انسحب العنصري افيغدور ليبرمان وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي امس من حكومة ايهود اولمرت احتجاجا على المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين ما يفتح مرحلة من الشكوك المحيطة بالائتلاف الذي يرئسه اولمرت. وقال العنصري ليبرمان زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" الذي يشغل احد عشر مقعدا في البرلمان من اصل 120خلال مؤتمر صحافي "ابلغت اولمرت اننا ننسحب من الائتلاف والحكومة". واضاف ليبرلمان الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء ايضا "قلت انه اذا جرت مفاوضات حول القضايا الاساسية (في النزاع مع الفلسطينيين) فاننا لن نكون ضمن" الحكومة. وتابع ان "الجميع يعلمون ان هذه العملية لن تؤدي الى نتيجة. ومبدأ الارض مقابل السلام خطأ فادح من الصعب فهمه". - على حد تعبير العنصري ليبرمان. لكن هذه الاستقالة لا تهدد بشكل مباشر بقاء الائتلاف الحكومي الذي يرئسه اولمرت. وتؤكد اوساط رئيس الوزراء ان اولمرت لا يزال بامكانه الاعتماد على غالبية "ثابتة" من 67نائبا من اصل 120في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست). وبالاضافة الى ذلك، يمكن لاولمرت ايضا ضم تنظيمات جديدة مثل الحزب الديني "اليهودية الموحدة للتوراة" او حتى "ميريتس" (يسار علماني). لكن الائتلاف سينهار اذا نفذ الحزب الديني المتطرف شاس ( 12نائبا) تهديده بالانسحاب من الحكومة احتجاجا على احتمال اجراء مفاوضات حول مصير القدس. ويأتي انسحاب العنصري ليبرمان قبل اسبوعين على نشر التقرير النهائي للجنة التحقيق حول اخفاقات الحرب على لبنان صيف 2006والذي يمكن ان يوجه اصابع اتهام الى اولمرت شخصيا. وفي بيان نشره بعد استقالة ليبرمان، اعلن مكتب اولمرت انه "ليس هناك اي بديل لاجراء مفاوضات سلام جدية". واضاف المصدر نفسه ان "رئيس الوزراء مصمم على مواصلة المحادثات التي تقدم الفرصة الوحيدة لضمان السلام والامن لاسرائيل". وخلال مؤتمره الصحافي امس اشار العنصري ليبرمان الى نائبين عربيين في الكنيست هما احمد الطيبي ومحمد بركه قائلا انهما يعتبران بنظرة "اخطر من خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المقيم في دمشق) ومن حسن نصر الله "الأمين العام لحزب الله". وكان ليبرمان آثار فضيحة قبل اشهر عند اعلانه ان (اسرائيل) ترغب في اعتماد نموذج انقسام جزيرة قبرص للقيام بفصل بين العرب واليهود. وقال مسؤولون كبار في حزب "كاديما" أن اولمرت ليس متحمساً لبقاء "اسرائيل بيتنا" ضمن الائتلاف الحكومي وان انسحاب الحزب سيكون مريحاً له سياسياً. واضاف هؤلاء المسؤولون ان انسحاب "اسرائيل بيتنا" ستسهل على رئيس الحكومة الابقاء على حزب العمل ضمن الحكومة عند صدور تقرير لجنة فينوغراد والمقرر في الثلاثين من الشهر الجاري حتى لو تضمن نتائج قاسية. وفي نقاش جرى اول من امس في لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست قال اولمرت انه لا يمكن اجراء أي مفاوضات بدون مناقشة "القضايا الأساسية". وفي المقابل قالت وزيرة الخارجية رئيس الطاقم التفاوضي الاسرائيلي تسيبي ليفني امام الجلسة الكاملة للكنيست ان "إنهاء الصراع يمر عبر كل المسائل العالقة ومن ضمنها القضايا الأساسية".