تباينت ردود الفعل الفلسطينية على اعطاء رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت امس الضوء الأخضر للجيش الاسرائيلي لشن "هجمات محددة" ضد الخلايا الفلسطينية التي تطلق قذائف "القسام" من قطاع غزة على جنوب اسرائيل وكان اكثرها حدة رد الفعل الصادر عن سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة"الجهاد الاسلامي"التي هددت بأن"القصف على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة مستمر وسيتصاعد ما دام العدو يرتكب جرائمه"، وأكدت ان"رسالتنا لكم: اوقفوا الاعتداءات فوراً عن الضفة الغربيةوغزة وإلا فانتظروا المزيد من الصواريخ على سديروت وما بعد سديروت وعسقلان وما بعد عسقلان". اما رد فعل الحكومة الفلسطينية فكان اكثر اتزاناً، اذ فيما رفض الناطق باسمها غازي حمد التهديدات الاسرائيلية، اكد"ضرورة الالتزام باتفاق التهدئة من كلا الطرفين". راجع ص 4 و5 وكان اولمرت اشترط في تعليماته للجيش تفادي التسبب في انهيار اتفاق التهدئة الذي أعلنته الفصائل الفلسطينية قبل اقل من شهر وقبلت به اسرائيل. وجاء في بيان صادر عن مكتب اولمرت في ختام مشاورات أمنية أجراها رئيس الحكومة مع وزير الدفاع عمير بيرتس وقادة الجيش والأجهزة الأمنية المختلفة صباح أمس، انه إزاء تكثيف"الخلايا الارهابية الفلسطينية قصفها التجمعات السكنية الاسرائيلية، رغم احترام اسرائيل اتفاق التهدئة، تلقى الجيش أوامر لتنفيذ هجمات موضعية محددة"ضد الخلايا التي تطلق الصواريخ. واضاف البيان انه"في الوقت نفسه ستواصل اسرائيل احترام وقف اطلاق النار والعمل مع السلطة الفلسطينية لحضها على اتخاذ اجراءات فورية لوقف اطلاق الصواريخ". وجاء قرار اولمرت في اعقاب إصابة فتيين من بلدة سديروت داخل الخط الاخضر أول من أمس جراء القصف الفلسطيني، ما أضعف موقف اولمرت ودفع أقطاب الأحزاب اليمينية المختلفة والمعلقين في الشؤون العسكرية الى توجيه انتقادات شديدة له. وأشارت مصادر اعلامية الى ان اولمرت تجنب في قراره امس التصعيد العسكري ضد الفلسطينيين، عشية لقائه الرئيس المصري حسني مبارك الخميس المقبل في شرم الشيخ، ثم سفره الى الصين التي يرغب في حشد دعمها لسياسة فرض عقوبات على ايران. وفي القاهرة، طرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجدداً فكرة استخدام قناة خلفية للتفاوض مع اسرائيل عقب استقبال الرئيس المصري حسني مبارك له أمس. وقال عباس في تصريحات صحافية:"طرحنا منذ فترة فكرة القناة الخلفية للتفاوض مع إسرائيل سواء بمشاركة أحد أطراف المجموعة الرباعية الدولية الراعية لخريطة الطريق أو المجموعة ككل بهدف مناقشة قضايا المرحلة النهائية"، وأشار إلى أهمية الزيارة المقبلة لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى مصر والمنطقة في منتصف كانون الثاني يناير المقبل"وهو ما يتطلب وضع خطة موحدة حول كيفية مواجهة المستقبل والخطوات الضرورية للوصول إلى الحل النهائي". وأضاف أنه عرض هذه الفكرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال لقائهما الأخير وأنه لم يرفضها ووعد بدراستها كما أن الجانب الأميركي لم يرفض الفكرة. وسئل عباس عن موضوع اطلاق الاسرى، فقال إن"الجانب الإسرائيلي يعلق موضوع الأسرى على مسألة الافراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت"، وإن"رئيس الوزراء الإسرائيلي وعد بدراسة اطلاق سراح عدد من الأسرى قبل عيد الأضحى وأرجو أن يفي بوعده". وصرح الناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد بأن الرئيس مبارك سيعقد خلال أيام لقاء منفصلاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقال:"إن لقاء مبارك مع عباس هو حلقة من الاتصالات المستمرة مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والأطراف المعنية بعملية السلام". وأجرى وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط محادثات امس مع كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني. وقال في مؤتمر صحافي في القدس ان الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت ما زال حياً، و"اشدد على اننا نعمل بجد من اجل اطلاقه ونحن متأكدون من انه ما زال حياً".