سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أشاروا الى قلة خبرته العسكرية وتخليه عن وعوده بتحسين أوضاع الفقراء . أقطاب في "العمل" الاسرائيلي ومعلقون يستبعدون عودة الحزب الى الحكم ما دام بيرتس رئيسه
تسود حزب "العمل" الاسرائيلي الشريك الأبرز في الائتلاف الحكومي أجواء بأن ساعة عمر زعيم الحزب، وزير الدفاع عمير بيرتس، السياسي بدأت تدق خصوصاً بعد أن جاء في الاستطلاع الأخير للرأي ان شعبية الحزب تراجعت، بعد الحرب على لبنان بشكل هائل وأنه لو جرت الانتخابات البرلمانية اليوم لحصل الحزب على 11 مقعداً برلمانياً مقابل 19 في الكنيست الحالي. لكن المعطى اللافت أكثر هو أن واحداً في المئة فقط من الاسرائيليين يرون في بيرتس أهلاً لمنصب رئيس الوزراء، ما يعني بكلمات أبسط أن لا أمل في عودة الحزب الى الحكم أو حتى الحفاظ على تمثيله البرلماني"المعقول"طالما بقي بيرتس على رأسه. ويرى أقطاب في الحزب ان"الخطيئة الأصلية"ارتكبت حين قبل بيرتس باقتراح رئيس الحكومة ايهود اولمرت تسلم منصب وزير الدفاع وهو الذي يفتقر الى الحد الأدنى من الخبرة في الشؤون العسكرية اذ خدم في الجيش فترة قصيرة فقط أصيب خلالها ما حال دون تدرجه في مناصب عسكرية. ويرى هؤلاء ان مكان بيرتس الطبيعي، بعد سنوات قاد فيها نقابات العمال، هو وزارة المال لكن اولمرت فضل صديقه الشخصي ابراهام هرشزون لهذه الحقيبة وورط بيرتس في وزارة الدفاع ليتبين خلال الحرب ان المنصب"كبير عليه"فتحول مجرد"كاريكاتير"وأداة طيعة في يد الجنرالات وموضوع نكات وتندر على ألسن الاسرائيليين. ويبدو ان بيرتس، الذي ظن ان تكون وزارة الدفاع بمثابة عتبة وثب في المستقبل نحو مكتب رئيس الحكومة، خسر كل عالمه، إذ لم يقتصر فشله في ادارة شؤون الدولة العبرية العسكرية فحسب انما قاد دعمه للحرب على لبنان وبالتالي فشلها الى اضطرار الحكومة الى الاعلان عن ارجاء تنفيذ خطتها الاجتماعية لتحسين أوضاع الشرائح الضعيفة، وهي الأجندة التي تبناها بيرتس خلال المعركة الانتخابية الأخيرة وحالت دون هزيمة الحزب في الانتخابات. ويرى مراقبون ان"اجواء الكآبة"التي تعم حزب"العمل"لن تزول من دون إطاحة بيرتس في الانتخابات على زعامة الحزب في أيار مايو المقبل، إن لم يتم تبكير موعدها. ونقلت صحيفة"يديعوت احرونوت"عن قطب في"العمل"ليس من المحسوبين على معارضي بيرتس ان الحزب"إن اراد حقا الحياة"سيضطر الى تنحية زعيمه الحالي، متسائلاً كيف يمكن لبيرتس ان يبقى في منصفه وهو يقرأ ما يقوله الاسرائيليون عنه. وتوقع قطب آخر ان يعود زعيم الحزب رئيس الحكومة سابقاً ايهود باراك بقوة الى ساحة المنافسة على زعامة الحزب، مشيراً الى المكانة التي يحتلها باراك في نظر الاسرائيليين باعتباره واحداً من أبرز الجنرالات في تاريخ الدولة العبرية والذي لجأ اليه اولمرت مراراً خلال الحرب للمشورة. وعدا باراك، هناك مرشحون آخرون بينهم الاستاذ الجامعي في الاقتصاد النائب افيشاي برفرمان ورئيس"شاباك"سابقاً الجنرال في الاحتياط النائب عامي ايالون ورئيس"موساد"سابقاً النائب داني ياتوم وجميعهم تمردوا على بيرتس قبل بدء الحرب على خلفية تخليه عن الاجندة الاجتماعية. وبرأي معلقين في الشؤون الحزبية فإن المتمردين على بيرتس سينغصون حياته حتى يضطر الى الاستقالة. وقد انتهج نائبان من الحزب هذا الاسلوب الاسبوع الماضي حين اجهضا مشروع قرار حكومي باقتطاع نصف بليون دولار من موازنات الوزارات المختلفة لمصلحة وزارة الدفاع لتغطية جزء من كلفة الحرب. ولم تأت معارضة النائبين لموقف مبدئي انما اساساً لتشير الى بداية"انقلاب ابيض"على بيرتس.