قالت مصادر في "التيار الوطني الحر" إن الصيغة النهائية للقاءات التي دعا اليها البطريرك الماروني نصرالله صفير مع القوى السياسية المسيحية في بكركي غداً الخميس لم تتبلور بعد ولم يعرف ما اذا كانت ستعقد على مستوى الصف الثاني أو على مستوى الاقطاب، ولكن المؤكد أنه سيكون هناك اجتماعان منفصلان واحد مع المعارضة وآخر مع الموالاة يعرض فيهما صفير رسالة يرغب في توجيهها الى اللبنانيين وتتعلق بالاستحقاق الرئاسي. وأشارت هذه المصادر الى ان المطران سمير مظلوم أبلغ الذين وجهت اليهم الدعوات ان صفير يريد معرفة آراء القيادات المسيحية في مضمون رسالته قبل اذاعتها، مؤكدة عدم علمها بما ستحتويه هذه الرسالة بسبب التكتم الشديد الذي تبديه بكركي حيالها. واستبعدت المصادر نفسها ان تكون الرسالة تحمل مطلباً معيناً من النواب المسيحيين وبخاصة نواب المعارضة بضرورة تأمين نصاب الثلثين في جلسة الانتخابات الرئاسية التي دعا اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري في 23 تشرين الاول أكتوبر الجاري لأن البطريرك صفير يعرف سلفاً جواب"التيار الوطني الحر"الذي أعلنه النائب ميشال عون مراراً وهو انه"في الظروف التي رافقت الانتخابات النيابية وما رافقها من مخالفات تجعل منطق الاكثرية النيابية والأقلية النيابية أمراً غير مقبول وبالتالي لا يمكن لنواب"التيار"ان يسلموا بهذا المبدأ اذا لم يتم تصحيحه قبل الانتخابات الرئاسية وبالتالي لا يمكن الطلب من نواب المعارضة النزول الى المجلس النيابي وتأمين النصاب". وشددت هذه المصادر على ان"التيار الوطني الحر"سيتعامل مع أي طرح لصفير في ملف الانتخابات الرئاسية بكل ايجابية مع التذكير بعدد من الثوابت التي ما زالت قائمة، في رأي"التيار"في طليعتها نسبة التمثيل المسيحي التي حصل عليها عون في الانتخابات النيابية عام 2005. ورأت هذه المصادر ان"التيار"سيكون جاهزاً لمناقشة ما سيعرض في هذه اللقاءات بدءاً من حرص الصرح البطريركي على وحدة المسيحيين مروراً بالتوافق على رئيس للجمهورية وانتهاء بانتخابات نيابية مبكرة او حكومة انتقالية تحضر لانتخابات رئاسية في وقت لاحق ريثما تتم حلحلة العقد التي تعترض اجراء مثل هذه الانتخابات. وتعتقد المصادر أن الرابطة المارونية كانت وراء فكرة عقد مثل هذا اللقاء بعد الاجتماعات التي عقدتها أخيراً مع كل من عون وقائد"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميل والوزير والنائب السابق سليمان فرنجية اضافة الى ان اللجنة السياسية في الرابطة والتي تضم مقربين من جميع الاطراف تعمل في شكل متواصل وهذا ما يشجع على تعميم هذه التجربة على المستوى السياسي المسيحي العام. وربطت هذه المصادر مدى نجاح هذه اللقاءات بما سيتم طرحه للمناقشة وما اذا كان يتضمن مواقف أو آراء تكسر الجليد القائم بين معظم القوى السياسية في لبنان وبخاصة القوى المسيحية حول استحقاق يهم اللبنانيين جميعاً ولكنه أولاً وأخيراً استحقاق يهم المسيحيين ويتعلق بدورهم ومستقبلهم وهو لا يمر سوى كل ست سنوات ويتم هذه المرة بعد انتهاء الوصاية السورية التي ضربت الدور السياسي للمسيحيين وعزلتهم لفترة زمنية طويلة.