أوضح رئيس تيار «المردة» النائب اللبناني سليمان فرنجية أن الخلاف على الساحة المسيحية «سياسي وليس شخصياً»، داعياً إلى الاتفاق على «ثوابت مسيحية واحدة»، ومعتبراً أن القول إن جلوسه مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ينهي الخلاف «تضليل للمسيحيين». ورأى أن «التصعيد لا يخدم أحداً وفي النتيجة سنتوصل الى تسوية». كلام فرنجية جاء بعد زيارته البطريرك الماروني نصرالله صفير في مقره الصيفي في الديمان عقب قطيعة بينهما استمرت سنوات، في حضور رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه وأعضائها إضافة الى المطران سمير مظلوم الذي كان صفير أوفده لتوجيه الدعوة الى فرنجية لزيارته وتناول الغداء الى مائدته. وأوضح فرنجية بعد اللقاء إنه قال لصفير: «أنت تستدعينا ولا توجه إلينا دعوة لأننا أبناء منطقة مارونية هي الأكبر في لبنان وأنا أمثلها، وفي كل الظروف التي مرت سياسياً بيننا لم نتخلّ يوماً عن مارونيتنا ولم نتخلّ ايضاً عن مرجعية بكركي الدينية لنا». وأضاف: «هذا الصرح صرحنا والبطريرك مرجعيتنا الأولى والأخيرة، لذلك أتينا ولا نعتبر ذلك أمراً غريباً. أما المقاطعة التي كانت مع البطريرك فكانت سياسية، ومن هذا المنطلق كان هناك حوار صريح على الصعيد السياسي والبطريرك متفهم لموقفنا السياسي ولما قلناه، ونحن أيضاً استمعنا اليه وهذه بداية طريق جديد مع بكركي في السياسة». وتابع فرنجية: «لسنا بعيدين ولكننا في حاجة الى من يستمع إلينا، وأبدينا رأينا بكل صراحة والبطريرك كان مصغياً ومتفهماً والجميع عنده قناعة بأن ما من أحد ضدّ سيادة لبنان واستقلاله ولا ضدّ كيان لبنان، لكن لكل طريقه وأسلوبه وقناعته وكلنا عندما نحقق أي مكاسب سياسية نضعها بتصرف بكركي لأنها أم هذه الطائفة وأبوها، وأعتقد ان البطريرك أتاح لنا الفرصة لنعطي رأينا وهذا ما كنا نتمناه منذ وقت طويل». وأوضح أن اللقاء تطرق الى موضوع المصالحة المسيحية – المسيحية الذي طرحه طربيه و «كان لنا موقف مفاده أن الموارنة والمسيحيين لن يزولوا إذا لم يجلس سمير جعجع وسليمان فرنجية. في امكاننا ايجاد مئة صيغة مسيحية لتوحيد استراتيجية مسيحية معينة وكل شيء يحصل في وقته. لا يجب الوقوف عند هذه النقطة فقط، فالجنرال ميشال عون والدكتور سمير جعجع جلسا مرات عدة والخلاف السياسي بقي، فالمشكلة هي في الخلاف السياسي على الساحة المسيحية اما الخلاف الشخصي فنحن نقول إنه انتهى»، معتبراً أن «القول إن الموارنة لا يتوحدون إلا إذا جلس جعجع وفرنجية بعضهما مع بعض فهذا تضليل للمسيحيين، والحقيقة انه علينا الاتفاق على ثوابت واحدة مسيحية اذا اتفقنا عليها نكون اتفقنا على ثوابتنا». وتابع: «كما اننا في المقابل يمكننا أن نجلس سوية ولا نتفق. الثوابت هي الأهم». ودعا فرنجية الى أن يكون للمسيحيين مشروع متكامل حول التعيينات الادارية ولجنة او مجموعة تهتم بذلك. وقال: «في التعيينات الادارية، نقول نريد هذا المركز ونتمسك به وقد يكون المركز غير مهم او مهماً، بينما يجب وضع كل المراكز أمام بكركي لبحث ماذا تعني وما هي خدماتها فنختار ما نريد. قد يكون عندنا النصف في التعيينات لكنه غير سيادي وغيرنا عنده النصف الأفضل. فنرى المراكز الاساسية والمراكز الأخرى وبعدها نختار، فهذا ليس حوله أي خلاف عند الموارنة. اذا اتفقنا على هذا الموضوع نطالب بأمور اساسية اما اذا وجدنا مركزاً ولغاية في نفس يعقوب، كأن نقول ان الشيعة اخذوا مركز الامن العام ونقيم القيامة على الشيعة فماذا نفعل؟ في وقت نخسر فيه مراكز اخرى يجب ان يكون عندنا مشروع كامل متكامل للتعيينات الادارية وعلى اساسه نعرف ماذا نريد وماذا نطلب». وعن الانتقادات التي توجه الى رئيس الجمهورية (من عون)، قال فرنجية: «الجنرال عون حليفنا، هو أخ وصديق ونحن نواب في الكتلة نفسها، ملتزمون وإياه سياسة واحدة لكننا لسنا صورة طبق الاصل. نحن مع رئيس الجمهورية في مرحلة طبيعية ولن انتقده والجنرال عون له اسبابه لانتقاد رئيس الجمهورية. انا لن انتقده وهناك علاقة بيننا واذا كان من انتقادات لدينا في السياسة فأصعد الى القصر وأبلغه بها». واعتبر أن «الوضع دقيق ويجب علينا ان نتصرف جميعاً كرجال دولة. التصعيد الحاصل في السياسة لم اعرف الى اي مدى سيخدمنا جميعاً. واهم شيء اننا في النهاية سنجلس مع بعضنا ونتفاهم وستوجد تسوية بين الجميع. السؤال متى وكيف. ولكن كلنا نرى ان في النهاية سنصل الى تسوية». وأوضح فرنيجة أنه لن يشكل أي حرج لصفير بدعوته لزيارة منطقة زغرتا «لأنها ستعتبر دعوة سياسية، بل هو يحدد موعد الزيارة ونحن واجبنا ان نستقبله»، نافياً أن يكون البحث تطرق الى مسألة شهود الزور. طربيه وكان طربيه تحدث أثناء اللقاء الموسع، مؤكداً أن «البطريركية المارونية تمثل مرجعية روحية ووطنية تحقق بثوابتها الالتفاف حولها ولم تكن يوماً الا للجميع على قدم المساواة». وقال: «للموارنة دور فاعل وأساسي على الصعيد الوطني ماضياً وراهناً ومستقبلاً، ولا ضمانة للمستقبل الا بحسن الخيارات، وأحسنها العمل بروح التضامن والوحدة على المسلمات مع الابقاء على حرية العمل السياسي وتنافسه المشروع»، آملاً بأن «يشكل اللقاء خطوة ايجابية على طريق تعميق الخيارات الحسنة لدى الموارنة، بانعكاساتها الطيبة على المستوى الوطني العام». وقال طربيه بعد اللقاء: «نقوم منذ مدة بمساعٍ للتقريب بين وجهات النظر لتبقى المرجعيات المسيحية تحت سقف بكركي، وهذا ما برز اليوم بصورة واضحة، ولسنا في مجال الكلام عن تموضع سياسي جديد للبطريرك أو للنائب فرنجية انما نعتبر ان بكركي السقف الذي يتواصل تحته الزعماء الموارنة وما سمعناه من كل الحاضرين كان جيداً وخصوصاً من فرنجية، بما يساعد على خفض منسوب التوتر الحاصل في المشهد السياسي». ونفى أن يكون ما حصل مصالحة بل «كان مصارحة والوزير فرنجية يعتبره نقصاً في التواصل وكان اصرار منا على عدم انقطاع هذا التواصل». وأضاف: «ليس المطلوب وضع المسيحيين في جبهة سياسية واحدة وليس من المفيد ذلك انما نريد ان يكون التعامل السياسي بين كل الفرقاء ضمن اطار الاحترام والقواعد الديموقراطية والحضارية بحيث لا يجري تخوين او استفزاز او تشنج، وهذا ما نسعى اليه».