضي اشارات انفتاح ثم تراجعوا". وتابع المحلل"حتى لو انهم تمكنوا موقتاً من تهدئة الغليان، وحتى لو ان عدد المتظاهرين والتظاهرات اقل، فإن الثورة مستمرة". وقال مصدر ديبلوماسي بريطاني في رانغون:"لم تعد الامور الى نصابها، مضيفاً ان"غالبية البورميين يفكرون بأن الامر لم ينته بعد"ولو ان حجم التظاهرات بات اصغر. وبدأت القوى الامنية في بورما في 26 ايلول سبتمبر الماضي، في قمع تظاهرات احتجاجية على الحكم العسكري قادها رهبان بوذيون على مدى ايام، مستخدمة الهراوات والغاز المسيل للدموع، لكن ايضاً الرصاص الحي الذي طال مدنيين ورهباناً وتسبب بمقتل 13 شخصاً على الاقل وعشرات الجرحى. الا ان جميع الدبلوماسيين الموجودين في رانغون يتفقون على القول ان حصيلة الضحايا اكبر من ذلك. واوقفت القوى الامنية مئات الاشخاص ويصعب تحديد حجم العمليات العسكرية التي حصلت خلال الايام الاخيرة في بورما. وساهم وصول غمبري الذي التقى مسؤولين في النظام العسكري السبت، وتصريحات واضحة لبكين طالبت الحكم العسكري باعتماد"اساليب سلمية"في تراجع حدة القمع الظاهر. علماً ان كل الاحداث، منذ قطع خط الانترنت الرئيسي الجمعة في بورما، تجرى وسط"ابواب مغلقة"على ما قالت منظمة"مراسلون بلا حدود". ويروي شهود في رانغون ان الخوف من الاصابة او الاعتقال او القتل يدفع حالياً الناس العاديين الذين نزلوا بكثافة الى الشوارع قبل ايام الى تجنب المشاركة في التظاهرات. وقال المحلل البورمي ان"الغضب الناتج من الزيادة الكبيرة في الاسعار في 15 آب اضيف اليه الاستياء"الناتج من هجمات القوى الامنية لا سيما ضد الرهبان الذين يحظون باحترام كبير في البلاد. وتنتشر تعزيزات كثيفة لقوى الشرطة والجيش في طرق رانغون ومدن اخرى.وعلى رغم المواجهات العنيفة الاربعاء والخميس، فإن آلاف الاشخاص، معظمهم من الشبان، تظاهروا الجمعة في رانغون وفي ماندالاي وسط، المدينة البورمية الثانية. ولم يتجمع السبت الا بضع مئات في رانغون. لكن تم تنظيم تظاهرة كبيرة بقيادة رهبان في باكوكو قرب دالاي. وبات عدد الرهبان قليلاً في شوارع رانغون، وهناك العديد من الاديرة المطوقة وتم تحذير الرهبان من انهم سيقتلون اذا خرجوا منها، بحسب المحلل البورمي.