تتجه الأنظار في لبنان الى سعي البطريركية المارونية الى الامساك بزمام المبادرة في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية عبر اجتماعي اليوم وغداً للقيادات المارونية في المعارضة والأكثرية اللذين دعت اليهما من أجل الاصرار على حصول الاستحقاق الرئاسي في موعده، وسط توقعات بأن يدعو البطريرك نصرالله صفير هذه القيادات، ولا سيما نواب المعارضة الى حضور جلسة الانتخاب وتأمين نصاب الثلثين اذا كانوا فعلاً يريدون عدم تهميش المسيحيين وموقعهم الاول في السلطة السياسية. وفيما انتقل زعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري الى باريس أمس منهياً زيارته لكل من العاصمة الاميركية واشنطن ونيويورك، استمر السجال بين الأكثرية وحكومة الرئيس فؤاد السنيورة من جهة وبين أطراف في المعارضة حول الموقف من الاستحقاق الرئاسي والاغتيالات والوضع الأمني والعلاقة مع سورية والمحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وسائر الجرائم المرتبطة بها. راجع ص5 وفي شأن اجتماع البطريركية المارونية اليوم الذي سيشارك فيه زعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية، على ان يعقبه غداً لقاء لصفير مع أقطاب الموارنة في الأكثرية، أوضحت مصادر سياسية مواكبة لتحرك بكركي ان أهميته تكمن في الموقف الذي سيصدر عن البطريرك صفير لجهة التشديد على حماية موقع الرئاسة ورفضه حصول فراغ فيه ودعوته النواب المسيحيين، والموارنة خصوصاً، الى عدم مقاطعة جلسة الانتخاب. وكشفت المصادر ل"الحياة"ان صفير ثابت على موقفه القائل توفير نصاب ثلثي أعضاء البرلمان في جلسة الانتخاب الأولى، لافتة الى انه يعتبر غياب النواب عن الجلسة يعطي ذريعة لانتخاب الرئيس في جلسة ثانية بالنصف +1، وأن حضورهم يمنع هذا الخيار. وأشارت الى انه سيركز على ميثاق الشرف لمنع أي صدام مسيحي - مسيحي، وعلى ثوابت الكنيسة التي أعلنت قبل أشهر بالدعوة الى جلسة الانتخاب. وقالت مصادر مقربة من عون وفرنجية الذي قرر حضور اجتماع اليوم بعد ان كان تردد أنه فوّض عون انهما سيبلغان صفير موقفاً موحداً. وأضافت ان حضور فرنجية الى جانب عون، في اللقاء مع صفير هو تأكيد وحدة الموقف في المعارضة وعدم اعتراضهما على حوار مسيحي - مسيحي ودعمهما جهود بكركي لتحقيق مصالحة بين الأطراف المسيحيين. وأكدت ان عون وفرنجية سيسألان صفير عن مواصفات الرئيس الجديد وما إذا كانت تنطبق على الاول، إضافة الى المعايير الشعبية في الشارع المسيحي في ضوء دراسة أعدها"الجنرال"حول المسيحيين منذ الانتخابات النيابية حتى اليوم. وأشارت المصادر ان عون سيثير مسألة حضوره المتميّز في الشارع المسيحي من زاوية انه يعتبر نفسه المرشح الأوفر حظاً لتمثيل المسيحيين والحفاظ على وجودهم. وسيتطرق الى علاقاته بالقوى السياسية في الطوائف الأخرى مبدياً استعداده للتعاون معها وسيشدد على أنه"الأقوى من دون منازع في الشارع الشيعي". وحصلت"الحياة"على نسخة من المذكرة التي بعث بها السنيورة الى كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حول ما تداوله مجلس الوزراء من تقارير أمنية حول"فتح الاسلام"والتسلّح، عرضت في جلسة 26-9-2007، استناداً الى التحقيقات التي أجريت قبل انتهاء قتال الجيش مع"فتح الاسلام"في مخيم نهر البارد وبعده. وأكدت المذكرة"التسلل غير الشرعي لعناصر وقيادة فتح الاسلام عبر الحدود اللبنانية - السورية التي تسيطر عليها الجبهة الشعبية - القيادة العامة و"فتح الانتفاضة"الفلسطينيتين، مشيرة الى"صلة المنظمتين القريبة بسورية". وأشارت الى تلقي عناصر"فتح الاسلام"تدريبات في معسكرات المنظمتين على الأرض اللبنانية قرب الحدود مع سورية. وتناولت المذكرة"الاتصال المباشر من قادة فتح الاسلام مع عدد من كبار مسؤولي الاستخبارات السورية". وتحدثت عن أحداث نهر البارد و"مؤامرة خطط لها على نحو دقيق للسيطرة على جزء من شمال لبنان ولتفجير مؤسسات الحكومة وأعمالها والتخطيط لاستهداف قوات يونيفيل وتهديد تطبيق قرارات مجلس الأمن"، مشيرة الى ان"خطط فتح الاسلام كانت متصلة بالمحاولات المستمرة لاسقاط الحكومة المختارة ديموقراطياً وتهديد الانتخاب الرئاسي الديموقراطي وإيجاد مناخ يعرقل تأسيس المحكمة ذات الطابع الدولي"... وأوضحت المذكرة ان في"فتح الاسلام"عناصر"جهاديين"وآخرين"غير جهاديين". وعرضت مذكرة السنيورة ما سماه"قلقاً بالغاً من تقارير التدريب والتسلّح"في لبنان، مشيرة الى"توزيع السلاح والتدريب العسكري المنظم من جانب المعارضة ومن"حزب الله"... ونقل كميات كبيرة من الأسلحة من سورية خلال حرب تموز يوليو 2006 والفترة التي تلتها لوضعها في متناول أطراف قريبة من سورية". وفي المقابل، جددت كتلة نواب"حزب الله"في بيان لها أمس تمسكها بمبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري التوافقية حول الاستحقاق الرئاسي وهاجمت الانتقادات الموجهة الى خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله ليل الجمعة الماضي من جانب فريق الأكثرية، مشيرة الى"تدني المستوى الفكري والسياسي والأخلاقي لدى بعض هذا الفريق"... ودافعت الكتلة عن اتهام نصر الله اسرائيل بالاغتيالات التي تتناول نواب الأكثرية، معتبرة ان"التفجع جراء اتهام اسرائيل هو مصادرة مشبوهة للتحقيق"... كما انتقدت الكتلة الحريري من دون ان تسميه معتبرة ان"الدفاع عن الادارة الاميركية ودورها في حرب تموز إساءة لكل اللبنانيين". وهاجمت مذكرات السنيورة الى"جهات خارجية"من دون ان تسميه. وحملت على المواقف الصادرة من واشنطن من بعض رموز الموالاة.