انشغل الوسطان السياسي والإعلامي في لبنان بتخلف رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النيابي ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية عن الحضور صباحاً إلى مقر البطريركية المارونية، في الموعد المقرر لاجتماع القادة الموارنة في المعارضة إلى البطريرك نصر الله صفير من أجل مناقشة الموقف من الاستحقاق الرئاسي وضمان إجراء الانتخاب الرئاسي في موعده، الا ان اللقاء انعقد في السابعة مساء مع وصول عون وفرنجية الى بكركي، وتتجه الأنظار صوب مقر البطريركية مجدداً اليوم حيث تلبي القيادات المارونية في الأكثرية دعوة صفير إلى الاجتماع على مرحلتين. وكانت البطريركية اعلنت تأجيل اجتماع صفير وعدد من المطارنة الموارنة مع عون وفرنجية لأسباب لم تحددها، في حين قالت مصادر في"التيار الوطني الحر"وتيار"المردة"أن الأسباب أمنية وليست سياسية، مشيرة إلى انه سيصار إلى تعيين موعد جديد للاجتماع من خلال موفدين مباشرين وليس عبر الهاتف. وكانت بلبلة سادت بين الإعلاميين في بكركي صباحاً، وخرج المطران بولس مطر بعد اجتماع صفير مع المطارنة: رولان أبو جودة، سمير مظلوم ويوسف بشارة إضافة إلى مطر نفسه، ليعلن انه تم تأجيل الاجتماع وليس إلغاؤه وان الاجتماع مع ممثلي موارنة 14 آذار ما زال قائماً. وزار بكركي غابي جبرايل موفد عون الذي التقى مظلوم لأربعين دقيقة، غادر بعدها من دون أي تصريح. ولدى خروج البطريرك صفير سئل عن الموضوع، فقال:"ليس لدي أي شيء أقوله، وليس لدي أي توضيح". ولما سئل عن سبب التأجيل، قال:"اسألوا غيري". وقالت مصادر مطلعة ان سلسلة من حوادث السير على الطريق الدولي في الاتجاهين أثارت الريبة، فعند الثامنة والثلث سقط بعض من حمولة شاحنة من الترابة على طريق المعاملتين - صربا، ما تسبب بزحمة سير خانقة. وبعد قليل أفيد عن حادث سير على مفترق بكركي - صربا، إذ اصطدمت سيارتان مدنيتان بباص مدرسي، وزاد الحادث من زحمة السير، إلى أن وقع حادث ثالث على طريق ضبية قبل نفق نهر الكلب، وهو ما أوحى بحوادث غير عادية، وأجريت التحقيقات لمعرفة ظروف هذه الأحداث. وكانت مصادر مطلعة ذكرت أن معلومات أمنية وردت صباحاً لعون أدت إلى إرجاء الاجتماع. وتوقعت أن يعقد اللقاء في أي لحظة من دون الإعلان عن موعد مسبق، وبعيداً من الإعلام. وفيما تردد أن المسؤول السياسي في"التيار"جبران باسيل كان زار مساء أول من أمس، صفير وتناولا احتمال إرجاء الاجتماع لأسباب أمنية علم أن فرنجية لم يكن رافضاً التوجه إلى بكركي، وهو كان اعتبر أن عون يمثله، لكن عون أصر عليه الحضور وتالياً فإن فرنجية كان سيشارك في الاجتماع. ما يعني أن لا سبب سياسياً لتأجيل الاجتماع. وقالت مصادر مقربة من عون أنه يكفي ان يكون الموعد محدداً ومعلناً حتى يطرح مخاوف أمنية في هذه الظروف ما أدى إلى التأجيل، من دون أي سبب سياسي وأن المخاوف من إعلان الموعد مسبقاً ثم حصول حوادث السير وازدحام الطرقات أمام مواكب عون وغيره زاد المخاوف. ورداً على التكهنات الكثيرة التي رافقت عدم حضور عون وفرنجية، قالت مصادر عون أنه لم يكن جائزاً عدم التجاوب مع مقام البطريرك في دعوته إلى التشاور مع موارنة المعارضة والأكثرية حول الاستحقاق الرئاسي تمهيداً لتوسيع المشاورات بحيث تشمل القيادات المسيحية الأخرى. وذكرت المصادر أن التفاهم على موعد الاجتماع يتم وجهاً لوجه تجنباً لاحتمال وجود مراقبة على الهاتف، ومن دون إعلام، مشيرة إلى ان موفدين لعون وفرنجية زارا بكركي ونقلا عبر المطران مظلوم رسالة إلى صفير تحصر التأجيل بالأسباب الأمنية، مشيرة إلى ان مجموعات من"التيار الوطني الحر"وتيار"المردة"استطلعت الطريق إلى بكركي وارتأت تأجيل اللقاء بسبب زحمة السير والمخاوف الأمنية. وحرصت أوساط عون على التأكيد أن لا أزمة بينه وبين صفير، وأن عون كان سيبلغ صفير موقفه المعروف بأنه ونواب المعارضة لن يحضروا جلسة الانتخاب وانه الأوفر حظاً للرئاسة الأولى. وقال المرشح لرئاسة الجمهورية النائب بطرس حرب أنه فوجئ"بهذا التأجيل. والمعلومات تفيد بأن هناك طلباً ممن كان يفترض أن يجتمعوا بصاحب الغبطة لأن يصار إلى تأجيل الموعد". وأكد حرب بعد استقباله السفير الإيطالي غبريال كيكيا اننا سنلبي دعوة البطريرك وسنحاول التعاون معه للتخفيف من حدة المواجهة السياسية، وإذا أمكن التوافق على حل سياسي يحفظ للبنان فرص العمل كدولة ديموقراطية ويؤمن للبنان رئيساً قادراً على تكريس الإنجازات الوطنية وإعادة بناء دولة قابلة للحياة". وقال:"نحن نقف دائماً وراء بكركي". وقال عضو تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي نبيل نقولا أن عون يفضل أن يتم لقاء بكركي مع قوى الأكثرية أولاً، متهماً"البعض بزج بكركي في موضوع الرئاسة". وقال:"بكركي هي السلطة الروحية والمعنوية، لكن في السياسة هناك تيار وكتلة نيابية يمثلان الشارع المسيحي. لماذا عند الشيعة والسنة توجد قوى سياسية؟"، وزاد:"يا ترى هل أن الشيخ سعد الحريري عندما يريد أن يقوم بأي عمل سياسي، هل يذهب إلى عند المفتي؟". وسأل أيضاً:"لماذا النائب السني له كلمته في البرلمان، والنائب المسيحي الماروني لا كلمة له؟"، معتبراً أن"هذا تهميش للمسيحيين". ورأى عضو كتلة"القوات اللبنانية"النيابية انطوان زهرا أن"فريق مسيحيي 8 آذار فضل ألا يلتقي فريق 14 آذار ربما لأنه لا يستطيع التقدم في موقفه نحو بلورة موقف مسيحي موحد من الاستحقاق الرئاسي". وقال في حديث إلى إذاعة"الشرق"أمس:"لا أظن أن البطريرك صفير هو ممثل للإدارة الأميركية في تعاطيه مع الشأن الرئاسي اللبناني، ولا أظن أن المجلس النيابي يمثل أي جهة خارجية".