جمع البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس في بكركي، القيادات المسيحية الرئيسة في لبنان حول طاولة مستطيلة، فجلس «المتخاصمون» قبالة بعضهم بعضاً، لكن الحوار ساده «جو من الصراحة والمسؤولية والمودة»، لتعقبه لقاءات أخرى و «متممة كلما دعت الحاجة»، وفق ما جاء في البيان الصادر عن البطريركية. وكان توالى على الحضور إلى بكركي صباحاً رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية ثم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع فرئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس أمين الجميل ثم رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون. وجلس جعجع والجميل إلى يمين البطريرك الراعي وإلى جانبهما المطران رولان أبو جودة والمطران يوسف بشارة، فيما جلس إلى يساره عون وفرنجية والمطران بولس مطر والمطران سمير مظلوم. وعند دخول الإعلاميين إلى القاعة لالتقاط الصورة، كان المجتمعون يبحثون موضوع القمة الروحية المرتقب عقدها في 12 أيار (مايو) المقبل في بكركي، وكان البطريرك الراعي يطلب من القادة تقديم مقترحات. وأعلن فرنجية وعون أنهما قد يقدمان ورقة مشتركة حول الموضوع. وحين سئل فرنجية عن سبب اختياره مقعداً مقابل جعجع رد عون ممازحاً: «العلقانين (المتخاصمون) يجلسون قبالة بعضهم بعضاً». وبعيداً من الإعلام، حضرت كل القضايا على طاولة البحث من التاسعة صباحاً وحتى قرابة الواحدة إلا ربعاً، من مشاهدات الحرب إلى القضايا الخلافية في السياسة راهناً، بعدما استمع الأقطاب إلى حديث روحي تولى الإرشاد فيه الحبيس يوحنا الخوند. ووزع على كل من الاقطاب الاربعة في بداية اللقاء مسبحة وصليباً وقرصاً مدمجاً عليه تراتيل دينية. وكان الحضور توجهوا الى مكان اقامة البطريرك السابق نصر الله صفير وتناولوا معه القهوة قبل بدء اللقاء. وزينت الطاولة بالشموع وتوسطتها باقة زهور كبيرة وملونة. وبعد اللقاء، لبى الحضور دعوة إلى مأدبة غداء تكريمية أقامها الراعي على شرف الأقطاب الأربعة، شارك فيها صفير. وكان الطبق الرئيسي «قريدس بالرز» إضافة إلى أطباق لبنانية وغربية مرافقة وفاكهة الموسم. وغادر الأقطاب الأربعة بكركي قرابة الثانية والنصف بعد الظهر. البيان الختامي وجاء في البيان الختامي للقاء الذي تلاه المسؤول عن المكتب الإعلامي في بكركي وليد غياض: «بعدما استمع الجميع الى حديث روحي قدمه من وحي أسبوع الآلام المجيدة الراهب الحبيس الأب يوحنا خوند، الذي ترك محبسته لهذه الغاية لأول مرة منذ دخوله إليها، بتفويض خاص من البطريرك الراعي، وإلى كلمة توجيهية من صاحب الغبطة، تداول الحاضرون الشأن الوطني العام، عارضين الثوابت المسيحية التي ينطلق منها عملهم السياسي في لبنان، والثوابت الوطنية التي يتوحد حولها جميع اللبنانيين. فجاء تبادل الآراء والأفكار بمثابة عرض تمهيدي للأوضاع الحالية السائدة وللتطلعات التي ينشدها اللبنانيون حفاظاً على وطنهم وعلى مستقبله ومستقبل المنطقة التي تمر بلدانها اليوم في ظروف صعبة». وأضاف البيان أن الاجتماع كان «أخوياً ووطنياً بامتياز، ساده جو من الصراحة والمسؤولية والمودة، وجرت مقاربة المواضيع المطروحة انطلاقاً من التمييز بين ما هو متفق عليه وما هو خاضع للتباينات السياسية المشروعة في وطن ديموقراطي يحترم الحريات والفروق، مع المحافظة على وحدة الوطن واحترام ثوابته وصون مصالحه الأساسية». وأشار البيان إلى أن الاجتماع «انتهى في الجو الروحي الذي ابتدأ به، على أن تعقبه لقاءات أخرى ولقاءات متممة كلما دعت الحاجة. وشكر الحاضرون جميعاً لصاحب الغبطة دعوته هذه المندرجة ضمن شعار «الشركة والمحبة» الذي رفعه في بدء حبريته، وتمنوا له كل التوفيق في رعايته الجديدة المقدسة، ولجميع اللبنانيين فصحاً مجيداً وزوالاً لكل شدة وأمناً وسلاماً يخيمان على لبنان وطن الرسالة والمحبة». وقال فرنجية إن اللقاء مع جعجع كان «عادياً وتصافحنا، وحصلت أحاديث بيني وبينه».