سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أولمرت يرى في "المعارضة الداخلية" ورقة مهمة لمواجهة أي ضغوط لتقديم تنازلات للفلسطينيين . إسرائيل تستبق وصول رايس بتجديد مواقفها : الوثيقة المشتركة لن تتطرق إلى القضايا الجوهرية
استبقت إسرائيل وصول وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى المنطقة اليوم بتجديد رفضها أن يتطرق "البيان الإسرائيلي - الفلسطيني المشترك" المتوقع طرحه امام"مؤتمر أنابوليس"الشهر المقبل، إلى القضايا الجوهرية للصراع القدس واللاجئون والحدود. ونقلت الإذاعة العبرية عن أوساط في مكتب رئيس الحكومة ايهود اولمرت قولها"إن شيئاً لم يتغير"منذ اللقاء الأخير بينه وبين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن قبل عشرة أيام و"الذي اتفق فيه على إرجاء القضايا الحساسة إلى ما بعد المؤتمر". وكررت هذه الأوساط القول إن مؤتمر أنابوليس"سيشهد فقط إعلان بيان مشترك وليس مفاوضات أو الإعلان عن اتفاقات"، على أن تبدأ مفاوضات الحل الدائم بعد المؤتمر،"وكل شيء سيكون وفقاً لخريطة الطريق الدولية"التي تفسرها إسرائيل على أنها تطالب الفلسطينيين بمحاربة الإرهاب وبناء مؤسسات السلطة قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية. وأبدت هذه الأوساط استغرابها التصريحات والبيانات الأخيرة الصادرة عن مسؤولين فلسطينيين"المتعلقة بمطالب وشروط مسبقة"، وقالت إن الفلسطينيين لا يتحدثون مطلقاً عن"المقابل"الذي سيقدمونه لقاء مطالبهم. وكتب المعلق السياسي في"هآرتس"ألوف بن أن اولمرت يقدّر أنه يذهب إلى انابوليس"من موقع قوة"وأنه يستبعد أن تدفع إسرائيل ثمن"انفجار"المؤتمر أو حتى عدم التوصل إلى بيان مشترك مع الفلسطينيين حيال الفجوة بين مواقف الطرفين. ويعتمد اولمرت في تقديراته حقيقة أن الرئيس جورج بوش لن يختار في سنة حكمه الأخيرة المواجهة مع إسرائيل"وسبق ان منع في الماضي وزيرة خارجيته أن تلوي ذراع إسرائيل، وسيواصل بلا شك الدفاع عن إسرائيل". في غضون ذلك، تتزايد الإشارات في إسرائيل إلى أنها ليست جدية في المفاوضات التي تجريها مع الفلسطينيين، وتتنوع"الذرائع"التي يلجأ إليها الوزراء المعارضون، وفي مقدمها أن الظروف ليست مهيأة الآن لإبرام أي اتفاق مع السلطة الفلسطينية لأنها عاجزة عن تنفيذ الاتفاقات، كما يرى زعيم حزب"العمل"وزير الدفاع ايهود باراك، فيما يهدد حزبا"إسرائيل بيتنا"و"شاس"اليمينيان المتشددان بفرط عقد الائتلاف الحكومي في حال تطرق مؤتمر أنابوليس إلى قضايا الصراع الجوهرية أو"تجرأ"اولمرت على تقديم تنازلات في شأنها. لكن اللافت هو"عدم تأثر"رئيس الحكومة بهذه التهديدات وعدم تعقيب مكتبه على التهديد الذي نقله زعيم"إسرائيل بيتنا"وزير الشؤون الاستراتيجية افيغدور ليبرمان إلى مبعوث الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط توني بلير بأنه سيسقط الحكومة"في حال حاول المؤتمر الدولي معالجة القضايا الجوهرية للصراع". ولا يأتي عدم التعقيب استخفافاً من اولمرت بشريكه المهم في الائتلاف، بل يرى في تهديده"ورقة مهمة"تفيده في مواجهة أي ضغوط قد تمارَس عليه من واشنطن أو من غيرها لتقديم تنازلات للفلسطينيين. ويستذكر مراقبون في هذا السياق ما كان رئيس الحكومة السابق أرييل شارون يقوله عن التمرد الذي قاده ضده القطب السابق في"ليكود"عوزي لنداو على خلفية خطة"فك الارتباط"عن قطاع غزة قبل أكثر من عامين، اذ اعتبر أن"الدور الذي يلعبه لنداو تاريخي"لأن إقرار فك الارتباط من دون إبداء معارضة"سينقل رسالة إلى العالم تقول إن انسحاب إسرائيل من غزة أمر سهل وأنه بالإمكان إقناعها بمزيد من الانسحابات". وبكلمات أبسط، رأى شارون أن"المعارضة الداخلية"تفيد صناع القرار على الساحة الدولية. وإذ تبقى مهمة اولمرت الأساسية، بنظر المعلقين الإسرائيليين، الحفاظ على سلامة ائتلافه، فإنه مرتاح للدور الذي يقوم به الحزبان المتشددان، ولا شك أنه سيلوح به في حال تمت مطالبته بإبداء مرونة في المفاوضات. وكان اولمرت تطرق في خطابه الاثنين الماضي أمام الكنيست البرلمان إلى وجوب أن تحظى المفاوضات التي يجريها مع الفلسطينيين بموافقة"جميع مركبات الائتلاف الحكومي"، وهو كلام استساغته آذان نواب"شاس""إسرائيل بيتنا"الذين يبررون بقاءهم في الحكومة بأن اولمرت لم يقدم شيئاً للفلسطينيين ولن يقدم من دون الحصول على موافقتهم. كما أن كلام موجه للمجتمع الدولي يشرح"الصعوبات"التي تواجهه قبل إقرار أي اتفاق أو تقديم أي تنازلات. ويلفت المراقبون إلى حقيقة أن اولمرت لم ينبس حتى الآن ببنت شفة بكل ما يتعلق بمواقفه شخصياً من قضايا الصراع الجوهرية، متفادياً بذلك تمرد عدد من وزرائه من حزبه"كديما"ومن وزراء"شاس"و"إسرائيل بيتنا"ضده. ويبدو أن اولمرت سيواصل"صمته"في هذه القضايا حتى المؤتمر وبعده، تاركاً مهمة التفاصيل الصغيرة للطاقم المفاوض. ويشير مراقبون إلى أن الساحة الحزبية في إسرائيل تبدي شكوكاً كبيرة في نجاح اولمرت في مفاوضاته مع الفلسطينيين، فضلاً عن لامبالاة بهذه المفاوضات، وكتب بن:"ولا تعرف هذه الساحة بعد هل كلام اولمرت فارغ المضمون ما يفسر المعارضة الخافتة في أوساط اليمين أم أن لديه شيئاً... لكن في الوقت الراهن تمنحه الأحزاب الفرصة بانتظار التطورات".