شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ضرورة وضع "أجندة واضحة ومحددة للغاية" للمؤتمر الدولي للسلام الذي تستضيفه واشنطن الشهر المقبل، عشية لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، تمهيداً لصوغ"إعلان مشترك"يُعرض على المؤتمر، وسط تباين واضح بين توقعات الجانبين من اللقاء. وأعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس ستزور المنطقة منتصف هذا الشهر للتمهيد لعقد المؤتمر. وفيما اكد ناطق اسرائيلي ان عباس واولمرت سيلتقيان غداً الثلثاء، اعلن المفاوض الفلسطيني صائب عريقات ان اللقاء سيتم بعد غد الاربعاء. راجع ص 4 وفي وقت أكد عباس عقب لقائه الرئيس حسني مبارك في القاهرة أمس أهمية أن يكون الإعلان المشترك بمثابة"وثيقة واضحة ومحددة"تتطرق إلى قضايا الوضع النهائي ضمن إطار زمني مقبول، دعا مسؤولون إسرائيليون إلى خفض التوقعات وحذروا من"عواقب المبالغة فيها"، معتبرين أن مناقشة قضايا الحدود والقدس واللاجئين في المؤتمر"غير وارد وليس واقعياً". وقال عباس إن 36 دولة ستحضر المؤتمر الذي يتوقع أن يعقد منتصف الشهر المقبل،"ومثل هذا الجمع الكبير يتطلب أن نذهب إلى هناك ولدينا وثيقة واضحة ومحددة ويمكن بعدها أن تبدأ المفاوضات التفصيلية حول ما نسميه قضايا الحل النهائي". وأشار إلى أن الوفود التفاوضية التي شُكلت ستبدأ عملها غداً الثلثاء مع الوفود الإسرائيلية. ويسبق الاجتماع الذي سيعقد في القدس الغربية، إفراج إسرائيل عن 87 أسيراً فلسطينياً من أصل مئة كان الأخير تعهد إطلاقهم في"بادرة حسن نية"لمناسبة شهر رمضان. لكن تقارير صحافية أفادت أن اولمرت سيوضح لعباس أنه لن يقدم مزيداً من"اللفتات الطيبة". ونقلت عن مسؤولين كبار ان إسرائيل أوضحت لعباس أنها لن تعلن في المؤتمر أي"تنازل تاريخي"في أي من القضايا الجوهرية،"حتى إذا كان الثمن فشل المؤتمر". واعتبر المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني نمر حمّاد التصريحات الإسرائيلية"بالونات اختبار". وقال ل"الحياة"إن"الجانب الفلسطيني يسعى في اللقاء إلى التوصل لاتفاق إطار يُشكل وثيقة تُقدم إلى مؤتمر الخريف"، بموازاة خطوات على الأرض تثبت للفلسطينيين وجود أجواء ونيات جديدة، مثل إطلاق أسرى، وإزالة حواجز، ورفع القيود على الحركة.