وضع رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق ايهود باراك حداً للاشاعات والتقولات حول عودته الى الحلبة السياسية التي غادرها مهزوما قبل ست سنوات، بإعلانه أمس خوضه المنافسة على زعامة حزب"العمل"في الانتخابات الداخلية التي ستجري قي 28 أيار مايو المقبل، ليرتفع عدد المتنافسين الى خمسة هم زعيم الحزب الحالي وزير الدفاع عمير بيرتس، ورئيس"شاباك"السابق عامي ايالون، والوزير السابق اوفير بينيس، ورئيس"موساد"السابق داني ياتوم، وباراك نفسه. وتعتبر الانتخابات الوشيكة منافسة على منصب وزير الدفاع في الحكومة الاسرائيلية، وهو المنصب الأرفع المخصص لحزب"العمل"الشريك الأبرز لحزب"كديما"في هذه الحكومة، علما ان انتخابات أخرى لزعامة"العمل"ستجري قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة عام 2010 إن لم يتم تقديمها ليكون الزعيم المنتخب مرشح الحزب لرئاسة الحكومة المقبلة. ولم يفاجىء اعلان بارك الساحة الحزبية في اسرائيل التي توقعت عودته مع استرجاعه شعبيته في أوساط الحزب الذي تزعمه بين الأعوام 1997 و2001 وحيال المطلب الشعبي في اسرائيل بتنحي بيرتس من منصبه وزيرا للدفاع بعد الفشل في الحرب على لبنان، وتعيين شخصية عسكرية بارزة في هذا الموقع تعيد للمؤسسة العسكرية بعضا من هيبتها. كما يأتي اعلان باراك بعد ثلاثة ايام على تسريب خبر لوسائل الاعلام الاسرائيلية عن نية رئيس الحكومة ايهود اولمرت ازاحة بيرتس من منصبه لمصلحة باراك الذي لا يزال معظم الاسرائيليين يعتبرونه ألمع عسكري في تاريخ الدولة العبرية لكنهم يأخذون عليه فشله في تصريف شؤونها حين تولى رئاسة الحكومة صيف العام 1999 وغادرها مضطرا بعد 18 شهرا فقط لمصلحة ارييل شارون. وأشارت استطلاعات الرأي الأخيرة الى ان ايالون هو صاحب الحظوظ الأفضل للفوز في الانتخابات المقبلة لكنه تقدم على باراك بفارق 5 في المئة فقط وهي نسبة قد تتضاءل أو قد تنقلب النتائج بعد اعلان باراك رسميا الترشح، وازاء حقيقة ان ثلاثة وزراء على الأقل من"العمل"سيدعمونه في مقدمهم بنيامين بن اليعيزر الواسع النفوذ في الحزب. وخلافا لسائر المتنافسين لم يعلن باراك ترشحه في مؤتمر صحافي انما عبر رسالة قصيرة وجهها الى الأمين العام للحزب ايتان كابل قال فيها انه استفاد من تجربة الماضي وأنه غدا مقتنعا بأن القيادة ينبغي ان تكون جماعية و"ان الموهبة والقدرة"ليستا كافيتين وحدهما. ويعتبر هذا الكلام المقتضب رداً على منتقدي باراك في الماضي الذين اتهموه بالعجرفة والتفرد في اتخاذ القرار ما ادى الى سقوطه السريع. وتابع باراك انه يرى ان لديه"الخبرة والنضج"اللازمين لتولي منصب وزير الدفاع. وأعلن عدد من مناوئي باراك حتى الأمس القريب انهم سيدعمون ترشيحه بداعي انه اكثر خبرة من ايالون وانه كان رئيسا لهيئة اركان الجيش ووزيرا للدفاع ورئيسا للحكومة فيما تتلخص سيرة ايالون بقيادته سلاح البحرية ثم رئاسة جهاز المخابرات"شاباك"، ليس أكثر.